رئيس التحرير
عصام كامل

حسين فهمي رئيس مهرجان بدرجة إنسان

سيظل أعظم الأخبار على الإطلاق، حدث في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في السنوات الأخيرة، هو وجود النجم الكبير والرائع حسين فهمي، على رأس تلك المؤسسة.. لقد أعاد حسين فهمي البريق المفقود لفعاليات المهرجان في كافة الأفرع، وأضاف مسحة احتفالية وبهجة، ولمسة من الأناقة على صورة مهرجان القاهرة بشكلٍ عام، وكذلك أضاف قيمة فنية كببرة كونه بين أعظم من وقفوا أمام كاميرا السينما في تاريخها على مدار نصف قرن..

 

إن شخصية حسين فهمي الجذابة والمتوهجة دائما أعادت شخصية مهرجان القاهرة، وجعلت هناك متعة خاصة لدى الحضور في كافة التفاصيل وهو ما ظهر جليا في إقبال الجمهور على ندوات المكرمين وعروض الأفلام التي حظيت بمشاركته، وكان لشخصية فنان بحجم حسين فهمي دورًا في إقبال الجمهور على الندوات والعروض بشكل عام لدرجة أن جميع العروض والندوات تقريبا كانت تسجل كاملة العدد قبلها بيوم.

 

إن ترسيخ هوية بصرية لنوعية ولون ملابس الحضور مع إيقاع بصري لكافة التصميمات إنما هو عرفٌ متبع في أغلب المهرجانات الدولية، وكان ينقص المهرجان شخصية جريئة لتشكيل هوية بصرية وفنية وثقافية ومجتمعية بهذا الشكل البديع.. فرض حسين فهمي شخصيته على كافة الجوانب بسلاسة وحكمة، فتلمس الإنضباط والنظام في أصغر التفاصيل، دون أن تجده لحظة متوترًا أو متجهمًا أو مزعجًا بصوتٍ عالٍ وعصبيًا، بل يقابل كافة الأزمات بابتسامة ثقة واحتواء للجميع.

حكمة حسين فهمي

حكمة حسين فهمي وشخصيته الرائعة تجعلني أرى أن هذه الدورة هي الأنجح والأكثر بريقًا على الإطلاق منذ سنواتٍ كُثُر، على المستوى الجماهيري والنقدي والفني.. لقد أبرزت تلك الدورة شخصية حسين فهمي الإنسان إبن الأصول إبن الجيل الذي تربي على الذوق والرقي والتذوق الفني العالي..

 

فلأول مرة في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان العظيم يولى ذوى الهمم "القادرون باختلاف" اهتمامًا خاصًا ويقرر حزمة من الإجراءات لخدمتهم من أول باب الأوبرا حيث يتوفر كراسي متحركة على كافة مداخل الأوبرا، لتسهيل توصيلهم إلى المسرح الكبير ومختلف قاعات الأوبرا طوال الفعاليات..

 

كذلك أفراد من التنظيم لمساعدتهم، وتيسير طريق الدخول على باب القاعات طبقا الكود الهندسي، وتخصيص دعوات الافتتاح والختام، وأماكن لحضور العروض، وتسهيلات لحضور العروض.. كما تقرر أن يسيرا إثنين من ذوي القدرات الخاصة على السجادة الحمراء، كسفراء ممثلين عن فئة القادرون باختلاف.


وجميع هذه الإجراءات يرسخها الفنان حسين فهمي كتقليد يتبع بعد ذلك في جميع دورات المهرجان المقبلة.. إن ذوي الهمم في هذه الدورة (اتشالوا على كفوف الراحة) ليعطى نموذجا يحتذى لكافة الجهات الثقافية والمهرجانات الأخرى في كيفية التعامل مع القادرون بإختلاف.

 

 

إني أرى إستمرار حسين فهمي رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي إنما سيأخذ المهرجان المصري الوحيد المصنف دوليا، إلى المكانة التي يستحقها، فكنا ننتظر منذ زمن أن يأتي مثل حسين فهمي، رئيسًا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يكون على مستوى طموح الجمهورية الجديدة.

الجريدة الرسمية