رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام والإيمان والإحسان (3)

من كمال منهج الإسلام وشريعته الغراء أنه لم يهمل أي جانب من جوانب الحياة، ولا أي شأن من شئون الإنسان، فقد نظم حركة المسلم في رحلة حياته اليومية. وعلمه كيف يستقبل يومه، وكيف يعبد ربه تعالى، وكيف يتعامل مع الناس، وكيف يختم يومه.. 

 

وحياة المسلم  كما رسمها منهج الإسلام الحنيف كلها عبادة وتقرب إلى الله تعالى، بما في ذلك المعاملات، فالمعاملات في منهج الإسلام عبادات. ولنبدأ في تفاصيل حياة المسلم اليومية كما أوجبها الإسلام، وكما علمنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله منذ أن نستيقظ ونستقبل يومنا.. 

 

فقد علمنا الهادي البشير والسراج المنير صلى الله عليه وسلم كيف نستقبل يومنا عندما نستيقظ من النوم، ونصبح في نعمة الحياة من جديد قد وهبنا الله إياها واهب الحياة. حيث إن النوم ميتة صغرى. وعندما نستيقظ ونجد أن أدوات الحس والإدراك التي لدينا سليمة وتعمل. القلب ينبض والعين تبصر والأذن تسمع والجوارح  تعمل.. 

طاعة وعبادة

هنا قد أصبحنا نتقلب في نعمه عز وجل، فيجب علينا الشكر نقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا.. ونذكًر أنفسنا بأننا إليه تعالى راجعون في يوم ما فنقول بعد الحمد. وإليه النشور. ثم نتوجه بعد ذلك إلى قضاء الحاجة والوضوء.. 

 

وعند الدخول إلى موضع قضاء الحاجة "الحمام" ندخل بالقدم اليسرى، ونستعيذ بالله فنقول: أعوذ بك من الخبث والخبائث.. للحفظ والتحصين من الجن.. ثم بعد قضاء الحاجة نقول: الحمد لله الذي شفاني وعفاني وأبقى ما ينفعني وأذهب عني ما يؤذيني. 

 

ثم نغسل الوجه ونبدأ في الوضوء. فنتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم نقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم نبدأ بالمضمضة فنقول: اللهم أحسن قولي.. ثم نستنشق فندعو الله تعالى فنقول: اللهم ارزقني رائحة الجنة.. ثم نغسل الوجه فنقول: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.. ثم نغسل الذراع اليمني إلى المرفق فندعو الله تعالى ونقول: اللهم آتني كتابي بيميني. ثم نغسل الذراع اليسرى ونقول: اللهم لا تؤتني كتابي بشمالي.. 

 

ثم نمسح بالرأس ونقول: اللهم توجني بتاج الكرامة وأظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.. ثم نغسل القدم اليمنى ونقول: اللهم ثبت قدمي على الصراط المستقيم.. ثم نغسل القدم اليسرى ونقول: اللهم أعوذ بك من النار.. ثم نتوجه للصلاة فندعو الله تعالى فنقول: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا ولا تفضحنا يوم العرض عليك.. وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين.. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين.. 

 

ثم نصلي.. بعد ذلك نتناول الفطور، فنقول بسم الله الرحمن الرحيم. ثم بعد الانتهاء نقول الحمد لله رب العالمين.. ثم عندما نخرج من البيت نقول لأهل البيت: استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. هنا يقول لك الملك: هديت ووقيت وكفيت..

 

هذا وأسلم على كل من يلقاني، أو أن أرد السلام على من يقرأني السلام سواء كان مسلما أو غير مسلم. صغيرا أو كبيرا.. ثم نتوجه إلى العمل، ويجب أن نلقى كل من نتعامل معهم بوجه طلق بشوش بسام فتبسمك في وجه أخيك صدقة.. وذلك حتى ننتهى من أعمالنا.

 

وهكذا باقي اليوم يجب أن نمضيه في طاعة الله تعالى وذكره.. هذا وجلوسك مع أهل بيتك والاهتمام بالزوجة والإحسان إليها ومتابعة الأبناء وتوجيههم وحسن تربيتك لهم، كل ذلك عبادة لله تعالى وذكر..

 

 

ولقد كان من وصايا مشايخنا رحمهم الله تعالى أن لا ننام إلا على طهارة ووضوء وعلى ذكر الله تعالى سرا أي في أنفسنا دون أن نحرك ألسنتنا، وهذا ما يسمى بذكر القلب، فإذا انتهى الأجل ونحن على هذه الحالة نظل ذاكرين لله تعالى إلى أن نبعث يوم القيامة للحساب. وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "المرء يبعث على ما مات عليه".. هكذا رسم لنا منهج الإسلام سلوكنا اليومي.

الجريدة الرسمية