رئيس التحرير
عصام كامل

المرأة المصرية والتحية الواجبة

كثيرة هي الطقوس الدعائية التي باتت أيقونة ملازمة يتم تنظيمها موسميا؛ للتأكيد على حقوق المرأة.. ولهذه الطقوس ضجة تثور أحيانا مع "الاحتفال باليوم العالمي للمرأة" وأخرى مع الاحتفالات الإعلامية بعيد الأم..

 

والغريب في ذلك كله تلك المشاهد التي تعيد الفضائيات المحترمة تذكير الناس بها من التراث الدرامي، والتي تعلي شأن المرأة أما وبنتا وصاحبة رسالة.. والعجيب أن الدراما هى ذاتها، التي طالما عرضت محتوى ضائعا مضلا يطعن في صورة المرأة المصرية ترى فيها مشهد لرجل يدخل البيت للقاء سيدة في غياب رجال البيت ومشهد لفتيات يعيشن كما يحلو لهن دون ضابط أو رابط..

 

اقرأ ايضا: أولادنا وشبح الفراغ

 

والحقيقة أن جميع تلك المشاهد هي صورة كاذبة عن المرأة المصرية القوية المناضلة، إنها تلك السيدة ذات الأيادي الصانعة للرجال والأبطال والقيادات.

 

إن المرأة في مصر حاضرة في سجلات الشرف بقوة ربما فاقت بها الرجال.. إن "حواء" في مصر ليست فقط الوزيرة و الطبيبة والمهندسة والكاتبة والأستاذة في الجامعة.. إنها أيضا أم محمد، وأم سيد ومحمود وعلي.. وأم كل رجل على تلك الأرض له برجولته وبطولته النصيب الأوفر من أخلاق أمه.

 

اقرأ ايضا: سموم للبيع

 

إنها تلك التي تبيع الخضراوات و الصحف والخبز ومنتجات القرية على نواصي شوارع المعمورة؛ تأكل رزقها الحلال بشرف وأمانة وضمير.. كل ما نرجوه الآن من حملة الكاميرات المهنيين أن يفتحوا عدساتهم على تلك المشاهد؛ حتى ننصف المرأة المصرية إنصافا حقيقيا؛ فلها في أعناقنا دين كبير لا أظن أننا سنستطيع أداءه بمجموعة فقرات وندوات موسمية مؤقتة..

شكرا.. شكرا.. شكرا.. شكرا.. إلى كل سيدة على أرض مصر وأولهم أم كاتب هذه السطور ووالده.. ربما تعجز الكلمات عن الوصف ولكن تبقى القيمة بنتائجها واقعا مثمرا بالخير.

والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية