رئيس التحرير
عصام كامل

زهرات البيت النبوي في مصر ( 5 ) عروس آل البيت

هي السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين، بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله، وشقيقة الإمام موسى الكاظم..  وقد كان والدها الإمام جعفر الصادق عميد آل البيت، بعد استشهاد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، والمدفون أيضًا بالقاهرة في مسجد يحمل اسم والده علي زين العابدين..

 

وكان والدها جعفر الصادق يحذر عمه من نفاق وكذب المبايعين بالكوفة، مذكرًا بما حدث للإمام الحسين بن علي، ولم يجد جعفر الصادق أمامه سوى السير على نهج من سبقوه من آل البيت، من العيش في هدوء، والبعد عن السياسة، وأجمع الناس على حبه، وعاشت وتربت عائشة في ذلك البيت مع أبيها الذي رفض أن يتولى الخلافة بعد سقوط الدولة الأموية.

عروس آل البيت

لُقِّبت بعروس آل البيت فقد توفيت في سن صغيرة.. وكانت السيدة عائشة، رضي الله عنها، زوجًا لأمير المدينة، عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، كما جاء في مشاهد الصفا، وتحفة الأحباب.

 

وقد أجمع المؤرخون على قدوم السيدة عائشة النبوية إلى مصر مع بداية بزوغ عصر الدولة العباسية، وبالتحديد في عهد أبي جعفر المنصور، هربًا من بطشه بآل البيت.. ويقول شيخ القراء والأدباء المؤرخ أبو الحسن السخاوي في كتابه تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات.. 

 

إن السيدة عائشة النبوية مدفونة في مصر وأنه عاين قبرها في تربة قديمة على بابها لوح رخامي مدون عليه "هذا قبر السيدة الشريفة عائشة من أولاد جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه".

عصر صلاح الدين الأيوبي

وظل قبر السيدة عائشة النبوية على حالته حتى القرن السادس هجرية، يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة، حتى عصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أمر ببناء مدرسة ومسجد بجوار الضريح، بعدما أحاط القاهرة بسور خوفا من هجمات الصليبيين.

 

ومثل العديد من مساجد وأضرحة آل البيت أمر الأمير المملوكي عبدالرحمن كتخدا بهدم المسجد القديم وتوسعته في عام 1762 ميلادية، ليتم هدم المسجد مرة أخرى وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1971، عقب بناء كوبري السيدة عائشة.

 

ويقع مسجد السيدة عائشة في واحد من أهم الأماكن الحيوية في القاهرة الكبرى، في شارع وميدان يحمل اسمها، يصل بين منطقة المقطم والقلعة بوسط القاهرة، ويعد مسجدها واحدًا من أهم المزارات، كما أن مقامها واحد من أهم المقامات التي حظيت بإجماع تاريخي على دفنها بمصر.

 

منزلها كان مفتوحًا للزوار

عاشت وتربت السيدة عائشة مع أبيها الذي رفض أن يتولى الخلافة بعد سقوط الدولة الأموية، وقد توفيت في مصر، عام 145 هجرية، ودفنت في منزلها الذي كان مفتوحًا للزوار المتوافدين من شتى بقاع مصر، وفي نفس العام الذي جاءت خلاله إلى مصر، ولم تمكث في مصر سوى 10 أشهر قبل وفاتها.

وكان قدوم السيدة عائشة النبوية إلى مصر مع بداية بزوغ عصر الدولة العباسية، وبالتحديد في عهد أبي جعفر المنصور.. واتفق المؤرخون على دخولها مصر مع إدريس بن عبد الله المحض، بعد موقعة فخ التي استشهد بها جماعة من أهل البيت بالعراق.

الجريدة الرسمية