رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل ترفع السرية عن خطة "بنديجو" لضرب دفاعات مصر في حرب أكتوبر

حرب أكتوبر 1973،
حرب أكتوبر 1973، فيتو

سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلي بنشر تفاصيل جديدة عن حرب أكتوبر 1973 وخطة الهجوم المضاد المزعومة من قبل قوات الاحتلال ضد الدفاعات الجوية المصرية.


فشل الخطة الإسرائيلية في صد الهجوم المصري

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة إسرائيل اليوم العبرية  ان الجيش الإسرائيلي  أعد خطة "بنديجو" الجوية، التي صممت لتدمير بطاريات صواريخ أرض-جو وجو–جو المصرية، لكنها كانت مثالية على الورق، في حين انهارت في الواقع منيت بفشل ذريع.

 

فشل الخطة الإسرائيلية " بنديجو " لتدمير بطاريات الصواريخ المصرية

ووفق الإعلام العبري فقد كانت هذه واحدة من أكبر الخطط العملياتية وأكثرها طموحا وسرية، التي أعدها الجيش الإسرائيلي لحرب اكتوبر، حيث تم إعداد "بنديجو" لتدمير بطاريات صواريخ جو-جو المصرية بواسطة الطائرات، لكن تم تغييرها لتتم بواسطة المدفعية الثقيلة، من خلال توجيه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بعد ضرب البطاريات المصرية بالمدفعية، لأن الجيش كان يعلم أن صواريخ الدفاع الجوي المصرية قاتلة، وقادرة على تغيير ميزان القوى في الحرب.

 

انتصار اكتوبر 1973، فيتو

وأدعى تقرير  صحيفة إسرائيل اليوم العبرية  أن العملية لم يكتب عنها طوال سنوات، حيث اعتبرت أنها نُفذت "رغم كل الصعاب"، فيما أدت إلى فتح الأجواء للقوات الجوية الإسرائيلية، كما ساعدت إلى حد ما، على "منع تقدم المصريين وإلحاق هزائم بهم"، على حد زعمها.

 

وقالت نفس المصادر "يتم الآن الكشف عن وثائق وصور بمناسبة يوم المدفعية الإسرائيلية الذي يأتي قبل أسابيع من إحياء ذكرى حرب حرب أكتوبر 1973"، حيث سيقام في 2 يوليو في بركة السلطان بالقدس المحتلة.

 

خسائر فادحة للجيش الإسرائيلي

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الوثائق قد جمعت من قبل بيني أربيل، ضابط المدفعية الذي شارك في عملية بنديجو، بينما جاء فيها أن قوات الجيش الإسرائيلي تكبدت في الأيام الأولى من الحرب في أكتوبر 1973، خسائر كثيرة، بل فادحة، وكان عامل المفاجأة من جانب مصر هو الذي حدد وتيرة القتال، كما منحت بطاريات صواريخ جو-جو المتطورة في الجنوب لمصر ميزة كبيرة، ما قوّض حرية العمل للقوات الجوية الإسرائيلية، وألحق ضررا كبيرا بنشاطات القوات البرية، التي لم تتلق المساعدة اللازمة.

 

اقرأ أيضا.. المشير الجمسى، الجنرال النحيف المخيف الذي أرعب إسرائيل حتى بعد خروجه من الخدمة

 

وأوضحت الوثائق أن تحقيق خطة بنديجو استلزم المقاتلين عشرات الساعات من التحضير للهجمات المضادة التي انطلقت بشكل غير متوقع، حيث ظل القطاع الجنوبي معرضًا لنيران كثيفة وقاتلة من المصريين.


حلم الخطة الإسرائيلية بنديجو يتلاشى

ويروي بيني أربيل، الذي كان ضابطا احتياطيا في سلاح المدفعية، في "حرب أكتوبر": "كنت من بين القلائل في الجيش الإسرائيلي الذين علموا بخطة بنديجو كجزء من الخدمات النظامية، ومع بداية الحرب، رأينا حلم بنديجو يتلاشى. رأينا كيف يطلق المصريون الصواريخ على طائراتنا ويسببون أعطابا بالغة فيها، فلم تعد طائراتنا تُرى في سماء الساحة بعد الآن".

وكشفت وثيقة مكتوبة بخط اليد أثناء الحرب، كشف عنها لأول مرة، تظهر خلف الكواليس تشكيل قرار تنفيذ "بنديجو" رغم التباينات على الأرض، كما تصف كيف يقدم قائد القيادة الجنوبية جوروديش الخطة ويحدد الهجوم على صواريخ أرض-جو المصرية على أنه الهدف الأول والأهم لاستمرار القتال.

 

اقرأ أيضا.. 88 عامًا على ميلاد اللواء طلعت مسلم، بطل أكتوبر وصاحب المؤلفات العسكرية الغزيرة

 

وبينت الوثيقة كيف يعطي ممثل رئيس الأركان في المنطقة الجنوب، اللواء حاييم بارليف، الضوء الأخضر لتنفيذ خطة "بنديجو" بشكل جزئي، ويؤكد حينها إذا لم تنجح، ستضطر القوات الجوية لمهاجمة السطح بصواريخ جو بطائرات سلاح الجو.

 

وقالت الوثائق إن العملية أطلقت بأقل قوة نيران مقارنة بالخطة الأصلية، حيث "تمكن المدفعيون من فعل ما لا يصدق"، على حد قول الصحيفة، أثناء القتال وتحت النيران، كما نشر المقاتلون البطاريات في الميدان لتدمير بطاريات الصواريخ المصرية.


حرب العاشر من رمضان

في العاشر من رمضان 1393 هجرية، الموافق 6 أكتوبر عام 1973 ميلادية عبرت القوات المصرية قناة السويس، وحطت خط بارليف وكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة وألحقت بها هزيمة أفقدت الإسرائيليين توازنهم وكسرت غرورهم.


حرب العاشر من رمضان انتصر فيها الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى، واستعاد أرض سيناء، بعد احتلالها لمدة 6 سنوات عام 1967، وجاء النصر رغم كل المعوقات التى كان يرددها البعض حينها، وكانت تروج لها القوى العظمى، إلا أن الجيش المصرى استطاع تحطيم المستحيل.

 

شرارة حرب السادس من أكتوبر 1937

وقام الجيش المصرى فى العاشر من رمضان الساعة الثانية ظهرا، بعبور خط القناة، لتبدأ موجات من الجيش المصرى تعبر تدريجيا، وذلك فى منظومة عمل تم إعدادها بشكل متقن للغاية، فاجأت الجميع حينها، حيث أنه فى تمام الساعة الثانية ظهرا 1973 نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

 

اقرأ أيضا.. سياسي إسرائيلي: نعيش في النقطة الأخطر على وجودنا منذ حرب أكتوبر مع مصر

 

تحطيم خط بارليف

وبدأت المدفعية المصرية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيرًا لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي الساعة الثانية والثلث تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر القناة 2000 ضابط و30 ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية.

 

وفي تمام الساعة السادسة والنصف كان قد عبر القناة ألفا ضابط وثلاثون ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، ما عدا لواء برمائي مكون من 20 دبابة برمائية و80 مركبة برمائية عبر البحيرات المرة في قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية.

وعند الساعة الثامنة والنصف اكتمل بناء أول كوبري ثقيل وفي تمام الساعة العاشرة والنصف إكتمل بناء سبع كباري أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمة السبع كباري و31 معدية.

وخط بارليف أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث والذى يعتبره العسكريون الغربيون إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية إلا أن القوات المسلحة أستطاعت تدمير هذا الخط خلال ساعات من بدء الحرب وأفقدت العدو توازنه في أقل من ست ساعات

 

حرب اكتوبر 1973، فيتو

 

صيحة الله أكبر وفتوى الإفطار


لم تكن صيحة «الله أكبر» فى أرض المعركة وليدة تدريب أو بتلقين مسبق بل انطلقت من قلب ووجدان المقاتل المصرى لحظة نجاحهم فى عبور قناة السويس، لتؤكد أن النصر آت لا محالة كانت حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ملحمة بطولية حفظها التاريخ وخلدها فى صفحاته بحروف من نور، وتتناقلها الأجيال، وستظل روح العاشر من رمضان شاهدة على بسالة وصبر وعزيمة الجندى المصرى الذى عبر خط بارليف المنيع فى نهار شهر الصيام ورفضوا الإفطار على الرغم من إصدار فضيلة الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر وقتها، فتوى بجواز الإفطار لكل أفراد الجيش المصرى على الجبهة.

حرب السادس من أكتوبر ونقطة التحول

يوم العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973، يعد أحد أعظم انتصارات الأمة العربية فى تاريخها الحديث الذى جسد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وعظمة ولائهم للوطن، وأصبح هذا الانتصار نقطة تحول كبرى فى التاريخ ونقطة تحول ايضا في مسار الصراع العربى الإسرائيلى، كذلك استطاعت مصر تحطيم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل.

و نجحت حرب العاشر من رمضان "6 أكتوبر" فى إعادة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975،كما مهدت الطريق لإتمام إتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1978، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى مارس 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989.

لقد كانت حرب العاشر من رمضان 1973 درسا لن ينسى علم العالم كله من هم المصريون، وكيف تكون التضحية من أجل الوطن، كما كانت حرب العاشر من رمضان درسا قاسيًا لكل من تسول له نفسه التفكير فى النيل من مصر وشعبها.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية