رئيس التحرير
عصام كامل

كائنات فضائية في الولايات المتحدة .. ألغاز المنطقة 51

المنطقة 51 واسطورة
المنطقة 51 واسطورة الفضائيين

مثلت أسطورة المنطقة 51 سلسلة من الاحدث الغريبة والفائقة للتوقع والتي كشفت عن وجود الكائنات الفضائية التي هبطت في الولايات المتحدة الأمريكية حصرا داخل المنطقة ومنحت واشنطن التكنولوجيا الفائقة. 

 

لغز المنطقة 51

هكذا وصفت الأساطير منطقة اللغز 51 والتي بدأت من حادثة روزويل و مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة.

 

ففي يوليو 1947، عثر مربو ماشية على "حطام غامض" وجاء جنود من قاعدة قريبة لجمع المواد، ثم ذكرت الصحف أن "صحنًا طائرًا" سقط في مدينة نيو مكسيكو ما تسبب في ضجة وصخب داخل الولايات المتحدة الأمريكية انتقلت بالتبعية الى كافة انحاء العالم.

علامات على نزول الفضائيين في المنطقة 51

ومنذ ذلك الحين، عمل منظور المؤامرة بجد في محاولة لإثبات أن الحطام كان من خارج كوكب الأرض، حيث ذهب رجل واحد، هو راي سانتيلي، إلى حد إصدار مقطع فيديو في عام 1995 لـ" تشريح "أجنبي يُزعم أنه حدث بعد الحادث، "وفقًا لموقع History.com.

 

واعترف سانتيلي في عام 2006 أنه كان فيلمًا مسرحيًا، لكنه قال إنه يستند إلى لقطات حقيقية تاركا العالم في حيرة حول حقيقة المنطقة 51 والتي تعد واحدة من اكثر الاماكن غموضًا على سطح الارض.

 

والمنطقة 51 عبارة عن قاعدة جوية يعتقد عمومًا أنها موطن تطوير واختبار الطائرات التجريبية وأنظمة الأسلحة الحديثة الاكثر فتكا وتطور عبر التاريخ في الويات المتحدة الامريكية وتقع في الجزء الجنوبي من نيفادا، على بعد 83 ميلًا فقط شمال- شمال غرب لاس فيجاس.

 

واستحوذت القوات الجوية الأمريكية على الموقع في عام 1955، ومع ذلك لم تعترف وكالة المخابرات المركزية أبدًا بوجود المنشأة حتى يونيو 2013 بعد طلب قانون حرية المعلومات المقدم في عام 2005.

 

فلماذا يتم الترويج ان المنطقة 51 متصلة بالفضاء خاصة بعد توارد الانباء عن مخاطر فناء الكون باصطدام هائل ليعود من جديد الامل في المنطقة الامريكية المتصلة بالرفاق الفضائيين لانتشال البشر من الدمار المحقق على وجه الارض. 

 

وعلى غرار نظرية فناء الدينصورات بعد اصطدام كويكب عملاق بكوكب الارض ابتكر الباحثون عمليات محاكاة لمعرفة مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه اصدام جديد بالأرض.

كشف معالم المنطقة 51

ماذا سيحدث إذا اصطدم كويكب بالأرض؟

وتعتمد تلك النظرية على أحداث مسببة انقراض الجنس البشري على غرار فيلم "دونت لوك أب"، حسبما ما نقلته صحيفة "ذا صن".

 

ويعتقد العلماء أن عرض الكويكب الذي قضى على الديناصورات كان حوالي 7.5 ميل.

 

وإذا اصطدم كويكب بهذا الحجم بالأرض اليوم، فستتغير الأشياء على الفور بسبب قوة الاصطدام وتأثيره على البيئة.

 

فيما يعتقد الخبراء أننا سنواجه حرائق وموجات اصطدامية، وإشعاعا حراريا، وحفرة كبيرة، وأمطارا حمضية، وأمواج تسونامي عملاقة، خصوصا في حال اصطدم الكويكب بالمياه.

 

ومع كل تلك الاخطار الهائلة  عادت من جديدد نظرية الحياة على كوكب تدعمها نظريات هبوط الكائنات الفضائية في المنطقة 51 لتعلن وكالة الفضاء العالمية ناسا عن انطلاق مهامتها لانقاذ البشرية. 

 

خطط لإنقاذ الأرض من الكويكبات

وفي اول رد على خطورة لانقاذ البشرية من الاصطدام اعلنت وكالة ناسا عن "DART" هي أول مهمة على الإطلاق مخصصة للتحقيق وإثبات طريقة واحدة لانحراف الكويكب عن طريق تغيير حركة الكويكب في الفضاء من خلال التأثير الحركي.

 

ومع اطلاق المهمة بقي السؤال مفتوح بين الحقائق العلمية عن وجود الكائنات الفضية ونهاية الكوكب خاصة على ضوء تقرير المخابرات الامريكية عن وجود اجسام طائرة تجوب الكوكب بشكل غير طبيعي في استكشاف تحدث عنه رؤساء الولايات المتحدة ووزارة الدفاع الامريكية البنتاجون لتفتح من جديد قضية المنطقة 51

تطوير السلاح الامريكي في المنطقة 51

تقرير البنتاجون عن الفضائيين

حيث كشف البنتاجون يوليو الماضي، التقرير المنتظر من ملايين البشر المهتمين بالكائنات الفضائية، وصدر بعد إصرار الكونجرس الأميركي على نشر المعلومات المتوفرة لدى وكالة "ناسا" حول الكائنات الفضائية، 

 

ونشر التقرير عدد من الفيديوهات المصوّرة من قبل طيارين في الجيش الأميركي لأجسام طائرة غير محددة الشكل والهوية وتطير بسرعة فائقة، إلا أن التقرير اعتبرها "ظواهر غير محددة" ولم يشر إلى أنها مركبات قادمة من الفضاء.

 

التقرير أنجزه مكتب المخابرات الوطنية بالمشاركة مع مجموعة عمل خاصة بـ"الظواهر الجوية المجهولة الهوية" بإشراف من سلاح البحرية الأميركية، وتم تقديمه إلى الكونجرس. 

 

وبالطبع نفى التقرير وجود كائنات فضائية على كوكب الأرض أو في القاعدة "51" في صحراء نيفادا، كما يدعي كثير من الناس ومنهم علماء فلك وعلماء في استكشاف الفضاء. 

 

والجدير بالذكر أنه كان قد دُعي في يوليو 2019 إلى مسيرة جماعية لاقتحام المنطقة "51" والاطلاع على الكائنات الفضائية، ولما وصل عدد المؤيدين إلى مليون شخص قالت المتحدثة باسم القوات الجوية الأميركية، "سوف نمنع أي شخص من محاولة القدوم، لأن المنطقة منطقة تدريبات مفتوحة للقوات المسلحة الأميركية، ولن نسمح باقتحامها".

لقطات تفصيلية للمنطقة 51

وكان التقرير الذي نشرته الحكومة الأميركية، قد عرض 144 واقعة يعود بعضها إلى عام 2004، وصفتها بـ"ظواهر جوية مجهولة" عجزت هيئات الدفاع والمخابرات الأميركية عن تحديد طبيعتها. 

 

وخلص التقرير إلى عدم الوصول إلى أي دليل على وجود كائنات فضائية، لكن في الوقت نفسه لم يتمكن من توضيح الظواهر الغامضة التي رصدها بعض الطيارين العسكريين الأميركيين. 

ترامب يكشف الستار عن الفضائيين 

غير انه في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أعلن عالم الفيزياء، حائيم إيشيد، الذي كان يترأس سابقًا إدارة الفضاء في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن الكائنات الفضائية طلبت عدم الكشف عن وصولها إلى الأرض، وبأن "الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان على وشك كشف الستار عن وجودهم، لكن الكائنات طلبت منه الانتظار، حتى لا يصاب الناس بالرعب، فهم لا يريدون نشوب حالة من الهستيريا الجماعية، بل يريدون أن ندرك ونقبل بوجودهم معنا على كوكب الأرض بهدوء". 

 

ومن جانبه اعلن العالم بويد بوشمان عن ايمانه الكامل بوجود الكائنات الفضائية موضحا طبيعة تلك الكائنات وطرق حياتها. 

 

وانتشر فيديو صُوِّر قبل وقت قصير من وفاة العالم بويد بوشمان في 2014، لم يظهر إلا أخيرًا، وكانت مدته 33 دقيقة، يشير إلى ما هو أكثر تفصيلًا، إذ يقدم وصفًا للكائنات الفضائية ويروي قصصًا عن حياتهم وطريقة عيشهم.

علامات تحذير قبل دخول المنطقة 51 بالولايات المتحدة 

ويقول بوشمان، إن الفضائيين "طولهم نحو 1.5 متر، ولديهم ثلاثة عظام بارزة على الظهر، وأضلاع أقل من البشر، وأصابع اليدين والقدمين مثل البشر"، كما قال "إن عمر بعضهم يمكن أن يمتد إلى 230 سنة". ويدعي بوشمان "أن المخلوقات الفضائية هم سكان كوكب يسمى Quintumnia، الذي يقع على بعد 68 سنة ضوئية من الأرض، ومع ذلك فالمسافة تأخذ منهم فقط 45 دقيقة للوصول إلى كوكب الأرض".

 

وحين استقبلت الأرض مجموعة انفجارات قادمة من أعماق سحيقة في عام 2018، قالت البروفيسورة شاهي شاترجن، الباحثة في جامعة كورنيل بحسب"اندبندنت"، (نحن على أعتاب اكتشاف تاريخي، ويبدو أن هناك كائنات فضائية أخرى تعيش معنا).

 

وكل تلك النظريات لها اصول علمية تبناها مجموعة من العلماء وعباقرة الفلك في العصر الحديث غير ان ما سكب الزيت على النار اقوال الرؤساء الامريكييون عن الكائنات الفضائية والمنطقة 51. 

 

الرؤساء الأمريكيون والكائنات الفضائية

وبدات القصة مع عضو الكونجرس، تيموثي جود، والذي صرّح بأن الرئيس أيزنهاور التقى الكائنات الفضائية في ولاية نيو مكسيكو عام 1954، وأنه عقد معهم معاهدة. 

 

ومثل هذه التصريحات تعمّق الاعتقاد لدى كثيرين بوجود الكائنات الفضائية، بل يروج هؤلاء المؤمنون بمعتقداتهم الفضائية بأن رغبة الرئيس جون كينيدي في كشف العلاقة الأميركية مع الكائنات الفضائية كانت سببًا في اغتيال الفضائيين له.

الكائنات الفضائية 

أما الرئيس جيمي كارتر فكان أول رئيس في العالم يقول، "إنه شاهد الكائنات الفضائية في جورجيا عام 1977"؛ وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية صرح بأنه "سيعمل على نشر جميع المعلومات التي تملكها البلاد بشأن الأطباق الطائرة".

أما الرئيس رونالد ريجان الذي أتى بعد الرئيس كارتر فكان مؤمنًا أيضًا بوجود الفضائيين، ووفقًا لكتاب ديفيد كلارك، الذي صدر عام 2015 بعنوان "الأطباق الطائرة.. رسومات من الأرشيف الوطني"، طلب ريجان من الزعيم السوفياتي، ميخائيل جورباتشوف، التصدي للمخلوقات الفضائية في حال مهاجمتها كوكب الأرض، وكان ذلك في قمة جنيف للسلام عام 1985، وحين عاد ريجان إلى الولايات المتحدة بعد القمة تحدث في الأمر ذاته.

 

الرئيس بيل كلينتون رفض آراء الرئيسين كارتر وريجان بشأن وجود الكائنات الفضائية، إلا أن زوجته هيلاري كلينتون صرحت في حملتها الانتخابية عام 2016 بأنها سوف تطلب من وكالة "ناسا" كشف حقيقة الكائنات الفضائية والمنطقة (51) في حال الفوز بالرئاسة، وفي مارس 2016 قالت في كلمتها بولاية نيو هامبشاير، "أعتقد أن الكائنات الفضائية زارت الأرض من قبل، وسوف أرسل فريق عمل متخصصًا إلى المنطقة (51) لكشف سرّ الحفرة العميقة في المنطقة المحظورة".

 

أما الرئيس أوباما فقد صرح في مقابلة تلفزيونية مع المذيع ستيفن كولبير، في ديسمبر 2020، تصريحًا مبهمًا، فلا هو يبدي الجدية ولا يشير إلى المزاح والفكاهة، بقوله، "لقد سئلت عن وجود الكائنات الفضائية، ولكن الإجابة لا يمكنني قولها على الهواء".

القبض على كائن فضائي 

أما الرئيس دونالد ترمب فلم يقدم إجابة حاسمة بشأن الفضائيين، وحين سأله ابنه الأكبر دونالد ترامب جونيور، لمناسبة عيد الأب في يونيو 2020 "هل ستسمح قبل مغادرتك الرئاسة بأن ترفع السرية عن الكائنات الفضائية؟" قال، "يجب أن أفكر في الأمر".

 

جو بايدن 

لينتقل بعد ذلك السؤال الى الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن والذي كرر احد الصحفيين طرح السؤال حول الفضائيين عليه ليجيب بايدن اذهب واسال اوباما. 

 

لتبقى في النهاية نظرية الكائنات الفضائية اسطورة هائمة حائرة دون رد علمي شافي حول حقيقة وجود الكائنات الفضائية او وجود كوكب جديد يمكن انتقال البشر اليه والعيش فيه بعد دمار كوكبنا المحتمل بينما ينتج خيال المؤلفين المزيد والمزيد من الاساطير حول الفضاء وحقيقة المنطقة 51 مهد نزول الفضائيين حصرا على الولايات المتحدة.

الجريدة الرسمية