رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال هو الحل!

لماذا تطفو على سطح حياتنا العديد من الأمور التافهة والسخيفة والمستفزة؟!.. لأنها تجد من يكترث بها ويتحدث عنها بل ويروجها بين الناس، ولو تم تجاهلها وإهمالها وعدم الاهتمام بها لما شغلت الناس ولما تحدث عنها أحد واندثرت بذلك فورا.

 ذلك هو السبب الأساسى لانشغال الرأي العام لدينا بأمور تافهة وسخيفة ومستفزة.. 

 

نعم هناك سبب آخر مهم لانشغال الناس بها يتمثل بأنه لا أحد يقوم بمسئوليته في حساب أحد أو حتى توجيه اللوم عندما يقتضى الأمر ذلك، لكن يسبق ذلك هو أن لدينا من يهتم بالتافه والسيئ والسخيف والمستفز، ويقوم بترويجه ونشره بين الناس، وبالتالى يفرضه فرضا على الناس.. أى أن المشكلة تكمن في المنبع أساسا.

 
بل الأكثر من ذلك من يمنح التافه والسيئ والسخيف من الأمور اهتماما خاصا لا تحظى به الأمور الجادة الأولى بالاهتمام من خلال مناقشته والتعليق عليه، وبذلك يسهم في فرضه فرضا على الرأي العام، ودفعه دفعا للاهتمام به بدوره، والنتيجة انتقاص في اهتمام الرأي العام بما هو جاد وأولى بالاهتمام.. وهكذا هؤلاء يفسدون الوعى العام عندما يمنحون ما هو تافه وسيئ وسخيف اهتماما لا يستحقه، وعندما يحفزون الناس إلى محاكاتهم ومنح اهتمامهم لهذا السيئ والتافه والسخيف من الأمور! 

 


وهنا يبرز دور الإعلام.. عليه أن يصحح هذا الخلل الذى يجد مرتعا له على مواقع التواصل الاجتماعى.. عليه أن يمنح جل اهتمامه لكل ما هو جاد ويهم الناس، وأن يتناوله بموضوعية ويقدم  المعلومات الصحيحة والسليمة عنه، ويقدم أيضا الآراء والرؤى المختلفة حوله.. وبذلك يقوم الإعلام أولا بمسئوليته المهنية قبل مسئوليته الوطنية.    

الجريدة الرسمية