رئيس التحرير
عصام كامل

بيعمل معجزات

في يوم 20 مايو 2023، يعني من سنة، ربنا كان وفقني ووقف معايا وقدرت أعدي آخر امتحان صعب كان قدامي في الكلية هناك في روسيا، واللي كان مع دكتورة أقل ما يقال عنها كانت بتستمتع بأنها تسقطني كل سنة وكل شهر وأحيانًا كل أسبوع بطريقة كوميدية أكتر من اللي قبلها.

أسباب هزلية

مرة، ممكن تقول لي: "حاساك مش في موود الامتحان فأشوفك المرة الجاية"، أو "أنت ايه اللي جابك النهارده؟، خليك الأسبوع الجاي"، وخد بقى أسباب كتيرة خلتني في وقت بقيت حاسس أني تقريبًا هعيش حياتي كلها في الكلية مبعملش حاجة غير أني أروح أسقط في المادة دي وأرجع بعدها البيت وكأني دخلت في حلقة مفرغة.

 

وفاكر جدًا تفاصيل اليوم ده اللي قدرت أعدي فيه، لما رحت الجامعة قبل الإمتحان ب٤ ساعات كاملين لدرجة قعدت في محاضرة للدكتورة وكان معايا ورق شريف صديقي اللي كان عامله للمادة بذاكر فيه، والدكتورة في نص المحاضرة، سكتت واتحركت ناحيتي وسألتني: "هو أنت فاضلك ايه غير المادة دي؟"، ساعتها ابتسمت وقلتلها: "أرجع بلدي فرحان أني انتصرت لأني خلصت".

 

على باب القاعة

وساعتها سابتني ورجعت تكمل المحاضرة وبعدها طلعت للدور اللي هيكون فيه الامتحان وبدأت أنتظر، وده بسبب أننا بندخل 10 ورا بعض فقط القاعة اللي فيها الإمتحان علشان نحل الأول نظري وبعدها نمتحن شفوي، وفاكر ساعتها منظر صحابي وهما خارجين ومتوفقوش في الامتحان فبقى جوايا قلق رهيب وفكرت كذا مرة أني أمشي.

 

وفاكر ساعتها مريم صديقتي وهي بتكلمني وبتقول لي: "اهدى أنت عامل اللي عليك ومتخافش ربنا هيكون معاك المهم صدق ومتخافش أنك هتعدي"، وفاكر أن ساعتها لسة هرد على رسالتها لقيت الباب فتح بتاع القاعة والأمن اللي بينظم دخولنا بص لي وسألني: هتمتحن؟، ومجرد ما قلتله اه، لقيته بيفتح لي الباب وبيقول لي أدخل.

داخل القاعة

وساعتها دخلت وقلت هجرب وزي ما ربنا يسمح هشوف، وأنا واثق فيه وفي تدبيره، وسحبت فعلًا ورقة امتحاني، والنظام هناك بيكون كالتالي، ورق مقلوب على وشه، بحيث الأسئلة متبقاش باينة، وأنا أسحب منهم ورقة واحدة واللي هتكون نموذج مش متكرر في باقي الورق تاني، وسحبتها وكانت المفاجأة، أن فيها 3 أسئلة من أصل 4 كنت بذاكرهم قبل ما أدخل، والرابع عارفه عادي.

 

والدكتورة علشان شافت الورق اللي بذاكره الصبح مجرد ما خدت نموذج الامتحان بتاعي تسجل بياناته في دفترها شافته ابتسمت لدرجة سألتني: هتجاوب الأول في الورق ولا تخش الشفوي والمناقشة على طول؟، وساعتها اخترت أدخل الشفوي والمناقشة على طول وأنا مش مصدق أن ربنا حنين للدرجة دي.

وفاكر أني خلصت المادة وخرجت في 10 دقايق بعد ما كنت فاكر أن الموضوع هيبقى صعب ومتعب لأقصى درجة، لكن ربنا اللي وثقت فيه مخذلنيش وسندني.

سفر الأمثال

والحقيقة أن السر يكمن في الآية اللي في سفر الأمثال اصحاح 23 وبالتحديد العدد السابع لما الكتاب قال: "لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هكَذَا هُوَ"، يعني زي ما هتحس أو هتوجه نفسك هتكون النتيجة قدامك.

 

لو فضلت طول الوقت يا صديقي بتركز على الأسباب من حواليك، وبتشوف الظروف اللي معانداك وبتنسى ايد ربنا، مش هتقدر توصل لأي حاجة، بالعكس هتلاقي نفسك محلك سر والناس كلها بتتحرك وبتسبق وأنت لسة واقف مكانك.

 

 

الإيمان والثقة بربنا بيعملوا معجزات، ممكن ينقلوا جبل، وممكن يشقوا بحر، وممكن كمان ينزلوك الأتون وتطلع سليم، وحتى لو حواليك أسود تبقى قاعد في أمان وميلمسوش شعرة منك، والسر مش فيك، السر في ربنا اللي أنت أمنت بيه.
Facebook: @pwagih

الجريدة الرسمية