رئيس التحرير
عصام كامل

5 لواءات و3 رؤساء مباحث شاركوا في الإيقاع بالعصابة الدولية الهاربة من قسم مدينة نصر.. رجال الأمن تنكروا في زي باعة وصيادين لضبط المتهمين.. والتحقيقات تؤكد عدم تورط ضباط الشرطة في تسهيل هروبهم (صور)

فيتو

يوم وراء الآخر يثبت أبناء مدرسة مباحث القاهرة، أنهم لا يدخرون جهدًا في اصطياد رءوس الإجرام مهما ابتكروا من طرق في الفرار إلا أنهم في النهاية يعودون إلى القفص مرة أخرى.




فريق بحث يتولى الإشراف عليه 3 من مساعدي وزير الداخلية ومديرا مباحث القاهرة والإسكندرية، مهد الطريق لأبناء مدرسة القاهرة في رد اعتبارهم، بتمرير معلومة بهروب عصابة الأردني إلى الإسكندرية استعدادًا لمغادرة الأراضي المصرية، واتخذوا من عقار سكني بمنطقة العصافرة بحري «تِرانزيتا» لهم لحين تجهيز أوراق سفرهم المزورة.



3 رؤساء مباحث و8 ضباط غادروا القاهرة في ساعة مبكرة إلى محافظة الإسكندرية... وفور وصولهم انتظرهم رِفقاهم من مباحث الإسكندرية لمساعدتهم في جمع المعلومات... ولم يكن سهل تحديد أي العقارات المختبئة بها الهاربون من قسم مدينة نصر.. 24 ساعة مضت والعصابة مختبئة داخل وكرهم.. رجال المباحث تنكروا في أزياء صيادين وسائقين وباعة متجولين.. راقبوا المكان بكل دقة، حفروا في رءوسهم مخارج ومداخل المنطقة، احكموا الرقابة حتى تخشى بعوضة المرور دون علمهم... مع أذان الفجر اليوم الإثنين، تسلل رجال المباحث إلى الشقة المختبئة بها سامي وعلاء وحمزة.. حتى تفاجئ الهاربون برجال المباحث فوق رءوسهم.. تلعثم أعضاء العصابة في النطق، فقال أحد الضباط "والله وقعتوا تاني... هو أنتوا فاكرين لما تهربوا مش هنعرف جنبكم... ياله على مصر".

في ذلك الوقت داخل غرفة عمليات مديرية أمن القاهرة ينتظر قيادات الوزارة، نتائج العملية ليبادر أحد الضباط بالاتصال، «تمام يا فندم.. السمك وقع في الشبكة وراجعين بيه في الطريق».

رشاوي
«تهمة الإهمال والإخلال بواجبات الوظيفة.. اتهامات موجهة لرجال الشرطة الـ4 الموقوفين عن العمل».. ويضيف مصدر مطلع، أن التحقيقات المبدئية أكدت عدم تورط أي من ضباط الشرطة في الحصول على رشاوي من العصابة لتسهيل هروبهم.



مهارات عالية
وتشير التحقيقات، إلى تمتع المتهمين بمهارات عالية في الهروب وفك الكلابشات باستخدام إبراة سر نجاحهم في عملية الهروب.

وأكد المصدر، أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وجه بتكريم فريق البحث الذي ضبط العناصر الهاربة.

وأوضح المصدر، سقوط جميع العناصر الضالعة في هروب المتهمين والقائمين على تسهيل هروبهم أو إخفائهم عن جهات الأمنية لتسهيل هربهم.

ووصل إجمالي المشاركين في العملية 5 لواءات ورئيس قطاع مباحث و3 رؤساء و8 ضباط بالإضافة إلى القوات الأمنية المرافقة.



أقر أيضا: «ليلة إطلاق سراح العصفور» خطة عصابة الـ«100 مليون» للهروب من قسم مدينة نصر.. مصدر أمني: التحقيق مع قوة حراستهم وتشكيل فريق بحث لضبط الهاربين.. ووضع أسمائهم على قوائم الممنوعين من السفر

من جانبه قال مسئول مركز الإعلام الأمني، إن الأجهزة الأمنية بقطاعي الأمن الوطني والأمن العام بالتنسيق مع مديريتي أمن القاهرة والإسكندرية نجحت في أقل من 48 ساعة في ضبط عناصر التشكيل العصابي السابق هروبه من قسم شرطة أول مدينة نصر.



وأشار إلى أن هذا التشكيل يضم سامي يوسف محمد، وعلاء جمال عبد الرحمن، وحمزة طه عبد الله، حيث توفرت معلومات لفريق البحث الذي شُكِّل فور هروب المتهمين حول توجههم لمحافظة الإسكندرية.

وعلى الفور اتُّخذ اللازم نحو تشديد الإجراءات وتعميم النشرات بأوصاف الهاربين وصورهم، على الكمائن والارتكازات الأمنية بالطرق والأماكن المحتمل ترددههم عليها خلال محاولتهم الهرب.

وأسفرت تلك الجهود عن ضبط الهاربين بمنطقة العصافرة بحري بدائرة قسم شرطة ثان المنتزه بمديرية أمن الإسكندرية، واتُّخذت الإجراءات القانونية.



وكانت البداية عندما هرب ٣ أفراد من أخطر عصابة أردنية تخصصت في سرقة المساكن بإجمالي 100 مليون جنيه سرقات، من قسم شرطة مدينة نصر، أثناء عودتهم من المحكمة بعد التوقيع على أمر إحالتهم للمحاكمة، ومغافلة الحرس الخاص بهم عقب قيام أفراد الترحيلات بفك الكلابشات من أيديهم وفروا هاربين.

وتم تشكيل فريق بحث وبتكثيف التحريات تبين أن المتهمين "محمود ط" و"حمزة ط" و"سامي ى" و"علاء ج" و"كمال ش"، عصابة دولية تخصص نشاطها في سرقة الشقق ووصلوا إلى البلاد وجلبوا معهم أدوات حديثة تساعدهم على فتح الشقق والفيلات، وتم ضبطهم.

وبمناقشتهم اعترفوا بسرقة 3533 فيلا وشقة فارهة بمناطق مدينة نصر والتجمع الخامس والنزهة، وسرقة 30 كيلو ذهب وألماس و25 سيارة، و100 مليون جنيه و130 ساعة باهظة الثمن.

من جانبه أكد الخبير الأمني اللواء مجدي بسيوني، خطوات تعامل الأمن مع العناصر الإجرامية التي تستخدم الشطة أو غيرها من وسائل الهرب من السجون.



وأشار إلى أنه يجب تصنيف المتهمين المرحلين فإذا كانوا سياسيين أو إرهابيين أو على جانب عال من الخطورة الاجرامية أو حساسية القضية المتهمين فيها، فيتم تصنيفهم على أنهم فئة أ، وهذه الفئة يجب أن تشملها حراسة غاية في الدقة وعناصر مختارة سواء مجندين أو ضباط أو أمناء شرطة، أو سيارات صالحة.

وأكد أنه يجب ألا يقتصر التأمين على دائرة واحدة، وأن تكون فضلا عن القوة المرافقة، أن توجد قوة أخرى تأمنها وقوة تمشيطية في الشارع.

كما أكد الخبير الأمني اللواء جمال أبو ذكري أن الطريقة المثلى للتعامل مع هؤلاء المجرمين هو الحزم، ويجب تطبيق قانون الطوارئ عليهم، واللجوء إلى العدالة الناجزة.


الجريدة الرسمية