عاطف الطيب، مخرج المهمشين الذي أوجع الفقر قلبه ليرحل قبل تحقيق حلمه الكبير
عاطف الطيب .. مخرج الواقعية ارتبط اسمه ارتباطا مباشرا ووثيقا بقضايا المواطن المصري البسيط وبحقوق الفئات المهمشة حتى أنه لقب بمخرج الغلابة، ومخرج البسطاء، وصاحب النهايات الصادمة ومفجر الثورات الفنية، كانت ولا تزال أغلب أعماله مثيرة للجدل، لما تتطرق له من قضايا تتعلق بالحريات العامة والخاصة، اشاد النقاد بأعماله واعترضت الرقابة على الكثير منها.
وُلد عاطف الطيب عام ١٩٤٧ من أصول صعيدية بحى باب الشعرية،وكان والده يمتلك محلًا للألبان عمل فيه الطيب وهو صبيا،وتنقل إلى مهن أخرى كثيرة حتى إنه بدأ حياته صبى ترزي بجانب دراسته وتسبب حبه للتمثيل في انضمامه إلى المعهد العالى للسينما قسم الاخراج، وبعد تخرجه التحق بالجيش مجندا حتى انه شارك فى حرب أكتوبر 1973، ورحل فى مثل هذا اليوم 23 يونيو عام 1995.
مساعد مخرج لمشاهير المخرجين
بدأ عاطف الطيب حياته الفنية بإخراج فيلمين قصيرين وهو مجند هما جريدة الصباح، المقايضة، عمل مساعد للمخرج مدحت بكير في فيلم "ثلاث وجوه للحب" عام 1969، ومساعدا للمخرج شادى عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس"، ومساعد للمخرج محمد بسيونى في فيلم "ابتسامة واحدة لا تكفى"، ومساعد للمخرج يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية ليه" وللمخرج محمد شبل في فيلم "أنياب".
العمل مع مخرجين أجانب
ولم يكتف عاطف الطيب بالعمل مساعدا مع مخرجين مصريين لكنه اتجه الى الخبرة من مدارس مختلفة فى الإخراج فعمل مساعدا لمشاهير الإخراج الأجنبى فى أفلام " الجاسوس الذى أحبنى، جريمة على النيل، الصحوة، توت عنخ آمون، ابو الهول.
أخرج أول أفلامه الروائية " الغيرة القاتلة عام 1980 الذى نال عنه جائزة أحسن فيلم، وفى عام 1984 أخرج عاطف الطيب فيلمه "الزمار" الذى كتب قصته الشاعر عبد الرحيم منصور وهو يعرض معاناة عمال التراحيل، واعترضت الرقابة عليه ولم يعرض على الجمهور بالرغم من مشاركته مهرجان القاهرة السينمائى بطولة نور الشريف.
قدم عاطف الطيب افلاما خلال مشواره السينمائى الذى امتد اثنتى عشر عاما، بالرغم من قلة عددها إلا أنها تركت بصمة وعلامة فى تاريخ السينما المصرية وصلت الى 23 فيلما اشهرها: سواق الاتوبيس الذى نال عنه العديد من الجوائز، البرئ، انذار بالطاعة، قلب الليل، التخشيبة، ناجى العلى، الهروب، دماء على الاسفلت، ابناء وقتلة، كتيبة الاعدام، ضد الحكومة، وكانت آخر افلامه " ليلة ساخنة " بطولة لبلبة ونور الشريف الذى عرض بعد وفاته ونال عنه جائزة أحسن فيلم وأحسن مخرج وكان أروع ماقدمته السينما المصرية، وكان قد بدأ إخراج فيلم "جبر الخواطر" ولم يمهله القدر لاستكماله بسبب اجرائه عملية جراحية عجلت برحيله.
كما تعرض فيلمه ناجي العلي، لهجوم شرس شنته عدد من وسائل الإعلام عقب عرضه عام 1992، لدرجة اتهام نور الشريف والمؤلف بشير الديك والمخرج عاطف الطيب بالخيانة وعدم الوطنية، بل اتهموا نور الشريف بأنه تلقى 3 ملايين دولار من منظمة التحرير الفلسطينية، وبناء عليه طلب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الرئيس الأسبق حسني مبارك عدم عرض فيلم "ناجي العلي" في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي 1992، لينفي فكرة تمويل المنظمة لـ نور الشريف.
عبد الناصر كان الأمل الأخير
قدم عاطف الطيب للتليفزيون مسلسلا واحدا هو "بنات السيدة زينب "بطولة عبلة كامل، وكان حلمه الكبير ان يقدم فيلما عن الزعيم جمال عبد الناصر، ورشح لأداء دوره الفنان أحمد زكى.
اصابته بمرض السكر
لأنه كان يعانى فى صغره من حمى روماتيزمية فى القلب لم يتم علاجها بسبب الفقر نتج عنها فى الكبر مشاكل صحية ونظرا للازمات التى مر بها مع الرقابة وفى افلامه اصيب بمرض السكر، ورفض السفر للعلاج على نفقة الدولة الى المانيا وكان يقول ( الغلابة الذين دافع عنهم أولى منه ) حتى تدهورت صحته بعد جراحة اجريت له فى القلب بسبب خطأ طبى لم يعترف به الاطباء المعالجين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
