رئيس التحرير
عصام كامل

زهرات البيت النبوي في مصر (6) السيدة رقية

 استقر جسد السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب، وشقيقة الحسن والحسين رضى الله عنهما، وعلى اليمين واليسار تناثرت أضرحة مربعة اكتست بالأوشحة الخضراء تجذب عيون الزائرين إلى حيث مقام السيدة عاتكة زوجة سيدنا محمد بن سيدنا أبو بكر، والإمام علي بن جعفر الصادق.

 

والسيدة رقية هى بنت الإمام علي بن أبى طالب، رضي الله عنهما، وفدت إلى مصر مع بقية أهل البيت بعد مأساة كربلاء. وكانت بصحبة شقيقتها السيدة زينب الكبرى، وهما اللتان اختارتا مصر كمستقر لبقية آل البيت النبوي الكريم، وكانت إقامتهما واستقرارهما في مصر محل فرحة وترحيب المصريين عشاق أهل بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

 

تعددت الروايات عن دفن السيدة رقية بمصر، إلا أن المؤكد أن هناك مسجدا فى منطقة الأشراف بالقرب من مساجد أخرى لنساء آل البيت يحمل إسمها؛ إنه مسجد وضريح السيدة رقية، القريب من مساجد السيدة عائشة والسيدة نفيسة والسيدة سكينة، وبجوار مشهد بن سيرين فى شارع الأشراف بمنطقة الخليفة بالقاهرة، وقد خضع للترميم والتجميل مؤخرا.

من هي السيدة رقية؟!

روايتان صاحبتا شخصية السيدة رقية بمصر؛ الأولى تقول إنها رقية بنت علي بن أبى طالب أخت سيدتنا زينب وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين، وأمها هى الصهباء بنت ربيعة التى أرسلها خالد بن الوليد بعد فتح العراق، واشتراها وأعتقها الإمام علي، ثم تزوجها، وأنجب منها رقية وعمر، وقيل إن السيدة رقية تزوجت من ابن عمها مسلم بن عقيل، وقد سميت بهذا الاسم تيمنا بالسيدة رقية بنت رسول الله، صلى الله عليه وآله، سلم، من زوجته السيدة خديجة، رضوان الله عليها.. 

 

كما قيل إن أبناءها كانوا من ضمن شهداء كربلاء خلال معركة الحسين بن على بن أبى طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك جاءت السيدة رقية إلى مصر مع شقيقتها السيدة زينب بعد إبعادها عن المدينة المنورة، بأوامر من يزيد بن معاوية.

 

أما الرواية الثانية فتؤكد أنها السيدة رقية بنت الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن على زين العابدين، بن الإمام الحسين.


وبعض المؤرخين يعزز تلك الرواية لما كتب على ضريحها من كلمات تقول: "بقعة شرفت بآل النبى.. وببنت الرضا علي رقية"، كما أن المحراب الأصلى للضريح يعود إلى زمن الدولة الفاطمية، وكتب عليه بالخط الكوفى أن من أمرت بصناعته هى السيدة علم الأمرية، زوجة الخليفة الآمر بأحكام الله أبو على منصور بن أحمد، وكانت ملقبة بـ"ست القصور"، ولها تأثير وشأن كبيرين فى فترة حكم زوجها، وقد كلفت وكيلها أبو تميم تراب ببناء المشهد والمحراب فى عام 533 هجرية.


ورغم أن الرواية الأولى هى الأقرب للتصديق لتماسك الأحداث واقترابها مع أحداث كربلاء، فإن المؤكد فى كل الروايات أن الضريح الموجود فى القاهرة الذى حمل إسم السيدة رقية هو لواحدة من آل البيت، فالفاطميون كانوا شديدى الاهتمام بآل البيت.

 


يقع مشهد السيدة رقية بجوار البوابة الموصلة إلى مسجد السيدة نفيسة بالقرب من جامع شجرة الدر، وهو فى الأصل مسجد فاطمى صغير يسمى مسجد الأندلس، وبني فى عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله، بعدما أمرت السيدة علم الأمرية، وهى إحدى زوجات الخليفة الآمر بأحكام الله، ببناء المشهد، ولا توجد دلالة على ما إذا كانت السيدة رقية مدفونة بداخله أما لا، إنما بني هذا الضريح على يد السني أبو تراب حيدرة بن أبى الفتح.

الجريدة الرسمية