رئيس التحرير
عصام كامل

الجولة الأخيرة بين أردوغان وأوغلو، الدروس المستفادة من تجربة الانتخابات التركية

أردوغان وأوغلو، فيتو
أردوغان وأوغلو، فيتو

يتوجه الأتراك يوم الأحد القادم، فى جولة الإعادة على منصب الرئيس الذي يتنافس عليه الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، ومنافسه من الجولة الأولى كمال كليجدار أوغلو.

وكانت الجولة الأولى من الانتخابات التركية لاختيار البرلمان والرئيس الجديد للبلاد، انتهت بحسم حزب العدالة والتنمية (الحاكم) غالبية المقاعد البرلمانية، بينما فشل المتنافسون على منصب الرئيس فى حسم المنصب، ووصل إلى جولة الإعادة المرتقبة الأحد المقبل الموافق 28 مايو الجاري، أردوغان بنسبة 49,5 بالمئة من الأصوات، ومنافسه الأبرز أوغلو بنسبة 44,9 بالمئة من إجمالي الأصوات.

جولة الإعادة فى الانتخابات التركية 

الجولة الأولى من الانتخابات التركية نسفت جميع النظريات والتوقعات المتعلقة بحالة الديمقراطية هناك، وبالرغم من وصف الرئيس بـ"المستبد" والمعارضة بـ"المنبطحة"، عكست الصناديق واقعا أثبت الفهم الخاطئ لديمقراطية الأتراك، وأعطت تلك الجولة دروسا مهمة للجميع في منطقة تعاني من التراجع الحاد في مؤشر الحريات والديمقراطيات.

تختلف أو تتفق مع أردوغان أو أوغلو، سواء فى السياسات أو التصريحات وحتى النوايا المكتومة فى الصدور، لا بد أن من الإعتراف بقيمة دروس الانتخابات التركية، والتي يأتي على رأسها فشل الرئيس القابض هو وحزبه على تلابيبُ السلطة لأكثر من عقدين، فلم نره فائزا بـ 99.09% من الأصوات، ولم نشاهد منافسه قابعا خلف أسوار السجون بتهم متعددة أقلها دعم الإرهاب نظرا إلى علاقاته المتشعبة بالأكراد وتحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطية ضمن الطاولة الطاولة السداسية، والمعروف بدعمه لحزب العمال الكردستانى المصنف إرهابيا من قبل السلطات التركية.

حملات أردوغان وأوغلو بدون سيديهات إباحية

تحدث المتنافسان على منصب الرئيس بدون قيود، خلت الحملات الانتخابية من ظاهرة "السيديهات" الإباحية التي باتت سلاحا يعتبرها الساسة مشروعا فى المنافسة الانتخابية دون خجل، وعندما ظهرت هناك واستخدمت ضد المرشح الرئاسي المنسحب محرم إنجه، وجه المتضرر منها الاتهام لـ أوغلو وحلفائه فى ترويجها ضده، بل لجأ إلى سلطة أردوغان القائمة للتحقيق فى الواقعة.

واختيار رئيس البلاد فى جولة الأحد، هو أحد أهم القرارات السياسية في تاريخ تركيا الحديثة الممتد لمئة عام، كما سيتردد صداه خارج الحدود التركية.

اقرأ أيضا: 

خريطة التحالفات السياسية الجديدة في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التركية

وتعليقا على إدارة الانتخابات التركية بشفافية، رأى الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست، أن المفكرين الليبراليين الغربيين فشلوا في الاعتراف بقوة الديمقراطية التركية، لأنها لا تحقق النتائج التي ترضيهم.

وقال إن أداء الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أصاب المعارضة بصدمة لدرجة أن الأمر استغرق 4 أيام ليفيقوا.

وأعتبر، أن الأتراك أنفسهم يؤمنون بها بأغلبية ساحقة، حيث شهدت البلاد ثاني أعلى نسبة إقبال على التصويت في العالم، ولم تكن الجولة الأولى هذا الشهر استثناء، بما يقرب من 90%، مقارنة بالانتخابات المهمة في البلدان التي تصف أردوغان بالمستبد، وقزم الإقبال انتخابات أخرى جرت فى عواصم توصف بمنابر ديمقراطية مثل تلك التي جرت في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.

انتخابات تركيا أثبتت فشل استطلاعات الرأي

حتى استطلاعات الرأي التابعة لمراكز دراسات شهيرة أثبتت فشلها وبناء توجهاتها حسب الأهواء، فكل استطلاعات الرأي -أو معظمها- أظهرت تقدم كليجدار أوغلو على أردوغان، حتى إن بعضها توقع فوز المعارض من الدورة الأول، لكن الرئيس التركي أثبت أنها على خطأ بحصوله على 49.5% من الأصوات، رغم عدم حسم المعركة من الدورة الأولى كما حصل في 2018.

الانتخابات التركية، فيتو

وبالرغم من الانتقادات لسجل تركيا في حرية الصحافة وحقوق الإنسان والتنمية الديمقراطية، فإن الشعب التركي لا يزال يتمتع بالميزة الأساسية للعملية الديمقراطية، وهي الانتخابات الحرة، وحققت المعارضة نجاحا كبيرا في المدن الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول، وأظهرت أنه من الممكن التغلب على أردوغان.

غياب تأثير أمريكا وروسيا على الانتخابات التركية

خارجيا أيضا، وجهة النظر الغربية التى اعتاد تصديرها عبر وسائل إعلامه أصبحت بشكل متزايد بعيدة عن الواقع، ولم يعد بإمكان الغرب إرسال الجيوش والسفن الحربية لتصحيح مسار الديمقراطيات فى الدول والتعلل بغياب النزاهة وعمليات التزوير، كما أن دعم الرئيس الأمريكى جو بايدن المعلن للمعارضة التركية جاء بنتيحة عكسية، قد تدفع رئيس أمريكا القادم لإعادة ترتيب الأوراق على الأقل بالتزام الصمت حتى تقول الشعوب كلمتها، كذلك فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى دفع أردوغان إلى القصر بنسبة مريحة رغم الاتهامات التي باتت وثيقة الصلة بأجهزة استخباراته التي تجيد التدخل في انتخابات الدول عبر الفضاء الإلكتروني من خلال الذباب الأزرق على مواقع التواصل.

اقرأ أيضا: 

معركة مصيرية يوم 28 مايو في تركيا، شرط وعهد يحددان أوغلو أم أردوغان رئيسًا للبلاد

وأيًا كان ما ستؤول إليه الانتخابات الرئاسية التركية -أردوغان وأوغلو- التي ستجرى جولة الإعادة منها في 28 مايو الجاري، ستظل لهذا الاستحقاق الديمقراطي بصمة واضحة على الصورة الذهنية لتركيا، وسيعترف بها الجميع من دون شكوك، وقراءة النتائج النهائية ستكون من منظور واقع الشارع التركي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

 

الجريدة الرسمية