تريد أمريكا الآ يخرج الرئيس الروسي بوتين منتصرا من هذه الحرب، لكنها لا توافق على القتال مع الجيش الأوكراني، لا هى ولا أي دولة أوروبية، وحظرت إستفزاز روسيا، منعا للتصعيد..
تؤكد الكثير من مراكز الأبحاث الدولية، أن الأسبوع الأول من الحرب جعل الاتحاد الروسي يتراجع بمقدار 20 عامًا إن لم يكن أكثر على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي بسبب العقوبات الصارمة على البلاد.
رغم تقدم روسيا بشكل ملحوظ في الحرب الأوكرانية، والسيطرة على العديد من المدن، وعزم موسكو المضي قدما في مخططاتها للنهاية، لكن النظر في العقوبات الغربية المتزايدة التي ستطوق البلاد
وفي هذه الأيام، تتشكل خريطة جديدة للعالم، فهناك قطب يعود، ومارد يعلن عن نفسه، الدب الروسي ينتفض من جديد.. والعملاق الأصفر يكشر عن أنيابه.. الصين وروسيا ستصبحان القطبين الجديدين.
فى عالم السياسة لا مكان للعواطف، وإنما الأمر يحتاج دوما أن نحتفظ بعقل بارد، لآن المصالح المباشرة هى التى تتحكم في الأمور وتوجهها دوما.. ونحن لنا مصالح مباشرة ومهمة مع روسيا ومع أوروبا..
تم استبدال العباءة السوفيتية بعباءة اوربية غربية أمريكية بانضمام دول الكتلة الشرقية إلى الإتحاد الأوروبى بدلا من الإتحاد السوفيتي. ثم إنضمام دول أوروبا الشرقية إلى حلف الناتو..
أصبحت مواقف الدول كنقوط في فرح، تنظر أمريكا نظرة عدم رضا ضد أي دولة لم تقدم عطاءها فتقدم نقوطها علي الفور وكان آخرهم تركيا التي قررت إغلاق مضايقها أمام السفن الروسية..
أوكرانيا ومنذ استقلالها في عام 1991 وهى تنسلخ من الرابطة التاريخية مع روسيا الاتحادية, وتنخرط ضمن الحلف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية, ومن هنا يبدأ الخلاف..
دعا سيرجي لافروف الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب سلاحها النووي من أوروبا، وذلك أثناء مؤتمر نزع السلاح..
الكرملين برر البطء في العمليات أمس بأنه استجابة لفكرة التفاوض في مينسك أو المجر مع الحكومة الأوكرانية، ولما تراجعت كييف، أمر بوتن بهجوم متعدد المحاور علي العاصمة كييف..
دخل بوتين الحرب بفائض قوة بعد تقدم غير مسبوق في التصنيع العسكري ولذلك نكون أمام معادلة أحادية لا تقبل إلا بالنصر التام.. خصوصا أن الثمن دفع مقدما بكافة العقوبات الاقتصادية..
ما يحصل اليوم هو تصحيحٌ للتاريخ وإعادةٌ للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، معتبراً أن روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية ..
رحل يلسين عن روسيا وتولي بوتين مسئولية الامبراطورية السابقة وسريعا رتب البيت الروسي من الداخل ثم أحيا بعض تحالفات روسيا القديمة وإلتزم تجاه حلفاء سابقين بما إلتزم به الإتحاد السوفيتي..
لايمكن إحصاء الخسائر التي ستتكبدها أوكرانيا ومن خلفها الغرب وأمريكا من جراء الحرب التي اشتعلت رسميا عبر إعلان واضح قبل ساعات من روسيا، ولا أحد يعرف متى ستنتهي، ولا إلى عواقب ستأخذ العالم
صحيح كانت هناك أسباب أدت إلى الإنهيار السوفيتي، لكن أيضا لعبت التدخلات الأميركية بمساعدة أدوار أوروبية متفاوتة، دورا لا يستهان به لتفكيك الإتحاد السوفيتي لقيادة العالم والسيطرة عليه..