رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى 102 على رحيل الزعيم الوطني محمد فريد

الزعيم الوطنى محمد
الزعيم الوطنى محمد فريد

اختار القضية الوطنية طريقا له، ورفض العمل لدى حكومة وافقت أن تكون ألعوبة في يد المحتل فتنازل في سبيل ذلك عن وظيفة عالية ومستقبل مضمون، الزعيم محمد فريد هو ابن الطبقة الارستقراطية الذي عمل بالمحاماة ليكون أول من عمل بها من الطبقة الارستقراطية مما يمثل وقتئذ ثورة على المجتمع.


رحل في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1919 الزعيم الوطني محمد فريد في ألمانيا حيث كان منفيا هناك، بعد أن أنفق كل ثروته في سبيل الدفاع عن الوطن ولم تستطع أسرته شحن جثمانه إلى مصر ليدفن بها حسب وصيته وتبرع أحد التجار المصريين الأثرياء بذلك.

رثاء محمد فريد 

رثاه شاعر النيل حافظ إبراهيم بقوله (هاهنا قبر شهيد قد هوى.. أمة أيقظها ثم رقد) وكتب عنه الأديب عباس محمود العقاد يقول:من أوفر الزعماء نصيبا من المواقف الوطنية التي لا تنسى.. محمد فريد رحمه الله، له مواقف من أشرف المواقف، وأعنى بذلك موقف المناداة باستقلال مصر عن الدولة العثمانية وهو بالأستانة خلال الحرب العالمية الثانية تحت سمع وبصر الدولة العثمانية، مستهدف لكل ما يصيبه به الساسة والقواد العسكريين من الترك والألمان وليس له منهم ملاذ ولا نصير."

حركة النضال الوطني 

عمل فريد بالمحاماة، وكان هدفه الأول تعريف الشعب المصري بحقوقه وواجباته الوطنية، وكان فريد الرجل الثاني في الحزب الوطني بعد تأسيسه في عام 1907، خلفا للزعيم الشاب مصطفى كامل، حيث أصبح قائدا لحركة النضال الوطني بعد رحيله.

آمن محمد فريد بأهمية التعليم للفقراء فأنفق على إنشاء مدارس ليلية فى الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانا جزءا كبيرا من ثروته إيمانا منه بأن التعليم هو الخطوة الأولى لتحقيق هدفه في الاستقلال، ثم أتى فريد بأصدقائه المحامين يقدمون دروسا بالمدرسة لتعريف المصريين بأهمية الجلاء وتحقيق سيادة الدستور، ولتثقيفهم في القانون، كما جلب رجال التعليم فى الحزب الوطنى للتدريس فى هذه المدارس، والأطباء لرعاية الدارسين بتلك المدارس، إلى أن نجحت الفكرة وانتقلت لتفتح فروعا لها في الأقاليم.

نقابة العمالة اليدوية 

أنشأ فريد أول نقابة عمالية "نقابة عمال المصانع اليدوية" عام 1909 للحفاظ على حقوقهم، 
وعرض القضية المصرية فى "مؤتمر باريس" بعد أن دعا المعارضة السياسية للسفر على نفقته الخاصة، وبعد عودته استمر فى دعوته بالمطالبة بالجلاء ووضع الدستور وتمصير الإدارة في مصر بعد سيطرة الإنجليز عليها، 

نفى محمد فريد 

 وعندما كتب مقدمة كتاب (أثر الشعر في تربية الأمم ) هاجم فيها شعراء السلاطين واتهمهم بالنفاق وتحدث عن تدنى أحوال المصريين في كافة المجالات قبض عليه وأودع السجن ستة أشهر ورفض تقديم التماسا إلى الخديو عباس الذي يعرفه للإفراج عنه، ثم أجبرته الحكومة على ترك البلاد مغادرا الى المانيا ليقضي بقية حياته وحيدا في منفاه.
منذ هاجر محمد فريد من وطنه بعد أن تلاحقت عليه الأحكام بالسجن، وجارت الحكومات على ثروته الكبيرة بالمصادرات، وانقطع ما بينه وبين مصر بعد قيام الحرب بعد أن ضحى بالثراء والمكانة الاجتماعية من أجل المبادئ والدعوة إلى الاستقلال.

الجريدة الرسمية