رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ 50 على حرب أكتوبر المجيدة، قائد الكتيبة 418 يروي تفاصيل وأسرار وشهادات جديدة عن المعركة.. وأهم بطولات سلاح الطيران

حرب أكتوبر المجيدة،
حرب أكتوبر المجيدة، فيتو

50 سنة على انتصارات أكتوبر،  بمناسبة مرور 50 عامًا على نصر اكتوبر المجيد والذي تتبقى أيام قليلة على الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة.

 

تقدم “ فيتو” شهادات وأسرار جديدة عن حرب اكتوبر المجيدة والفترة التي سابقتها منذ عام 1967 والاستعدادات المكثفة التي تم العمل عليها في كافة الاسلحة وعلى رأسها الطيران لخوض معركة النصر والانتصار الكبير.

 

من جانبه أكد اللواء وصفي بشارة قليني، أحد أبطال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، أن هزيمة 67 كانت شديدة القسوة، خصوصًا علينا كطيارين، لأننا تعرضنا لظلم كبير من القيادة والشعب، برغم أن السبب في الهزيمة هو القرار الفردي الخاطئ من القيادة السياسية وقتها بتلقي الضربة الأولى.

 

وإن طائراتنا كانت مصطفة على الأرض بدون حماية أو هناجر أو دشم، فأصبحت صيدًا سهلًا للعدو الذي فاجأنا بطائراته على ارتفاعات منخفضة لم تظهر على شاشات الرادارات الأرضية المصرية، وإلى نص الحوار:

 

القوات الجوية يوم 5 يونيو  وبطولات الطيارين المصريين خلال الحرب

وشرح “بشارة” وضع القوات الجوية يوم 5 يونيو كشاهد عيان واحد المشاركين حيث قال إن الكل ظلم الطيارين وقتها، وقالوا إنهم كانوا سهرانين حتى الصباح، ولم يكن هناك طيارون في المطارات أو على الطائرات، وهذا الاتهام عار تماما من الصحة، والتشكيلات كلها كانت في حالة تأهب بالحالة "أ"، وتعني أن يكون الطيار مربوطًا في الطائرة وأمامه 6 دقائق للإقلاع عندما يأتيه الأمر بالاشتباك وأنا كنت ضمن التشكيل الذي يقف على أول الممر، على استعداد للإقلاع في 3 دقائق، ولكن ما حدث هو دخول الطائرات الإسرائيلية من البحر المتوسط، بدلا من الاتجاه الغربي وسيناء، وكانت على ارتفاعات منخفضة فلم تسجلها الرادارات الأرضية، وبدأت بضرب المطارات وممرات الإقلاع، لتشل حركة الطيارين وتمنعهم من الطيران، ثم جاءت الموجة الثانية وقصفت الطائرات بدون إنذار.. وقد أصيبت طائرتي ولكني لم أصب وقتها، وهذا هو الذي تسبب في تكبدنا خسائر كبيرة.


أما الطيارون فلماذا ظلموا ولم يحاربوا؟! لأن الطبيعي أن تلتقط الرادارات الأهداف المعادية، وتبلغ بها برج المراقبة الذي يقوم بدوره بوضع إحداثيات للأهداف المعادية، وعددها وموقعها، ويقوم بضرب جرس الإنذار.. فنقوم نحن الطيارين بإدارة الطائرات والإقلاع بها تجاه الهدف والاشتباك معه.. هذا لم يحدث يومها، لأن الرادارات لم تلتقط الأهداف العادية ولم يضرب الإنذار، ووجدنا الطائرات فوقنا وضربت الممرات.. حتى الطائرات التي لم تضرب لا يمكن أن تطير وتحارب، لأنها ستحترق على الأرض قبل صعودها لعدم وجود ممر صالح.


ورغم ذلك كانت هناك بطولات فردية حاول فيها عدد من الطيارين عمل المستحيل وأسقطوا طائرات إسرائيلية، مثل الطيار نبيل شكري والمقدم سامي فؤاد الذي أسقط طائرة واستشهد يومها، وغيرهما في المطارات المختلفة.. ورغم عدم إصابتي يومها فإن هذا اليوم ولَّد بداخلي رغبة الانتقام من العدو، الذي باغتنا في غفلة من الزمن، واحتل جزءًا غاليًا من أرضنا، ورغم تدميره للطائرات أو المطارات لم يتمكن العدو من تحقيق هدفه بالنصر على القوات الجوية، فيومها ضرب الطائرات ولم يضرب الطيارين الذين سرعان ما استعدوا للثأر.


واستكمل حديثه: في اليوم الثاني للهزيمة ذهبنا، بناء على اتصال من عبدالناصر، إلى الرئيس الجزائري "هواري بومدين" في الجزائر، الذي أمدنا بأسطول من طائرات "الميج 21"، بالإضافة إلى الجسر الجوي الذي فتحه لنا الاتحاد السوفيتي، وأرسل لنا طائرات مفككة، قمنا بتجميعها في مصانعنا، لأن الروس وقتها شعروا أن سلاحهم هزم أمام السلاح الغربي، فبدءوا بإعطائنا أسلحة حديثة وصنعوا لنا طائرات تصلح للأخذ بثأرنا، وبدأنا نلملم شتاتنا، وكنا نحو 60 طيارًا فقط هم من تبقى، والباقي أصيب أو استشهد، وقمنا بتكوين مجموعتين في أنشاص والمنصورة، وبعد 40 يوما فقط من الهزيمة خططنا للقيام بعملية موجعة في قلب إسرائيل، وقمنا بعمل هجوم يومي 14و15 يوليو داخل سيناء، وقصفنا احتياطات العدو من الذخيرة والجنود والمعدات، وذلك صدم العدو لأن القوات الجوية المصرية التي ادعوا القضاء عليها، قامت من كبوتها وضربتهم في العمق وتسببت في خسائر لم يكونوا يحلمون أن تحدث لهم.. وكأنهم في كابوس منذ ذلك الوقت حتى حرب أكتوبر المجيدة..


وتابع:  استعدات حرب اكتوبر فبدأنا ندرب الطيارين الجدد على الطائرات الحديثة، استعدادا للحرب بتدريبات شاقة على مسرح العمليات نفسه، لأننا لم نكن نملك ذخيرة تكفي التدريب والقتال، فكنا ندربهم على العمليات مباشرة.. وفي الحقيقة كان هناك استعداد من الطيارين الجدد للتضحية بأنفسهم من أجل النصر؛ فقد وصلت خسائر الطيارين الذين استشهدوا في عمليات التدريب بين عامي 69 و70 نحو 40 طيارا، ومع ذلك كانوا يتسابقون لطلعات العمليات فيما بينهم، وكانت الروح المعنوية عالية جدا.

 

وكشف قلينى عن أهم البطولات التي قام بها طيارون في 73، ولم تنسها حتى الآن قائلا" أثناء حرب الاستنزاف اشتبك الطيار إسماعيل إمام مع إحدى طائرات "الميراج" الإسرائيلية، وبالفعل قام إسماعيل بضربها، وانفجرت طائرته، وقفز هو والطيار الإسرائيلي كلُّ من طائرته، ثم استشهد في طلعة أخرى أثناء الحرب.. وفي طلعة أخرى للطيار رضا إسكندر فوق قرية السنبلاوين، وكان من أب سوداني فظنه الأهالي إسرائيليا، وظلوا يضربونه حتى استشهد، ومن البطولات الخالدة لطيارينا أيضا الطيار الشهيد سليمان ضيف الله، أثناء الثغرة قام بحماية الطائرات القاذفة، ورغم إصابة طائرته رفض تركهم حتى قاموا بمهمتهم في الاشتباك، وعادوا سالمين واستشهد عقب اطمئنانه عليهم واكتمال مهمته في حمايته.

قائد الكتيبة 418 رادار وصواريخ دفاع جوي يكشف تفاصيل مثيرة

 من جانبه قال اللواء أيمن حب الدين قائد الكتيبة 418 رادار وصواريخ دفاع جوي بحرب أكتوبرأن العديد من الشباب لا يعلمون مدى الإعجاز الذي نفذه المصريون في حرب أكتوبر، وقال: «واجبنا نحن الذين عاصروا هزيمة يونيو وتحدو الصعب حتى تحقق النصر في أكتوبر أن نعيد هذه الذكريات للشباب حتى تكون لهم حافزا يساعدهم على تحمل أعباء المستقبل».
 

واضاف كانت أيام شهر يونيو 1967 مريرة ولم نكن نتوقعها بسبب الحماس الزائف الذي كنا نعيشه مع فهم خاطئ لحقائق الأمور خاصة التفوق العسكري للعدو الإسرائيلي، وكان عمري وقتها 23 عاما، وكنت نقيبا، ومنصبي وقتها قائد سرية رادار بالكتيبة 414 مضادة للطائرات بمنطقة عيون موسى القريبة من رأس سدر بجنوب سيناء بمسافة 5 كم.

واجهنا الطائرات الإسرائيلية «المستير» لأول مرة من مواقع مكشوفة ولم يكن هناك حظ للمواقع الثلاثة للدفاع الجوي الذين يدافعون عن السويس وجنوب سيناء في النجاح، ثم انسحبنا ورأينا علم العدو يرفرف في استفزاز تام على مواقع شرق القناة، كنت يومها أتمنى الموت ولا أرى هذه اللحظة أبدا، وهذا ما دفعنا للصمود والاستعداد الكامل بالتدريب والتسليح الجيد واختيار ميعاد المعركة ودراسة نقاط الضعف والقوة في العدو لمجابهته والتفوق عليه حتى لا نكرر نكسة 1967 مرة أخرى. 

وتابع عقب هزيمة 1967 تم الاعتراف بالأخطاء التي تسببت في الهزيمة وأهمها الاندفاع وراء المعلومات الخاطئة من مصادر غير موثوق فيها وانفراد القرار العسكري للمشير عبد الحكيم عامر وعدم سماعه لأي صوت غير صوته.

وتولى قادة الأفرع والتشكيلات لأهل الثقة وعدم الاستعانه بذوي الخبرة العسكرية بل نفيهم إلى أماكن بعيدة أو إدارية لعدم اعتراضهم على القرارات الصادرة من المشير، والتقليد غير المبرر للخط العسكرية مع عدم العلم بمسرح العمليات على الأرض والذي كان واضحا جدا في عملية الانسحاب العشوائية التي حدثت بين صفوف القوات المنسحبة من سيناء وسط الضربات الإسرائيلية المستمرة للقوات المنسحبة وهو السبب الرئيسي وراء ارتفاع الخسائر في الأفراد والمعدات.

أما في أكتوبر كانت هناك دراسة وافية لمسرح العمليات وهو سيناء قام بها رجال المخابرات الحربية والاستطلاع، بالتعاون مع قوات الصاعقة التي زلزلت الأرض تحت أقدام العدو الإسرائيلي وجعلته لا يهنأ يوما على أرض سيناء، وأحسسته أن المصريين كالأشباح يخرجون إليه من تحت الأرض وسوف يستردون سيناء تحت أي ظرف من الظروف.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية