رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل المؤتمر الصحفي للسيسي والبشير بالخرطوم.. الرئيسان يتفقان على تعزيز التعاون والتنسيق التام.. يؤكدان أهمية تجاوز الخلافات.. توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين البلدين

الرئيس السيسي وعمر
الرئيس السيسي وعمر البشير

استقبل الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم، بمطار الخرطوم الدولي بالعاصمة السودانية- الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأ الرئيس السيسي زيارته للسودان، اليوم الخميس، لمدة يومين، وهي الزيارة الأولى له للخرطوم بعد انتخابه مؤخرا لولاية ثانية.


مراسم استقبال
وأجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس السيسي بمطار الخرطوم، إذ عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى المصري والسوداني، كما صافح الرئيس السيسي كبار مستقبليه، كما استعرض الرئيسان حرس الشرف.

كما تم عقد جلسة مباحثات بالصالة الرئاسية بمطار الخرطوم لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وغادر الرئيسان مطار الخرطوم إلى القصر الجمهوري.

وفد رفيع
ويشارك الرئيس السيسي وفد رفيع المستوى مكون من السفير سامح شكري وزير الخارجية والدكتور محمد عبد العاطي وزير الري والموارد المائية والدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، واللواء مصطفى شريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، واللواء محسن عبد النبي مدير مكتب الرئيس وأسامة شلتوت سفير مصر بالخرطوم والسفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

قمة مشتركة
كما عقدت قمة مشتركة بالقصر الجمهوري بالخرطوم، تناولت العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون المشترك بينهما في كافة المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الأفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي للخرطوم في إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين في كل المجالات، وبما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والسوداني الشقيقين.

كما عقد الرئيسان، عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني مؤتمرًا صحفيًا بقصر رئاسة الخرطوم، ؛ لاستعراض نتائج المباحثات الثنائية بين البلدين.

واتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير خلال قمة جمعتهما في القصر الجمهوري بالخرطوم على تعزيز التعاون والتنسيق بين بلديهما، وأكدا أهمية تجاوز الخلافات في وقت تمر فيه المنطقة "بمرحلة تاريخية".

كما أكد الرئيس السودانى عمر البشير، أنه تم التوقيع على اتفاقية لربط الشبكة الكهربائية بين البلدين مصر والسودان.

وأضاف "البشير" خلال المؤتمر الصحفى مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي في السودان، أنه تتم الآن دراسة ربط السكة الحديد لمصر، وهو ما عملت بريطانيا على عدم ربطه بين البلدين من قبل.

سياسة ثابتة
وأكد الرئيس السيسي أن زيارته اليوم تأتي في إطار سياسته التي صارت ثابتة وواضحة وللتنسيق بين البلدين في كل المجالات.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الرئيس السوداني عمر البشير، في العاصمة السودانية الخرطوم، لا أحد يستطيع مهما حاول حصر ما يربط بين البلدين تتسع في كل المجالات.

وتقدم الرئيس السيسي، بكل التحية والشكر والتقدير للسودان، على ما يتم بذله من جهد لتعزيز الترابط بين البلدين، كما وجه الرئيس رسالة إلى إثيوبيا وإريتريا مهنئا لهم على تجاوز الخلافات وإنشاء صفحة جديد لتعزيز الترابط بينهم، ووجه رسالة إلى جنوب السودان مؤكدا موقف مصر الثابت على تحقيق مصلحة شعب جنوب السودان.

السودان الشقيق
وقال السيسي، "أود في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي بوجودي بينكم اليوم هنا في بلدى الثانى السودان الشقيق، فمن بين كل الزيارات الخارجية التي أقوم بها للدول الشقيقة والصديقة تحظى زياراتى للسودان بمكانة خاصة وأولوية متقدمة ومتميزة ليس بالنسبة لى فقط.. ولكن لكل مسئول مصرى يزور هذا البلد الشقيق، وكذلك لكل مواطن مصرى يحظى بالتواجد على أرض السودان الشقيق.. ومرجع هذه المكانة الخاصة يعود إلى شعور كل مصرى يزور السودان، بأنه لم يخرج من وطنه ولم يغادر أرض بلاده".

وأضاف: "تأتى زيارتى اليوم في إطار التوجه الذي بات ثابتًا وواضحًا في سياسة الدولتين الشقيقتين وأصبح جزءا لا يتجزأ من توجهات البلدين الإقليمية والدولية ألا وهو التنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر والدؤوب لدعم المصالح الإستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر لأنه لا أحد يستطيع – مهما حاول – حصر كل ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين من روابط تتسع لتشمل كل المجالات

وتابع : لا أبالغ في هذا الصدد إذا قلت أن ما يربط بين بلدينا من علاقات ووشائج وتاريخ ووحدة في المسار يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين على مستوى العالم نحن لدينا مصير مشترك".

وقال : "أود أن أتقدم إليكم شخصيًا وإلى الأشقاء في دولة السودان، بكل التحية والشكر والتقدير على ما تبذلونه من جهد واضح لدعم علاقات الأخوة بين مصر والسودان، وهو ما تبلور على مستوى لجان وآليات التعاون الثنائي بين البلدين وتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها وكذلك الشروع في مشروعات قومية مشتركة في مقدمتها الربط الكهربائى بين البلدين علاوة على تعزيز التنسيق والتشاور في مختلف القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين ومازال الطريق أمامنا طويلًا للارتقاء بعلاقات التعاون إلى المستوى المنشود الذي يتطلع إليه شعبا البلدين".

المنازعات الإقليمية
واستطرد: "كما أود أن أعرب أيضًا عن التقدير لجهودكم المخلصة لتسوية المنازعات الإقليمية.. وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.. والتي نتطلع إلى أن تتكلل بالنجاح والسداد؛ لأنها جهود تعكس رغبة صادقة في تعزيز الاستقرار ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة وهى أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار الإقليمى يعود بالنفع على كل الأطراف.. كما أؤكد لكم– فخامة الرئيس– دعم مصر التام لتلك الجهود واستعدادنا الكامل لمواصلة الإسهام بكل الإمكانات في تحقيق أهداف السلام والرخاء المنشودة في المنطقة إنطلاقًا من نفس الرؤية وهي أن أمن واستقرار منطقة الجوار الإقليمي جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى وعنصر أساسي في ثوابت سياسة مصر الخارجية".

إثيوبيا وإريتريا
وقال: "ولعلي هنا أوجه رسالة إلى أشقائنا في إثيوبيا وإريتريا.. أقول لهم أننا في غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين، وأن مصر ستواصل دعمها الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين ولجنوب السودان، أقول أننا سنعمل سويًا مع أشقائنا في المنطقة حتى نحقق السلام وحتى ينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه".

مبادئ أساسية
واختتم: "إننى على يقين.. في أن ما عبرت عنه من مبادئ أساسية للتعاون بين بلدينا الشقيقين.. ومشاعر الأخوة والرغبة في العمل المشترك.. إنما هي المشاعر نفسها التي يحملها الأشقاء في السودان.. ونفس المبادئ التي ترتكز عليها نظرتكم الثاقبة فخامة الرئيس.. ليس فقط على صعيد العلاقات المصرية السودانية.. وإنما أيضًا على مستوى علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا في المنطقة بأسرها.. وستكون هي الدافع من أجل استمرار الجهود لدعم تلك العلاقات.. والسعي لإزالة أية معوقات أمام انطلاقنا لآفاق أرحب.. ومجالات أوسع للتعاون البناء.. وتحقيق المصالح المشتركة".
الجريدة الرسمية