رئيس التحرير
عصام كامل

الدماء الطاهرة للمرأة المصرية ولميس جابر!

كانت الدعوة للمشاركة في الغضب ضد الاحتلال والاستجابة لنداء هدي شعراوي بمظاهرة من سيدات وآنسات مصر.. كان مقررا أن تشارك 300 من المصريات قررن أن يكون لهن دور في تحرير وطنهن.


كان المستعمر البريطاني في حالة استنفار شامل ولم يكن يؤمن أصلا بحرية الرأي ولا التعبير، لذلك قابل الاحتجاجات بقسوة بالغة.. بلغت حد إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والمتظاهرات.. لكن كان الأمر عند المتظاهرات مثيرا للعجب.. فالمظاهرات كلها سلمية تهتف بالحرية والاستقلال وهي عند بنات وسيدات مصر أكثر سلمية..

Advertisements

 

ومع ذلك أراد الإنجليز إظهار ما ظنوا أنها العين الحمراء للمصريين.. فكان الرصاص الحي هو الحل الذي يرونه وفي صدور المتظاهرين مباشرة دون الخطوات التي تحددها الأعراف الدولية من طلقات تحذيرية ثم استخدام أدوات أخري منها خراطيم المياه، ثم عند الضرورة إطلاق الرصاص علي أماكن غير قاتلة.. 

يوم المرأة المصرية

لكن في الحالة المصرية كان الرصاص الحي في الصدور.. فسقطت يوم 14 مارس أول شهيدة الآنسة حميدة خليل والتي استشهدت في الجمالية بالقرب من الحسين.. وفى 15 مارس بالجيزة استشهدت نعيمة عبد الحميد محمد.. وفي منيا القمح سقطت فيها شهيدتين يوم 16 مارس الأولى أم محمد بنت جاد والثانية يمنى بنت صبيح.. 

 

وبعدها بأيام سقطت سيدة حسن في 18 مارس.. وتوالت التضحيات، ففى 19 مارس في الفيوم استشهدت ثلاث أيضًا هن حميدة سليمان وفاطمة محمود ونعمات محمد.


واستشهدت في 23 مارس سيدة بدران في كفر الوزير بميت القرشى التابعة لميت غمر دقهلية.. 
وفى 24 مارس في أسيوط استشهدت أختان هما فائقة عبدالله الشامى ونجية عبدالله الشامى ونعمات محمد، وفي قرية العزيزية في 25 مارس استشهدت السيدة عالية زوجة الشيخ حسن الجزار، وهى تدافع عن عرضها ضد سفالة الجنود الإنجليز.. 

 

ثم في 27 مارس سطت رقية بنت أحمد متولى في تفهنا الأشراف، ثم في 28 مارس حنيفة أم عجوة من بلدة "دنديط" بميت غمر أيضا، وفى 30 مارس في نزلة الشوبك استشهدت زوجة سليمان محمود الفوال وهى تدافع عن عرضها أيضًا، وفى 10 أبريل بالقاهرة سقطت ثلاث شهيدات عائشة عمر بالسروجية ببولاق، وشفيقة محمد في الخرطة القديمة قسم الخليفة بعد حوار بسيط مع ضابط بريطاني رد عليها بالرصاص!


هذا هو الاحتلال البريطاني المجرم! هذا هو تاريخ المرأة المصرية المجيد؟! هل سمعتم لميس جابر تذكره مرة واحدة؟! وهي التي لم تتوقف عن تلميع هذا الزمن؟! ألم نسأل أنفسنا أو نسأل لميس جابر مرة واحدة لماذا يحدث ذلك؟! وهل هذه هي معركة الوعي التي نخوضها؟! يتم تلميع الأميرات ممن عشن حياتهن بأموال شعبنا المسكين وتجاهل الشهيدات الطاهرات؟! 

هل تعرفن قيمة تظاهر المرأة قبل أكثر من قرن؟! وفي ريف وصعيد مصر؟! ويسقطن بالرصاص؟! وطن غال دفع الثمن أغلى لحريته!

 


أطلقوا أسماء هؤلاء علي شوارع ومدارس.. خلدوا أسمائهن لكل الأجيال والعصور.. مجدوا شهداء الوطن! وقد بلغوا في ثورة 19 طبقا للرافعي 3000 شهيد بطول البلاد وعرضها! 
مع ذكري وداع حميدة خليل بعد يومين من استشهادها.. تقرر اختيار 16 مارس يوما للمرأة المصرية.. كل عام وسيدات مصر ومصر كلها بكل خير!

الجريدة الرسمية