رئيس التحرير
عصام كامل

استدعاء سلاح الدراما

في فترة تثبيت أركان الدولة، بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، وما تلاها من سيطرة عصابة الإخوان الإرهابية على حكم مصر، ومحاولتهم محو هوية البلد، انشغلت الدولة بمواجهة الإرهاب بالسلاح وبخطب الرئيس، يشرح ويوضح ويحذر، ولكنها لم تنتبه إلى أخطر الأسلحة وأكثرها فعالية، وهو سلاح الفن. وكم بح صوت مخرجين كبار، تصدرهم المخرج الكبير محمد فاضل، يدعو الدولة إلى الاهتمام بالفن وبالثقافة.. وكاتب هذه السطور..

وأول أيام العيد، أكد الرئيس السيسي ما كان يردده كل الفنانين والمثقفين لسنوات عن فعالية الدراما في بناء الوعى وترسيخه، مما يعني إيمان الدولة بقوة وتأثير سلاح الفن.. الفن كلمة مكتوبة شعرا ونثرا، ومنطوقة إحساسا وتجسيدا، الفن مسرح وغناء وموسيقي ودراما، تلفزيون وسينما، والفن رسم واضاءة وتصوير وديكور.. الفن كل ما يضئ قلب وعقل المتلقى. الفن وعى.

والحق أن الموسم الرمضاني الحالي جيد، ونتمنى أن يحصل على جيد جدا العام المقبل. جيد بسبب التنوع الواضح، فهنالك أعمال عظيمة احتلت المرتبة الأولى في اهتمام الناس، على رأسها جزيرة غمام، للكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، وهذه ملحمة الصراع بين الشيطان والبشر، بين الغواية والسلطة، بين السلطة والخارجين والمتآمرين، بين الصوفية والأفعى وفيها إسقاط واضح علي أي مجتمع..

أهمية الدراما

وفى المركز الثاني يأتي بطلوع الروح، لكاملة أبوذكرى، فى نقلة إخراجية عالمية المستوى واختيار مواقع الأحداث وتفوق تمثيلي لأحمد السعدني ومنة شلبي، ثم العائدون بحيويته ووضوح فكرته، وترابط مشاهده والإثارة المتدفقة في أحداثه ومواقع التصوير، وبراعة أمير كرارة وأمينة خليل بحضورها اللافت الجاد الوقور، جمعت بين أناقة الجمال، ومقتضيات الوظيفة في الجهاز السيادي الكبير، ومحمودعبد المغنى بلفتاته الذكية.. ومحمد عادل ومحمد فراج.. كان أداؤهما عظيما.. 

أما الممثل السورى أحمد الأحمد، سياف، فهو حضور للشخصية ثقيل مقبض، ولكن صوته كان مشكلة كبيرة، يتكلم إلى داخله.. من بطنه إلى بطنه.. ولم تتبدل ملامح الأداء: جمود وشرود وصوت داخلى!
لقد أشاد الرئيس السيسي بالاختيار والعائدون، وتكلم عن أهمية الدراما وأن المسلسل الواحد بألف كتاب، شرحا وتأثيرا وتجسيدا، هذا ما يقصده بالطبع، لأن كل أدوات الثقافة تتكامل، فالنص الدرامي أصلا كتاب!

فيما تميز الاختيارالثالث؟
تميز بالصدق، والتوثيق، وبراعة التجسيد فائقة المستوى لياسرجلال.. وكانت التسريبات وأداء ياسر جلال نقاط الجذب الرئيسية، كما أن الأحداث لما تزل حية في وجداننا، وتهيأت الفرصة لشرح ما جرى لأحفادنا.. وأولادنا، فالذين في العشرين من أعمارهم الآن كانوا في العاشرة أو الثانية عشرة من عمرهم وقتها، ومن ولدوا أيامها هم الآن في العاشرة أو الثانية عشرة.. ومن الضرورى أن يفهم الجيل الجديد ما جرى.. وبناء وعيه وتحصينه حتى لا يسرقه لصوص الدين فيما بعد..

كان الاختيار نزيها أيضا في عرض صورة الرئيس الراحل محمد مرسي، حتى وقع بعض التعاطف معه، وإنه كان غلبان ومغلوب على أمره وخائف على بيته وأولاده من عصابته!

 

 

من قبل أشاد الرئيس السيسي بالقاهرة كابول لعبد الرحيم كمال.. وهذا العام تابع مسلسلين فيما نظن، وهذا يعني أن رئيس الدولة بات يولي اهتماما بالدراما، مما يشجع على فتح الأبواب واسعة للإنتاج.. والموسم القادم إن عشنا.. سيكون فرصة للتنافس الواعي بين كبار المؤلفين وعودة الاسطوات، محمد جلال عبد القوى ومجدي صابر ووليد يوسف وغيرهم وغيرهم والمبدعين.. إخراجا وتمثيلا..
ونتابع. مع.. محمد مرسي صبرى العياط فواز.. الأحد

الجريدة الرسمية