رئيس التحرير
عصام كامل

"طفل القزاز" يرشح "بثينة كشك" لـ"التعليم".. تلتقي الببلاوي غدًا.. وغضب في الوزارة من اختيارها.. روجت لـ"جمال مبارك" من خلال مشروع 100 مدرسة.. فتحت مدارس مصر القديمة للإخوان


في مفاجأة من العيار الثقيل، تلقت الدكتورة بثينة كشك، مدير عام إدارة مصر القديمة التعليمية، اتصالًا هاتفيًا من مكتب الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء للقائها صباح غدٍ "الثلاثاء" بمقر المجلس، في إطار المرشحين لمنصب وزير التربية والتعليم في التشكيل الحكومى الجديد.


وبثينة كشك كانت ضمن عدد من الأسماء الذين رشحهم مصطفى مجدى طالب الإعدادية الذي عينه الدكتور إبراهيم غنيم وزير التعليم السابق عضوا في اللجنة التنفيذية العليا للتعليم، وهو الذي عرف داخل ديوان عام الوزارة منذ دخوله إليها بالطفل المدلل للقيادي الإخواني المهندس عدلي القزاز الذي كان يشغل منصب مستشار وزير التعليم لتطوير التعليم، في ظل النظام الإخوانى البائد.

وأكدت مصادر بالتربية والتعليم أن المهندس عدلى القزاز هو من أملى اسم بثينة كشك و3 أسماء أخرى على مصطفى مجدي -طالب الإعدادية- من أجل تقديمها للدكتور حازم الببلاوى، رئيس الحكومة الحالى، كشخصية تصلح لقيادة التربية والتعليم في الفترة المقبلة بحجة أنها شخصية ميدانية، عملت في الميدان.

وبثينة كشك المرشحة على منصب وزير التربية والتعليم حاصلة على درجة الدكتوراه في الإدارة المدرسية، وكانت من أدوات نظام مبارك في الترويج لمشروع توريث جمال مبارك الحكم بعد أبيه الرئيس المخلوع، ومن أجل هذا اختلقت لها إدارة جمعية سوزان مبارك مكانا في ملف الجودة في مشروع تطوير مائة مدرسة من أجل الترويج لجمال مبارك، وهو المشروع الذي عرف في مديرية التربية والتعليم بالقاهرة باسم مشروع الـ 100 مدرسة، ولم يكن لكشك أي صفة في ملف جودة تلك المدارس، حيث كانت سامية سلامة مسئول ملف التعليم العام بالمديرية حاليا هي المسئولة عن إدارة الجودة لتلك المدارس، إلا أنه تم إشراك بثينة كشك في الأمر، وكانت كشك سببًا كبيرًا في حصول عدد كبير من المدارس على شهادة ضمان الجودة والاعتماد دون أن تستحق هذا، وذلك عن طريق سيطرتها على عدد كبير من مراجعى الجودة بالهيئة في ذلك التوقيت.

وبثينة قدمت نفسها كنصير للنظام الإخوانى من خلال فتح مدارس إدارتها لحزب الحرية والعدالة، لتنفيذ بروتوكول التعاون الذي كان موقعا بين الوزير السابق والحزب من أجل تطوير المدارس، وكذلك قدمت أوراق اعتمادها للقيادى الإخوانى عدلى القزاز كأحد الوجوه التي يمكن الاستعانة بها داخل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة من أجل تنفيذ مشروع أخونة التعليم، خاصة أنها تميل إلى الاتجاه الإخوانى، وهى من قدمت الطالب مصطفى مجدى ابن إدارتها ليحتضنه القزاز، ويعده طفلا مدللا له.

حالة من الغضب الشديد انتابت عددًا من قيادات التربية والتعليم، بسبب هذا الترشيح المفاجئ، وعلق أحد قيادات الوزارة والذي رفض ذكر اسمه على ترشيحها بقوله إنه يجهل اسمها، وأن إدارة مصر القديمة لم تكن مدارسها قد شهدت طفرة كبيرة حتى يقال غن كشك كان لها دور في تطوير العملية التعليمية، ووجه القيادي المذكور 3 أسئلة للمرشحة على منصب الوزير، وقال أود أن أعرف إن كانت تعرف الفرق بين التعليم الأساسى والتعليم الابتدائى أم لا، كما أننى أود أن أعرف إن كانت تعرف كم مدرسة عامة وكم مدرسة فنية، وكم مدرسة خاصة على مستوى الجمهورية، وماهى رؤيتها لتطوير العملية التعليمية؟

وتوقع أن يحدث ذلك الترشيح حالة من الجدل داخل ديوان عام الوزارة بسبب أن القيادات القديمة لن تقبل بأن تكون إحدى مرؤسيهم تقود العمل داخل الديوان، مؤكدا أن الترشيح يدل على أن هناك ما هو خفى في ترشيح الوزراء وأنه المعيار ليس الخبرة والكفاءة وإنما هناك معايير أخرى غير معلومة.

فلم يكن متوقعا أن ترشيحات طالب المرحلة الإعدادية مصطفى مجدى الذي استعان به الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التعليم السابق، داخل المكتب الإعلامي بعد ترشيح المهندس عدلى القزاز، مستشار الوزير السابق لتطوير التعليم والقيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين وصديق نائب مرشد الجماعة المهندس خيرت الشاطر، نتيجة لعلاقته الوثيقة بهذا الطالب الذي يحتضنه القزاز، أن تلقى قبولا من قبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى.

ورغم اعتراض ورفض اتحاد طلاب مدارس مصر لترشيحات طالب المرحلة الإعدادية لاختيار الوزير الجديد للتعليم، فإن رئيس الوزراء الذي تجاهل ترشيحات اتحاد طلاب مدارس مصر حول اختيار وزير التربية والتعليم الجديد، واكتفى فقط بترشيحات مصطفى مجدى ذلك الطالب المعين ضمن لجنة قيادات الوزارة خلال فترة تولى الدكتور إبراهيم غنيم والذي حاز باهتمام بالغ من القيادى البارز عدلى القزاز نتيجة لتقربه الأسرى له.

وأكدت مصادر مطلعة داخل وزارة التربية والتعليم أن ترشيحات الطالب مصطفى مجدى لاختيار وزير التعليم الجديد تعد حلقة جديدة من تحكم جماعة الإخوان المسلمين في وزارة التعليم لاستكمال مسيرتها في أحكام القبضة عليها، خاصة بعد إزاحة قيادات الجماعة من المناصب القيادية بالوزارة، ليكن تحكمهم في العملية التعليمية من خارج الوزارة من خلال "بثينة كشك" التي رشحها الطالب مصطفى مجدى لتولى حقيبة التعليم.

وفى أول تصريحات صحفية لها أكدت كشك أنها لا تنتمي نهائيا لأي حزب أو فصيل سياسي أو ديني، وأوضحت أنها كانت ممن شاركوا في تظاهرات 30 يونيو للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان من مصر.

وقالت: أريد من جميع روابط وائتلافات المعلمين أن يعلموا جيدًا أنني إذا صدر قرار رسمي لي بتولي وزارة التربية والتعليم فسوف ألبي كل مطالبهم خاصة المطالب الخاصة بإلغاء القرار الذي أصدره الوزير السابق لتعديل نظام الدراسة بالثانوية العامة العام المقبل، وتطهير الوزارة من كل عناصر الفساد الموجودة سواء بديوان الوزارة أو المديريات والإدارات التعليمية.

الجدير بالذكر أنه من المفترض أن تتوجه الدكتورة بثينة كشك غدًا الثلاثاء لمقابلة الدكتور حازم الببلاوي، في إطار مشاورات اختيار وزير التربية والتعليم الجديد.
الجريدة الرسمية