رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الشبكي يكتب: «احترس من الكآبة»

أحمد الشبكي
أحمد الشبكي

تفتكر إيه يكون أخطر عليك؛ الطاقة السلبية أم الكآبة؟

إجابتي من وجهة نظري والتي قد تختلف عن أناس كثيرين، أن الكآبة لها تأثير قوي وأسرع في الوصول إلى الانهزامية وعدم الرغبة في استكمال أي شيء تقوم به، حتى ولو كانت هذه الأشياء تدعو للسعادة.

الكآبة إحساس ولذلك لا ينتقل من شخص كئيب إلى الأشخاص المحيطة عن طريق الكلام أو السمع ،مثلما يحدث في بث الطاقة السلبية، وإنما كون الكآبة إحساسا فإنها تنتقل عبر الأرواح والاجساد، فتشعر ببعض القشعريرة التي تجعلك تفقد قواك العضلية، وتشعر بالخوار والانهزامية في ثوان قليلة جدا.

هذا ليس دفاعا عن الطاقة السلبية أو الأشخاص التي تبث هذه الطاقة المحبطة، وإنما غالبا ما تجد الشخص المستقبل للطاقة السلبية يتأثر بها بعد أن يكون قد سمع وتفكر واقتنع بهذا الكلام، أي بمعني أقرب أنه قد سلم عقله وأذنه لمصدر هذا الكلام السلبي، أما إذا كان عقله متزنا فقد يجد منافذ خروج كثيرة من التأثر، والوقوع في فخ الطاقة السلبية.

والدليل على أن التأثر بالطاقة السلبية يحتاج للفهم والتركيز فيها، وأن عدوى الكآبة لا تحتاج إلا لنقل الإحساس فقط هو أنه على سبيل المثال لو وقفت أمام شخص يتحدث لغة أخرى ليست مفهومة لك، وبدا هذا الشخص يردد أمامك كلاما سلبيا يدعو إلى الإحباط، ولكنه يقول كل هذا الكلام المشحون بالطاقة السلببة وهو مبتسم، هل ستجد نفسك متأثرا بأي طاقة سلبية؟!

اما إذا وقفت أمام نفس الشخص الذي لا يتحدث لغتك، وكان يسرد في موضوعات تدعو إلى التفاؤل ومحمل بالكثير من الطاقة الإيجابية، ولكنه يقوله بشكل متراخٍ ومتكاسل في السرد، أتعتقد أنك ستستجيب لهذه الطاقة الإيجابية.

والخلاصة، كما اعتقد، أن الكآبة أشد من الطاقة السلبية فاحذروهما وكونوا شعاعا للطاقة الإيجابية مبتسمين وستجدون أسلوبكم وحياتكم وطريقة كلامكم تتغير للأفضل، اقنع نفسك بالإيجابية فستكون مشعا لها، ولا تقنع نفسك بالسلبية والكآبة فتصبح مصدرا لها دون أن تشعر أو تبذل أقل مجهود في إحباط نفسك ومن حولك.

وفي نهاية هذا المقال الذي أكتبه لمن أراد أن يتفكر في تصرفاته وكذلك الصحبة المحيطة به وتأثره بها أو تأثيره عليها، سواء بشكل إيجابي أو سلبي أو كئيب، ومن قبلهم أكتبه لنفسي، لأني ببساطة شخص طبيعي لا أدعي أنني الشخص المبهج دوما ولا الكئيب غالبا، ولا مصدر الطاقة الإيجابية بشكل دائم ولا العكس، ولكن أدعو نفسي وأدعوكم إلى محاولة التفكير والتغيير لعلنا ننجح.

وأخيرا ادعوا الله وإياكم بالهداية والأمل والحياة السعيدة.
الجريدة الرسمية