رئيس التحرير
عصام كامل

الصحفيون وحدهم هم من يصلحون أحوال مهنتهم!

قد تعجب حين ترى الإرادة السياسية في إصلاح الأخلاق حاضرة بقوة، حيث أولى الرئيس السيسي هذا الملف الخطير عنايته واهتمامه منذ توليه الحكم، وكثيرا ما نبهنا في خطاباته ومؤتمراته لضرورة التحلي بالخلق الحسن، ثم يأتي رد فعل مؤسساتنا المعنية باهتا لا يتسق ورؤية الرئيس ونظرته للأمور..

 

ألا تستدعي ظروفنا اليوم أكثر من أي وقت مضى تجديد خطابنا الثقافي والفني والغنائي، وكذلك الفكر الديني وتطوير الرسالة الإعلامية لمجابهة الإرهاب والخطاب المتطرف، حتى لا ندفع فاتورة باهظة من مقدراتنا ومستقبل أجيالنا القادمة..

 

اقرأ أيضا: الصحافة بين الأمس واليوم!

 

وهل يعقل مثلا أن يتزامن تكريم الشيخ محمد بن راشد للدكتور مجدي يعقوب مع ما جرى من انحطاط أخلاقي أعقب مباراة السوبر المصري بالإمارات؛ الأمر الذي أعطى صورة قبيحة عما آلت إليه منظومتنا الرياضية وأخلاقنا..

 

وليت الأمر توقف عند هذا الحد المزري بل زاد الطين بلة ما فعله المذيع وائل الإبراشي باستضافة المدعو محمد رمضان على شاشة تليفزيون الدولة، رغم علمه بدعوات المقاطعة الجماهيرية لهذا الممثل لسوء ما يقدمه، وكأنه يخرج لسانه للناس متحديا مشاعرهم، مصرا على الإساءة إليهم.

 

يا سادة نريد أمة من الأصحاء نفسياً وروحيا وبدنيا وعقليا.. نريد قدوة حسنة لشبابنا الذين باتت أخلاقهم في خطر عظيم.. ولن يتحقق ذلك إلا إذا عادت لصحافتنا وإعلامنا ومؤسسات الفكر والوجدان والعقل قوتها، وتناغمها في صناعة وعي حقيقي عبر كوادر واعية تملك ضميرا مهنيا وحسا وطنيا وتأهيلا علميا راقيا مواكبا للعصر..

 

اقرأ أيضا: وكانت النتيجة.. انصراف الجمهور عنها!

 

حتى تصبح المنظومة كلها داعمة للدولة في معاركها في البناء ومجابهة الإرهاب.. وظني أن الإصلاح ليس مستحيلا إذا توفرت الإرادة وتم اختيار قادة العمل بعناية ونزاهة احتكاما لمبدأ الكفاءة أولا.. ولعلي أتفق مع ما ذهب إليه شيخ الصحفيين مكرم محمد أحمد من أن الصحفيين وحدهم هم من سوف يصلحون أحوال مهنتهم ويحافظون على حرية الكلمة والإبداع وليس غيرهم..

فهل نبدأ الإصلاح الحقيقي للإعلام أم نضيع ما بقي من فرص العلاج وساعتها يصبح الممكن مستحيلا؟!

الجريدة الرسمية