رئيس التحرير
عصام كامل

روبي تعيد اختراع العجلة في «3 ساعات متواصلة».. وترفع شعار "البقاء للأضعف موهبة والأكثر إثارة" خلال 20 عامًا..وجبهة الدفاع عن المطربة تعلن التحدي

روبي، فيتو
روبي، فيتو

ربما أدركت روبي من الوهلة الأولى أنها ليست مطربة في موهبة "أنغام"، أو إمكانيات "آمال ماهر" أو كلاسيكية "غادة رجب"، ولن يمكنها  مجاراتهن؛ فعمدت إلى أمور أخرى اختصرت بها الطريق، ووضعتها في بؤرة الأضواء، ومنحتها الشهرة، وأفاضت عليها بالمال، وضمنت لها البقاء، ولم تختفِ كما اختفى أصحاب المواهب الحقيقية.

الظهور الأول لروبي 

عشرون عامًا تقريبًا تفصل بين الظهور الأول لروبي من خلال أغنيتي: "كل ما أقوله آه" و"ليه بيداري كده"، وبين أحدث أغانيها "3 ساعات متواصلة"، ورغم ذلك لم تختلف مقوماتها ولا أدواتها التي تعتمد عليها للوصول إلى الهدف الذي تريده بأسرع ما يمكن.

روبي وشريف صبري والتجربة اللبنانية

تاريخيًا..ظهرت "روبي" للمرة الأولى من خلال أغنية "أت عارف ليه"، التي تم تصويرها في فرنسا، ولم تحقق الصخب المطلوب، وكان يمكن أن تتوه "روبي" وسط زحام المطربات الأكثر موهبة منها أو الأدنى، قبل أن يلتقطها المخرج شريف صبري ويعيد تقديمها في أغنية "ليه بيداري كده"، التي اعتمدت فيها على حركات جسدها من خلال ركوب العجلة، وليس صوتها، وهو ما دفع الشاعر الكبير أحمد فؤاد عندما سُئل عنها يومًا في أحد البرامج التليفزيونية أن يجيب بطريقته اللاذعة: " مش اللي البنت اللي بتغني بـ..."، ودخل مع المذيع اللبناني الماكر في نوبة ضحك، ولكنه –في حقيقة الأمر- ضحك كالبكاء!!

شريف صبري كان يخطط في ذلك الوقت لنقل تجربة المطربات اللبنانيات بإثارتها وسخونتها إلى مصر، فوجد ضالته في "روبي" التي كانت أداة طيَّعة، فنفذت له كل ما أراد دون كلمة رفض واحدة، ولم تعصِ له أمرًا.

اقرأ أيضا:: 

رغم إثارتها للجدل، روبي تقترب من تحقيق المليون الأول لأغنيتها الجديدة "3 ساعات متواصلة"

 رغم صدمة "ليه بيداري كده"- التي كتبها عبد العزيز عمار ولحَّنها محمد رحيم- والصخب الذي صاحبها، والهجوم الذي تعرضت "روبي" له، إلا إنها أصرت على أسلوبها وطريقتها سواء في أغنيات الفيديو كليب، أو الحفلات الغنائية التي تحضرها بملابس لافتة ومثيرة، قد تناسب راقصة، وليست مطربة، كما يقول أحد أعضاء مجلس نقابة الموسيقيين الذي تحفظ على ذكر اسمه.

قبل ظهور الطفرة التكنولوجية الأخيرة، ومع سنوات ظهورها الأولى..كانت "روبي" بملابسها في الحفلات الغنائية حاضرة بقوة على أغلفة الصحف والمجلات لرفع توزيعها!

تفسيرات غير فنية للحالة “الروبية”

لا يمكن رد "الحالة الروبية" إلى ما يفسره البعض بأسباب سياسية أو أخرى اقتصادية أو اجتماعية، ومفادها: أن حالات الضعف أو التراجع السياسي والاقتصادي والاجتماعي تصاحبها مستويات رديئة من الفن؛ لأن هناك تفسيرًا آخر أكثر وضوحًا ومنطقيًا وهو أن غياب الموهبة يدفع صاحبها إلى البحث عن وسائل تعويضية أخرى للنقص الذي يعانيه، وهو ما أبدعت "روبي" وأجادت في تنفيذه عمليًا، ولكن يمكن –في الوقت نفسه- رده إلى "ذوق عام" أصبح ينصرف إلى حالات فنية رديئة ويرحب بها ويدافع عنها، كما رأينا في جبهة الدفاع عن روبي وأغنيتها الجديدة.

عفوية روبي من العشرين إلى ما بعد الأربعين

 العفوية التي تحدثت عنها "روبي" خلال ظهورها مؤخرًا في برنامج "صاحبة السعادة"، وقالت: إنها قدمت بها: "ليه بيداري كده"، وأنها كانت في العشرين من عمرها، ونفذت المطلوب منها حرفيًا، لا يمكن استساغتها أو الاقتناع بها؛ خاصة أن الأمر لم يتغير قيد أنملة بعد عشرين عامًا في أغنيتها الأحدث "3 ساعات متواصلة"، المتخمة –بحسب شعراء وموسيقيين- بالكلمات غير المناسبة والعبارات الإيحائية التي لن نتورط في ذكرها في هذا التقرير، كما لن نضع الفيديو الخاص بها ضمن سطوره؛ حتى لا نقع في فخ التناقض، أو نكون كمن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه!

تسويق "روبي" نفسها في البرامج التليفزيونية على أنها فتاة كيوت وخجولة أمر يبدو خارج المنطق ولا "يصدقه عكل" –بصوت شويكار- خاصة بعد أغنيتها الأخيرة؛ فهي لم تعد عشرينية كما كانت في: "أقول له آه" أو "ليه بيداري كده"، بل تتحرك الآن في عامها الثالث والأربعين؛ ما يعني أنها أصبحت تعلم ما لم تكن تعلم، كما إنها أصبحت تملك القدرة على رفض ما لم تكن قادرة على رفضه في خطواتها الأولى برفقة شريف صبري الذي اختفى -فنيًا- في ظروف غامضة!

رغم انتساب "روبي" المولود في 8 أكتوبر 1981 إلى  برج الميزان إلا إنها تكاد لا تمتلك أيًا من صفاته الهادئة والرومانسية، وتبحث دائمًا عن الإثارة والجدل والصخب والأزمات، ولولاهم ما بقيت "روبي" واستمرت وأصبحت رقمًا مهمًا في سوق المطربات الأعلى أجرًا وشهرة!

ورغم دراسة "روبي" القانون في كلية الحقوق بجامعة بني سويف، إلا إنها لم تأبه كثيرًا  بما تلقته وقرأته، أو أنها تعلمت كيف تخالف القانون دون أن تكون موضع مساءلة أو محاسبة.

اقرأ أيضا:

بيان جديد من نقابة المهن الموسيقية بشأن أزمة أغنية روبي الجديدة

القانون لا يمنع  أغاني روبي!

تعلم "روبي" –بحكم دراستها- أن قانون نقابة الموسيقيين  لا يتضمن أي مواد من شأنها منع طرح الأغنيات وفقًا لتفسيرات الجمهور وأهوائه، ويكون المنع فقط في حال السب والقذف أو مخالفة نصوص التعاقد، وهو ما دفع نقيب الموسيقيين مصطفى كامل إلى أن ينفي عبر وسائل الإعلام أن يكون مجلسه بصدد اتخاذ إجراءات عقابية لصُناع الأغنية. 

الأمر نفسه أكده المتحدث باسم النقابة محمد عبد الله الذي شدد على أن دور "الموسيقيين" ينحصر –بحسب القانون- في مراقبة إجراءات الحصول على موافقة المصنفات الفنية من عدمه على العمل الفني.

الكلام عن الدور الغائب للمصنفات الفنية في السنوات الأخيرة يُعتبر من "لغو الحديث"، أو كلامًا لا طائل من ورائه ولا جدوى؛ في ظل حالة الفوضى التي تجتاح مجمل الأعمال الفنية، بما تحتويه من إيحاءات وألفاظ ومشاهد صادمة للعرف والأخلاق والذوق العام، لم يكن مسموحًا بها في عقود سابقة، وكانت الحكومة تتدخل في الوقت المناسب، كما فعل رئيس الحكومة الأسبق مصطفى النحاس بمنعه أغنية للفنان الراحل فريد الأطرش؛ بسبب عبارة: "يا عوازل فلفلوا"!

المادة الثانية من القانون المنظم لإنشاء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية تنص على: "تتولى الإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة الرقابة على الأعمال المتعلقة بالمصنفات السمعية والسمعية البصرية. وتختص هذه الإدارة بمنح تراخيص تصوير المصنفات المشار إليها أو تسجيلها أو أدائها أو عرضها أو إذاعتها في مكان عام أو توزيعها أو تأجيرها أو تداولها أو بيعها أو عرضها للبيع أو تحويلها بقصد الاستغلال".

 

منذ ظهورها في بداية الألفية الثانية..لا تنشغل "روبي" بكل ما يثار حول أغانيها، حيث لا يخلو ألبوم من أغنية واحدة على الأقل مثيرة للجدل، وكأنها تدرك تمامًا ماذا تفعل، أو أنها أتقنت اللعبة كما يغني كاظم الساهر.

ورغم أن خالاتها السبعة –مثلًا- قاطعوا والدتها؛ بسبب جرأة أغانيها –كما حكت في برنامج تليفزيوني- إلا إن "روبي" لم تلتفت لمثل هذا الأمر ولم تضعه في حسبانها حتى الآن.

هذه الحالة من إثارة الجدل ظاهرة في أغانٍ أخرى عديدة من نوعية: "نمت ننة، أمك وأبوك، والهشك بشك"..ودع القوس مفتوحًا "ع البحري".

كيف تركب العجلة مرتين خلال عشرين سنة؟ 

 في أغنيتها الأحدث: "3 ساعات متواصلة" –التي كتبها ولحنها عزيز الشافعي- نجحت "روبي" في إعادة اختراع العجلة التي قدمت من خلالها وعليها أيقونتها: "ليه بيداري كده"؟! من خلال أغنية لفتت إليها الأنظار من قبل طرحها؛ لأنها أدركت –من البداية- كيف تركب العجلة، أو من أين تؤكل الكتف، وكيف تصبح "ترند"، وكيف تصنع مشاهدات مليونية لعمل فني دون المستوى، وهو ما جعل عضو مجلس نقابة الموسيقيين حلمي عبد الباقي يتحداها أن تغني دون شو أو استعراض، واصفًا موهبتها بـ"الضعيفة" وصوتها بـ"النشاز"، ومندهشًا من إدراج اسمها ضمن قوائم أعضاء نقابة الموسيقيين!

المداخلات التليفزيونية –التي أجراها الشافعي عن الأغنية- تؤكد أن الأمر مقصود ومخطط بإحكام، لا سيما أن الأخير يملك رصيدًا من الأغاني المشابهة التي تتجاوز كونها أغاني خفيفة إلى أعمال تتطلب تدخل بوليس الآداب..بصوت عبد الفتاح القصري.

 

شطب مع وقف التنفيذ 

في العام 2007..أصدرت هيئة مفوضي الدولة في محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر حُكمًا يلزم نقيب المهن الموسيقية الراحل حسن أبو السعود بإصدار قرار بشطب عضوية "روبي" وما يترتب على ذلك من آثار بشطب اسمها من جدول قيد النقابة.

وقوبل الحكم يومئذ بعاصفة من الترحيب من كبار الموسيقيين مثل: الموسيقار فؤاد حلمي الذي قال: "آن الأوان لكي تعود للنقابة وقارها واحترامها. وخطوة تنقية وفلترة جداولها أمر بالغ الأهمية، وأشعر بارتياح نفسي لهذا القرار، فهذه النقابة منذ إنشائها وهي تضم كبار الموسيقيين والعازفين وليس من المعقول أن يأتي اليوم الذي تتسرب فيه أصوات هامشية ترقص في الملاهي الليلية"!

فيما قال المطرب محمد الحلو حينئذ: "سبق لي وعلَّقت على قرار انضمام روبي للنقابة وقلت: العمل في كشك سجائر، أفضل لي من أن يجمعني بها كيان. والآن أرى أن هناك من هن أسوأ"، مضيفًا: "دائمًا ما أشعر بهزة داخلية نتيجة وجود أصوات، كل مؤهلاتها هي: لغة الجسد والعُرى. وللأسف أصبحن بحكم انضمامهن للنقابة زميلاتٍ، ويُطلق عليهن: لقب المطربة، وتتساوى بعد ذلك مع أم كلثوم"!

الفرحة العارمة بالحكم القضائي بشطب روبي من سجلات النقابة لم تستمر كثيرًا؛ إذ تم الطعن عليه سريعًا وتم إلغاؤه، وعادت "روبي" من جديد وبقوة واستمرت، واختفى "الحلو" وغيره من كبار المطربين والمطربات، وبقيت "روبي"، وها هي النقابة تقف عاجزة عن أن تتخذ قرارًا سلبيًا ضد المطربة وساعاتها الثلاث المتصلة.

اقرأ أيضا:

مؤلف " 3 ساعات متواصلة" يكشف سر اتصاله بـ روبي بعد إثارة كلمات الأغنية للجدل

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية