رئيس التحرير
عصام كامل

الـ«أر جي بي».. «بعبع» كوريا الشمالية.. إدارة لمتابعة «تغريدات ترامب» تضم فريق لـ«سرقة البنوك».. الأركان العامة للجيش تشرف على بعثات الاستطلاع.. وتقرير مباشر عن

كيم جونج أون.. زعيم
كيم جونج أون.. زعيم كوريا الشمالية


كيم جونج أون.. زعيم كوريا الشمالية، الصورة الإعلامية التي تم ترويجها له، لم تخرج عن إطار الديكتاتور، المجنون، منفلت الأعصاب والقرارات، غير أن الحقيقة كانت بعيدة كل البعد عن هذه الصورة، ولا تقترب – ولو قليلًا - من السخرية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليه، بعدما وصفه بـ«رجل الصواريخ».


ورغم ندرة المعلومات عن دولة «كيم جونج أون»، فإن ملامح أجهزة كوريا الشمالية بدأت تتكشف مؤخرا، لا سيما جهاز المخابرات، الذي نجح في إخفاء هوية زعيم البلاد في جولات سابقة عبر جوازات سفر مزورة، بأسماء مزيفة حصل عليها بشكل غير قانونى لتقديم طلب للحصول على تأشيرات للسفر إلى الدول الغربية في التسعينيات، وهو ما كشفته وكالة «رويترز» في تقرير نشرته مارس الماضي.

ويُعرف جهاز المخابرات الكورية الشمالية باسم مكتب الاستطلاعات العام «أر جي بي»، وهو الوكالة الاستخباراتية الرئيسية ومسئول العمليات السرية بالدولة، تم تأسيسه بين عامي 2009 و2010، وحل محل إدارة عمليات حزب العمال الكوري الشمالي، الذي كان مسئولا عن اختطاف مواطنين أجانب خلال الحرب الباردة.

6 إدارات
يتكون «أر جي بي»، من 6 إدارات، كل إدارة لها مهمة معينة، وهي التدريب والمساعدة الفنية، ثم المخابرات العسكرية، والقرصنة الإلكترونية، وبعدها مكتب «35»، ويتعامل مع المخابرات الأجنبية، وتم توجيه الاتهام إليه في الاشتباه بالتخطيط لمؤامرة اغتيال كيم جونج نام، وهو الابن الأكبر لكيم جونج الزعيم الكوري الشمالي السابق، وهناك إدارة الاتصالات العسكرية والإرشادات السياسية تليها الخدمات اللوجستية، كما أن هناك الوحدة «180» وهي خلية متخصصة في عمليات الحرب الإلكترونية، وكذلك مختبر «110» وهو وحدة أخرى للحماية الإلكترونية، وتشرف الأركان العامة للجيش على بعثات الاستطلاع والتجسس بشكل جزئي، كما أن عمليات الجهاز المخابراتي تقدم تقريرا مباشرا بها للجنة الدفاع الوطني وزعيم البلاد والقائد الأعلى للجيش.

كما أنه على أرض الواقع أصبح الجهاز الاستخباراتي يسيطر في الوقت الحالي على القدرات السيبرانية لبيونج يانج، ويضم «مكتب 121» وهي وكالة متخصصة في شن أي هجمات أو حروب إلكترونية، إضافة لستة مكاتب أخرى تعمل في مجال الفضاء الإلكتروني، وعملت حكومة البلاد على تطوير قدراتها الإلكترونية، بعد أن عاد علماؤها التقنيون من بعثات السفر الخارجية، واقترحوا استخدام الإنترنت كوسيلة للتجسس على الأعداء، ومهاجمة المتفوقين عليهم عسكريا كأمريكا وكوريا الجنوبية، وبعدها تم إرسال طلابها إلى الصين للتدريب على أفضل برامج الكمبيوتر في العالم.

الفضاء المعلوماتي
التركيز على الفضاء المعلوماتي بدأ من 2003، عقب الغزو الأمريكي للعراق، وفي عام 2009، تم دمج كل وكالات الاستخبارات المكلفة بشن الحروب السياسية، وعمل الدعاية والتخريب والاختطاف والعمليات الخاصة والاغتيال والتجسس، لتعمل تحت هيئة واحدة وهي «أر جي بي».

الجهاز الاستخباراتي قام بالعديد من العمليات السرية، منها تظاهر أحد عملائه بأنه منشق وهروبه للجارة الجنوبية في 21 أكتوبر عام 2010، ومحاولة اغتيال السياسي هوانج جانج يوب، وهو مسئول رفيع المستوى انشق عن بيونج يانج عام 1997، وكان مسئولا عن صياغة السياسة الرسمية لحكومة بيونج يانج، وفي 31 أكتوبر 2017، تم القبض على اثنين بالعاصمة الصينية بكين بعد محاولتهم إغتيال كيم هان سول، حفيد الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونج أيل، وكانوا جزءا من فريق من 7 رجال أرسلهم «أر جي بي».

الهجمات الإلكترونية
وتظل الهجمات الإلكترونية وسيلة البلد المنعزل غير المكلفة والفعالة كخيار عسكري من جهة، ووسيلة لجمع المعلومات من جهة أخرى، ولبيونج يانج باع طويل في ذلك، ففي ديسمبر 2010، هاجم عميل تابع لها يدعى بارك جين هيوك، شركة سوني الأمريكية لإنتاج الأفلام، ونجح في تدمير 70% من أفلامها، وذلك بعد أن أنتجت فيلما يسخر من الزعيم الكوري الشمالي، وصورت محاولة لاغتياله.

ومؤخرا وجهت وزارة العدل الأمريكية التهم للعميل بارك، بعد أن ثبتت عليه، كما أعلن الجهاز المخابراتي المتطور، أنه استهدف نحو 30 ألف كمبيوتر في كوريا الجنوبية، وهو ما أثر على البنوك وشركات البث، بالإضافة لموقع رئيستها السابقة بارك جيون التي أقيلت وسجنت بسبب فضيحة فساد، ودمر آلاف الهواتف الذكية بسول عام 2013، باستخدام تطبيق ألعاب ضار، عبر مجموعة تدعى عصابة «دارك سول»، يتراوح أعداد أعضائها بين 10 و50 فردا، وهي متخصصة في القرصنة على المواقع الإلكترونية.

عصابة دارك سول
وكانت قد صرحت الحكومة الأمريكية من قبل، أن كوريا الشمالية لديها القدرة على القيام بعمليات عسكرية هجومية، وربما تكون مسئولة عن الهجمات السيبرانية منذ عام 2009، ويعتقد أن الوكالات السيرانية التابعة لـ«أر جي بي» لديها عملائها في كل أنحاء العالم، وتم اكتشاف خلية تابعة لها في أحد الفنادق بالصين مؤخرا، كما اتهمت سول جارتها الشمالية باستهدافها عبر التشويش على محطات البث الخاص بها في 1 أبريل 2016، وأكدت أمريكا وروسيا أن «أر جي بي» هو المسئول عن هجوم "رانسوم" الذي أصاب نحو 150 دولة، وتسبب في إحداث خسائر بالملايين، وشل حركة الشركات والمطارات والبنوك وعدد من الدوائر الحكومية.

وامتدت الهجمات الإلكترونية للسرقة، حيث استطاع «أر جي بي» تشكيل مجموعة من أفضل سارقي البنوك في العالم، وخلال السنوات الأخيرة قام عملاء الجهاز الاستخباراتي بضرب أكثر من 100 بنك، وتحويل العملات في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى سرقة أكثر من 650 مليون دولار.

وفي فبراير 2016، اتهم «أر جي بي» بأنه المسئول عن سرقة مليار دولار من حساب البنك المركزي البنجلاديشي، وتحويلها لحسابات بالفلبين وسريلانكا، وخلال عامي 2015 و2016، حدثت سلسلة من الهجمات الإلكترونية نتج عنها سرقة ملايين الدولارات.

أما فيما يتعلق بسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فكشف مقال نشره موقع «38 نورث» وهو موقع معني بتحليل الأحداث في كوريا الشمالية، أن هناك إدارة كاملة بالجهاز المخابراتي تعمل على تحليل «تغريدات ترامب» وأي خطاب يتعلق بالدولة الكورية، وتضم محللي إشارات وخبراء لغة لتفسير أحاديثه، وتحديد مدى عدائه للدولة، وبناء على نتائج تلك التحليلات يتم إنتاج معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ وتساعد في توجيه سياسة الدولة.

"نقلا عن العدد الورقي..."

الجريدة الرسمية