رئيس التحرير
عصام كامل

حلمي طولان يكشف لـ«فيتو» أسباب السقوط في كأس العالم: الكرة في مصر ماشية بالبركة.. و«أبو ريدة» مش فاضي للمنتخب.. الوسط الرياضي تتحكم فيه الفهلوة.. والاستعانة بالأجانب حل سحري للخروج

حلمى طولان
حلمى طولان


الحديث معه يبقى ممتعًا للغاية، ليس فقط لثقافته الكروية وتاريخه الرياضى المشرف، وخبراته العريضة، ولكن لجرأته وحنكته التي وضعته ضمن أبرز المدربين الذين عملوا في تاريخ الكرة المصرية، وأحد صانعى النجوم في العديد من الحقبات الرياضية المختلفة.


حلمى طولان المدير الفنى الأسبق للمنتخب الأوليمبي، ولنادي الزمالك، والعديد من أندية الدوري الممتاز فتح قلبه لـ«فيتو»، ووضع يده على مفاتيح إصلاح الكرة المصرية، بعد التعثر في كأس العالم وظهور منتخبنا الوطنى بأداء مخزٍ مخيب لآمال الملايين التي حلمت بعبور الدور الأول، خاصة بعد الوقوع في مجموعة ليست بالصعبة نسبيًا، قبل أن تأتى النتائج بما لا يشتهى المصريون بالخسارة أمام أوروجواى وروسيا، وفشل اللاعبين تحت قيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر في تقديم عروض مميزة ومشرفة تشفع لهم، وتمنحهم ثقة الجماهير التي هاجت بشدة على الشكل الذي ظهر به الفراعنة في المونديال، بعد العودة له بعد غياب دام 28 عامًا، منذ الظهور الأخير لهم في كأس العالم بإيطاليا 90.

النفق المظلم
في بداية حديثه أكد «طولان» أن الرياضة المصرية تحتاج إلى حل جذرى، للخروج من النفق المظلم الذي تعانى منه في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الأمر لا يقف عند اتحاد الكرة وجمعيته العمومية فقط، ولكن بنظام الاهتمام بالرياضة بشكل عام من جانب الدولة، وكيفية تأسيس أجيال قادرة على تحقيق إنجازات رياضية على جميع المستويات والأصعدة.

وأضاف: “الأمر يجب أن يبدأ من قطاعات الناشئين والشباب، من أجل إعداد أجيال قوية قادرة على النجاح ورفع العلم المصرى خفاقا في البطولات المختلفة، خاصة أن البداية دائمًا تكون من قاعدة الهرم للوصول تدريجيًا إلى قمته”.

الناشئون
الاهتمام بقطاعات الناشئين والاستعانة بخبراء أجانب لتطوير اللعبة أمر يراه طولان ضروريا خلال المرحلة المقبلة قائلا: “يجب أن تكون خطوة سريعة وعاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن المسئولين عن الرياضة في مصر يفتقدون الخبرات التي تؤهلهم للتعامل مع الأزمات التي يتعرضون لها، في ظل غياب فن إدارة الأزمات لدينا، وهو الأمر الذي سبق وحذرنا منه مرارًا وتكرارًا”.

وأشار إلى أنه لم ينس رسالة البرتغالى نيلو فينجادا المدير الفنى الأسبق للزمالك والمنتخب الأوليمبي، عندما قال له خلال رحلته إلى البرتغال في عام 96 إن أعلى فئتين تحصلان على رواتب شهرية، هما مدرسو المرحلة الابتدائية ومدربو قطاعات الناشئين، لأنهما العنصر الأساسى في تجهيز هذه المرحلة العمرية التي تشكل نواة المجتمع بعد ذلك، على الصعيد التربوى والرياضى أيضا، وهو الأمر الذي نحتاج إليه بدلًا من الاستعانة بأصحاب القدرات المحدودة في تأسيس هذه المرحلة العمرية المبكرة، ومن ثم تكون النتائج وخيمة في النهاية.

وأوضح أن السعودية والإمارات تفوقتا على مصر في كل شيء خاص بالرياضة، خاصة أنهما استعانتا بالأجانب عام 76 حتى أصبحا أكثر نضجًا في الرياضات المختلفة، تحديدًا على صعيد المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها العمرية.

وتابع: “للأسف الكرة في مصر تدار بالمحسوبية والبركة والصحوبية والعلاقات الخاصة والمصالح الشخصية، وكلها أمور متراكمة ندفع ثمنها الآن”.

اتحاد الكرة
وانتقل طولان للحديث عن دور اتحاد الكرة ورئيسه هانى أبوريدة في انتكاسة الكرة المصرية في المونديال، مرورًا بفشل المنتخبات بمختلف فئاتها العمرية في التأهل إلى أمم أفريقيا، مؤكدًا: «أبوريدة مش فاضى لاتحاد الكرة وعنده مسئوليات بره ربنا يعينه عليها في الـ«فيفا» وغيره، ومن يستعين بهم في إدارة منظومة اتحاد الكرة لا يفقهون شيئا، ويديرون العملية بشكل غير احترافى بالمرة».

وأضاف: “الفساد في منظومة الرياضة المصرية موجود في كل شيء، ويكفى أن الموسم الماضى شهد احتساب 22 ضربة جزاء لأحد الفرق، بفضل مجاملات التحكيم وغيرها من الشبهات التي باتت تحوم حول المباريات ونتائجها، ويجب أن تدار الأمور بشكل أكثر احترافية، خاصة أن الرياضة تخص 100 مليون مصرى، ولا تتوقف فقط على الأندية وأعضاء الجمعية العمومية والجبلاية فقط، ونحن في حاجة ماسة لتطبيق الاحتراف”.

وانتقل طولان للحديث عن اتحاد الكرة السابق برئاسة جمال علام، مؤكدًا أنه تعاقد مع كوبر لقيادة المنتخب، وأرى أن الأرجنتينى نجح في المهام والأهداف التي وضعت له من مسئولى الجبلاية.

كوبر
أضاف: “أنا متعاطف مع كوبر للغاية، لأنه بلغة الأرقام حقق المطلوب منه، بعد أن أعادك لكأس العالم بعد غياب 28 عاما، وأعادك أيضا لأمم أفريقيا بعد الغياب عنها 3 بطولات متتالية، ولم يتوقف عند ذلك، بل قادك لنهائى أمم أفريقيا لأول مرة، بعد وداع التصفيات 3 مرات متتالية، ومن ثم أرى أنه نجح في الأهداف التي وضعت له، ولكن أرى أنه لن يكون رجل المرحلة المقبلة، ويجب البحث عن بديل بعد انتهاء منافسات كأس العالم”.

المدرب الأجنبي
وتابع: “منتخب مصر لا يصلح معه سوى المدرب الأجنبي، وإذا نظرنا بعين الاعتبار إلى المدرب الوطنى، فأرى أن الجميع داخل مصر لا يمتلكون السيرة الذاتية القوية لقيادة المنتخب، باستثناء حسن شحاتة الذي أرى أنه الوحيد القادر على ذلك، ولكن ظروف المرحلة لن تساعده، ومن ثم سيكون مستبعدا من الاختيارات، كما أن الجيل الحالى بقيادة محمد صلاح نجح في الصعود بمصر إلى كأس العالم، ولكنه فنيًا ليس أفضل من جيلى 90 ومنتخب أبوتريكة”.

وتابع طولان: إن الكرة المصرية تحتاج فعليًا إلى الإصلاح من القاعدة، والاهتمام بقطاع الناشئين، مؤكدًا أن الأمر لم يعد يحتاج إلى أي تأجيل أو تلعثم من أجل العودة سريعًا للمونديال، مؤكدًا: بعد المشاركة الأولى في المونديال احتجنا إلى 56 عامًا للعودة من جديد في عام 90، وبعدها انتظرنا 28 سنة للعودة عام 2018، وبالتالى أتمنى أن يكون التحرك سريعًا، من أجل ضمان المشاركة في مونديال 2022، مشددًا على أن الوصول إلى كأس العالم لم يكن إنجازًا في الوقت الحالى لمكانة المنتخب الوطنى على مستوى القارة الأفريقية، ولكن أصبحنا مطالبين بالتواجد دائمًا في كأس العالم، وتمثيل الكرة الأفريقية بشكل مشرف.

وتابع طولان: “نحن نرفع شعار إحنا الجهابذة، وهى مجرد أحاديث نرددها فقط ولكن على الورق نحن ندير المنظومة الرياضية في مصر بمنتهى العشوائية، والفساد مسيطر على جميع أركان المنظومة، ويكفى أن الشركات الراعية وبعض الوكلاء يسيطرون على مجريات الأمور، وأعتبرهم أحد أسباب انهيار الكرة المصرية، بسبب سيطرة المصالح والعلاقات و«السبوبة» على اختياراتهم”.

وكلاء اللاعبين
وأضاف: “ليس من المنطقى أن نجد مجموعة محددة من اللاعبين والمدربين يتصدرون المشهد، بالتنقل بين الأندية كل موسم، رغم فشل الكثير منهم، ولكن يبقى الدور الذي يلعبه وكلاء اللاعبين والشركات الراعية محورًا أساسيًا في تسويقهم، رغم تعثرهم مع الأندية التي يوجدون بها، سواء بالنسبة للاعبين أو لبعض المدربين الذين لم يحققوا أي إنجازات تذكر، تمنحهم فرصة التنقل بين الأندية في وقت زمنى قصير جدًا، وهو ما يعكس لعبة المصالح الشخصية التي تسيطر على كل شيء في المنظومة الرياضية المصرية التي تحكمها المصالح الشخصية، وتعانى من افتقاد الاحترافية الممنهجة”.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية