رئيس التحرير
عصام كامل

قتلهم الشغف!

هناك ملايين البشر يموتون جوعًا وبؤسًا، وهناك من يموتون غرقًا في عرض البحر بحثًا عن فرصة عمل في بلاد العم سام.. وهناك على الجانب الآخر وفي نفس بلاد العم سام من يموتون شغفًا وترفًا أو بحثًا عن متعة أو مغامرة لاستكشاف أعماق البحار والمحيطات.. كما حدث مع ركاب  الغواصة تيتان التي تحطمت قبل أيام في قاع الأطلسي في ظروف معقدة ومرعبة حقًا وفي رحلة قتلها الشغف.. 

 

الرحلة كانت لاستكشاف حطام السفينة تايتانيك التي غرقت هي الأخرى في المكان ذاته قبل نحو 111 عام، والتي جرى تجسيد مأساتها في فيلم حمل اسمها وصار من أشهر أعمال السينما العالمية.. وقد كشف مخرجه الشهير جيمس كاميرون عن قيامه بالغطس 33 مرة لمشاهدة حطام تايتانيك المنكوبة!


أما طاقم الغواصة تيتان فقد لقوا حتفهم جميعًا من أول مرة في مغامرة لا أقول عبثية بل كارثية عبر صعود محقق للهاوية، وإبحار في طي الرعب والمجهول في غواصة غير مؤهلة لتلك المهمة شبه المستحيلة.. 

إنفجار كارثي

ولم يراع القائمون عليها شروط الغوص والسلامة التي خاضتها قبلهم عشرات الفرق والمغامرين الذين زاروا حطام السفينة الغارقة وصوروها ومن بينهم جيمس كاميرون نفسه؛ لكن الراحلين لم يسمعوا ما جاءهم من تحذيرات كبار المؤثرين في مجتمع هندسة البحار والتي تنذر بتكرار كارثة السفينة تايتانيك..

 

وهو ما  تأكد صدقه في شهادة خفر السواحل الأمريكيين الذين قالوا إن الغواصة المحطمة تيتان تعرضت لانفجار كارثي في قاع المحيط ما يعني عدم جاهزيتها لمثل هذا العمل الخطير.
 

المدهش حقًا أن المسلسل الكارتوني عائلة سامبسون، تنبأ بوقوع مثل هذه الحادثة المفجعة قبل 19 عامًا حين ظهر هومر عالقًا في غواصة أثناء رحلة بحث عن كنز موجود في سفينة غارقة.. وهو ما تكرر حرفيًا مع الضحايا الخمسة وبينهم مليارديرات كبار، نزلوا لأعماق المحيط  لاستكشاف حطام السفينة تايتانيك في رحلة كلفت كل واحد منهم 250 ألف دولار، والأسوأ أنها كلفتهم حياتهم في نهاية المطاف.


الأكثر إدهاشًا، كما يقول روبرت ميستر لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أن انفجار الغواصة تيتان وقع على عمق  ما بين 4 آلاف و5 آلاف قدم، وأن هيكل الغواصة مصنوع من ألياف كربون لا يمكنها تحمل الأعماق القصوى، كما أن معدات الغواصة لم تكن على المستوى المطلوب.

 


بقي أن نقول إن الغواصة الغارقة كان على متنها الملياردير البريطانى، هيميش هاردينج (58 عاما) ورجل الأعمال من أصل باكستانى، شاه زاده داود (48) عاما، وابنه سليمان (19 عاما)، وكلاهما يحمل الجنسية البريطانية، بالإضافة إلى المستكشف الفرنسى بول هنرى نارجوليت (77 عاما) والمؤسس والرئيس التنفيذى لشركة أوشن جيت إكسبيديشنز، راش ستوكتن.

الجريدة الرسمية