رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل ندوة التنسيقية عن سبل وآليات وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين

تنسيقية شباب الأحزاب،
تنسيقية شباب الأحزاب، فيتو

تحت عنوان «مع استمرار التصعيد.. سبل وآليات وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين»، عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين صالونا لمناقشة آخر التطورات فى العدوان على غزة. 

وقال الكاتب الصحفي صلاح مغاوري، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن آلية الدعاية الإسرائيلية تقوم على منظومة متكاملة من الأدوات التي تستخدم لتوجيه الرأي العام، موضحا أن توجيه الرأي العام صناعة نجحت فيها إسرائيل، عن طريق الأكاذيب مثلما حدث في رواية قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء والتي تم كشف كذبهم فيها.

وأضاف أن المخطط الإسرائيلي أصبح واضحًا، من محاولات استغلال ما حدث يوم 7 أكتوبر لتهجير سكان غزة إلى مصر وسكان الضفة الغربية إلى الأردن، مضيفًا أن توجيه الرأي العام صناعة يجيدها من يمتلك أدواتها وإسرائيل تجيد أدواتها بشكل كبير، كما أنها استغلت حالة الانقسام داخل الأراضي الفلسطينية، فحماس تسيطر على غزة والحكومة الفلسطينية تسيطر على الضفة الغربية وهو ما سهل على الإسرائيليين مهمتهم.

دعم الأمريكان للصهاينة 

وأوضح أن الموقف الأمريكي دائمًا في صف الكيان الصهيوني، وأمريكا دائما ما تعارض وقف إطلاق النار ولكن تعلن التدخل في حالة توسيع الحرب.

وأشار إلى أن جهود مصر في هذه الأزمة كانت منذ اليوم الأول، وتحركت في جميع الاتجاهات، مضيفًا أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحًا من حيث لا سماح بتصفية القضية الفلسطينية، وأن حدود مصر خط أحمر، ومصر مع حل الدولتين وهو الحل الأمثل لهذه القضية، فالصراع منذ 75 عامًا بدون حل.

وأضاف أن الدعم المصري كان واضحًا في استقبال المساعدات في مطار العريش ونجاحها في إدخال المساعدات ونقل المصابين الفلسطينيين للعلاج داخل المستشفيات المصرية، موضحًا أن الموقف المصري ساهم في تغيير المعادلة في هذا الصراع وتغيير موقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

تأثير أحداث 7 أكتوبر 

من جانبه أكد النائب أحمد مقلد، أمين سر لجنة الشئون العربية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن ما حدث في 7 أكتوبر الماضي نتيجة لحالة الخناق الشديدة وانسداد لكافة الأفق السياسية، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني واجه وتشديد وحصار شديد من قبل الاحتلال.

وأضاف أن المقاومة هي كافة الفصائل الفلسطينية الموجودة على الأرض ولا يجوز اختزالها في فصيل واحد، موضحًا أن إسرائيل في موقف حرج جدًا، فهم لم يحققوا أي هدف من الأهداف التي أعلنوها وخرجوا بمجموعة من جرائم الحرب ولم يتمكنوا من تهجير الإخوة الفلسطينيين لسيناء أو الأردن، وموقف مصر من قضية التهجير كان واضح وصريح والموقف المصري الحازم أفسد لهم العديد من المخططات.

وأوضح أن الموقف الغربي خرج من الصمت العاجز إلى الموقف المتواطئ، لكن الوضع الآن تغير؛ ففي بداية الحرب خرجت مظاهرات في عواصم أوروبا قوبلت بقمع شديد خاصة في ألمانيا وفرنسا، لكن الآن لم يعد أحد يستطيع قمع المظاهرات بعد ارتكاب هذا الكم من الجرائم وقتل الأطفال، فنحن أمام مشهد كاشف لمن يقف بشكل حقيقي لدعم القضية الفلسطينية التي قادتها مصر وتبعها العديد من الدول.

وتابع: إننا أمام عصابات تمارس جرائم حرب وتهجير قسري وتمارس جريمة الاحتلال، مضيفًا أن الولايات المتحدة شريك أصيل ولن تكون جزء من الحل فيما هو قادم.

وقال مقلد: إننا شاهدنا وزير إسرائيلي يهدد المدنيين بضربهم بقنبلة نووية وسط صمت وتواطؤ دولي، مضيفًا أنه يجب ملاحقتهم كمجرمي حرب، وهو ما سنخاطب به كل برلمانات العالم لإيداعهم كمجرمي حرب وليسو كقادة دولة.

العدووان على غزة 

وقال الكاتب والمحلل عبد المهدي مطاوع، مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن الحرب الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة مختلفة عن كل المرات السابقة سواء على مستوى الأحداث أو اتخاذ القرار، مضيفًا أن هذه الحرب تشبه تمامًا حربي عام 1982 وعامي 2008-2009، من حيث أوجه الشبه في وجود القرار الأمريكي حيث إنه في حرب 2008-2009 تم وقف الحرب بناءً على رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كذلك من الناحية العسكرية كان الهدف اجتياح قطاع غزة.

 

وأضاف أن وقف إطلاق النار سيكون بقرار أمريكي، فكل يوم تزداد الضغوطات علي أمريكا وهناك تقديرات إسرائيلية بأن وقف إطلاق النار سيكون قبل يوم 24 من الشهر القادم، موضحًا أن إسرائيل لن تقدم هدنة إنسانية في الوقت الحالي دون مقابل ولكن قد تقبل بهدنة إنسانية لإخراج الرهائن، لأن إسرائيل استغلت الحرب لتحقيق هدف التهجير القسري، لكن الموقف المصري وقف لهم بالمرصاد، فالجهود المصرية كانت قوية، فعلى المستوي الدبلوماسي أكدت على عدم القبول بحل القضية الفلسطينية على حساب مصر، وعلى عدم تهجيرهم بشكل قسري.

وأوضح أن الموقف المصري أدى إلى تغيير مهم في الخطاب الأمريكي لحل المشكلة من جذورها، مشيرًا إلى أن مصر ساهمت في تعزيز صمود الفلسطينيين وكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير المساعدات الغذائية والدواء.

التغيرات الدولية 

أما الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فأكد  إن هناك حالة من التغيرات على المستوى الدولي، وأمريكا تريد إحداث أزمات في بعض الدول لتتدخل فيها، والأزمة الأخيرة في الحرب على غزة هي أزمة كاشفة للمواقف، وإسرائيل دولة ضعيفة ولم تحقق انتصارات على الأرض، ولم تحقق أي مكاسب منذ حرب 1973، والأزمة كشفت مواقف بعض الدول التي كانت تتسابق للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

جاء ذلك خلال مشاركته في صالون عقدته تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، تحت عنوان «مع استمرار التصعيد.. سبل وآليات وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين».

وأضاف أن الأزمة الحالية أزمة أمن قومي إقليمي وليست أزمة أمن قومي مصري فقط، بل أزمة لكل الدول العربية، ومصر تتحرك في أكثر من اتجاه في إطار دبلوماسية واضحة، وتخصيص مطار العريش لنقل المساعدات، ونجاح مصر في كسر الحصار وإدخال المساعدات، وإعلان مصر كل المفاوضات بشكل علني أدى بشكل كبير إلى تغيير المعادلة في هذه الحرب، فمصر بمجهوداتها الفردية نجحت في أكثر من اتجاه.

وأشار إلى أن تصفية قطاع من قياداته السياسية الموجودة منذ عام 2006 أمر غير مقبول تمامًا، فمفهوم إسقاط حماس والقضاء عليها بهذا المنطق غير مقبول، وأعمدة التفاوض الرئيسية في هذا الصراع تقودها مصر التي قد تتدخل للوصول لهدنة إنسانية ووقف إطلاق النار من أجل التفاوض.

أدار الحوار خلال الصالون، محمد نشأت، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الصالون، الكاتب والمحلل عبد المهدي مطاوع، مدير منتدي الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، النائب أحمد مقلد، أمين سر لجنة الشئون العربية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الكاتب الصحفي صلاح مغاوري، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط.

 

الجريدة الرسمية