رئيس التحرير
عصام كامل

قرارات نقابة الإعلاميين مع إيقاف التنفيذ.. أحمد موسى وأماني الخياط يتجاهلان عقوباتها.. الكنيسي: عدم اعتراف أي إعلامي بالنقابة مخالفة للقانون.. وخبير: «الأعلى للإعلام» وراء استمرار الأزمة

حمدي الكنيسي نقيب
حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين

ظهرت نقابة الإعلاميين للنور، بعد نشر الجريدة الرسمية، يوم 3 يناير 2017، قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رقم 93 لسنة 2016، بإصدار قانون النقابة، وأصبح هناك كيان للإعلاميين يرصد المخالفات والتجاوزات التي تظهر على شاشات الفضائيات، وتعمل على التخلص منه.


وتم إنشاء نقابة الإعلاميين بموجب القرار برئاسة الإعلامي حمدي الكنيسي، وأخذت على عاتقها مسئولية الحصول على إعلام محايد بلا تجاوزات، وبدأت النقابة في متابعة العمل الإعلامي، ورصد المخالفات التي تصدر عن بعض المذيعين والمذيعات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاههم، إما بالإنذار أو بالوقف عن الظهور على الشاشة لمدة محددة حسب تقديرات النقابة.

قرارات النقابة
وأبرز قرارات النقابة وقف المذيعة شيماء جمال مقدمة برنامج «المشاغبة» على فضائية «LTC»، لتجاوزها أمام الشاشة، وأيضا المذيعة ريهام سعيد برنامج «صبايا الخير» المذاع على قناة «النهار» لاستضافتها سيدة متزوجة وعشيقها، ووقف المذيعة دعاء صلاح، مقدمة برنامج «دودو شو» المذاع على قناة النهار، بسبب ظهورها بملابس غير لائقة، ووقف أحمد الشريف مقدم برنامج «ملعب الشريف» المذاع على فضائية LTC لمدة 3 أسابيع، وذلك لما بدر من تجاوزات مهنية وأخلاقية أثناء مداخلة تليفونية تضمنت كل ألوان السباب والاتهامات للعديد من الشخصيات.

وأيضا تم إنذار المذيع سعيد حساسين مقدم برنامج «انفراد» المذاع على قناة «العاصمة»، وذلك لتجاوزه الذي حدث على الهواء من ضيفي برنامجه، وأيضا تم إنذار الإعلامي محمد الغيطي مقدم برنامج «صح النوم» المذاع على قناة «LTC»، والإعلامي «أحمد عبدون» مقدم برنامج «عم يتساءلون» المذاع على فضائية «LTC»، وإحالة منى عراقي مقدمة برنامج «انتباه» المذاع على فضائية «المحور» للتحقيق؛ لما بدر منها من تجاوزات على الهواء.

أزمات النقابة
أولى أزمات النقابة كانت بعد إذاعة أحمد موسى مقدم برنامج «على مسئوليتي» المذاع على فضائية «صدى البلد»، مقطع صوت مفبرك عن حادث الواحات الإرهابي، واتخذت النقابة قرارها بوقفه عن الظهور وتحويله للتحقيق، ولكن لم يخضع «موسى» للمثول أمام اللجنة القانونية بالنقابة، وظهر على الشاشة وكأن الأمر عادي، وضرب بقرار «الإعلاميين» عرض الحائط.

وفقًا للقانون؛ أرسلت النقابة خطابا إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة مكرم محمد أحمد، لاتخاذ موقف ضد فضائية «صدى البلد»؛ لسماحها بظهور «موسى» على الشاشة، على الرغم من قرار وقفه، ولكن لم يحدث أي شيء، ومرت المشكلة مرور الكرام.

وأصبح الجميع يتساءل: هل أحمد موسى كبير على الوقف وعلى نقابة الإعلاميين؟

الخياط
وتأتي الأزمة الثانية عندما قررت النقابة وقف الإعلامية أماني الخياط، مقدمة برنامج «بين السطور» على فضائية «أون لايف» لمدة شهر، وذلك لتجاوزها بتصريحات ضد سلطة عمان.

وفعلت «الخياط» كما فعل «موسى»، وضربت بقرار النقابة عرض الحائط، ولم تمثل أمام اللجنة القانونية بالنقابة للتحقيق معها، وظهرت على الشاشة بعد قرار الوقف، وكأن الأمر أصبح عاديًا، بأن قرار النقابة لم يعتد به.

تنظيم الإعلام
وعلق حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين على ظهور الإعلامية أماني الخياط، بعد قرار إيقافها، قائلًا: إنه سيتم إرسال خطاب إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يفيد بمحاسبة قناة «أون لايف»؛ لأنها سمحت بظهورها بعد قرار وقفها.

وأضاف، في تصريح لـ«فيتو» أن الأمر لم يعد متعلقا بالإعلامية، وإنما متعلق بالقناة التي تعمل بها؛ وسيتم توقيع عقوبة على الفضائية من قبل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في حال عدم التزامها بإيقاف الإعلامية لمدة العقوبة المقررة شهرا.

وأشار نقيب الإعلاميين إلى أن عدم اعتراف أي إعلامي بالنقابة، يعني عدم اعترافه بقرار رئيس الجمهورية، الذي وافق على إنشاء النقابة، وكذا قرار مجلس الوزراء ومجلس النواب، الذين أقروا قانون النقابة، موضحًا أنه أيضا لا تعترف بالمجلس الأعلى للإعلام.

وعلى جانب آخر أكد «الكنيسي» أن ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني الذي أعدته نقابة الإعلاميين، وفقا لأحكام القانون 93 لسنة 2016 الخاص بإنشاء نقابة الإعلاميين، بعد نشر بالجريدة الرسمية في عددها رقم 287 الصادر بتاريخ 20 ديسمبر لسنة 2017، أصبح ملزما لكافة الإعلاميين وبالتبعية الوسائل الإعلامية.

خلل واضح
ومن جانبه، قال الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، أن عدم تنفيذ الإعلاميين لقرارات الوقف الصادرة من النقابة يعد خللًا في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فنقابة الإعلاميين لديها سلطة تأديبية، وحينما تتخذ قرارا بالوقف، يجب أن ينفذ، وحينما لم ينظر المذيع لقرار وقفه، يجب على «الأعلى للإعلام» اتخاذ قرارات صارمة ضد الفضائية التي يعمل بها المذيع، والتي تصل إلى غرامات مالية أو وقف البث عن تلك القنوات.

وأضاف، في تصريح لـ«فيتو»، أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تغاضى في توقيع العقوبة على فضائية «صدى البلد» في أزمة الإعلامي أحمد موسى، مؤكدًا على أنه يجب على «الأعلى للإعلام» إلزام جميع العاملين بالمجال الإعلامي أن يحصلوا على عضوية نقابة الإعلاميين.

وأوضح أن المادة 77 من الدستور، تنص على أن القانون ينظم إنشاء النقابات المهنية، وطريقة قيد أعضائها، ومساءلتهم عن سلوكهم في ممارسة نشاطهم المهني، وفقًا لمواثيق الشرف الأخلاقية والمهنية.

وأيضا المادة رقم 211، والتي تنص على أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام هيئة مستقلة، ويختص بتنظيم شئون الإعلام المسموع والمرئي، وتنظيم الصحافة المطبوعة والرقمية وغيرها، ويكون المجلس مسئولًا عن ضمان وحماية حرية الصحافة والإعلام المقررة بالدستور، والحفاظ على استقلالها وحيادها وتعدديتها، ووضع الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الصحافة ووسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها، ومقتضيات الأمن القومى، وذلك على الوجه المبين في القانون.

المواثيق الإعلامية
ومن جانبه قال حاتم زكريا، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ورئيس لجنة المواثيق الإعلامية، إن المجلس عقب تلقى خطاب نقابة الإعلاميين بشأن ظهور أماني الخياط، مقدمة برنامج بين السطور على المذاع على فضائية «أون لايف» والتي أصدرت النقابة قرارا بوقفها لمدة شهر كامل بدايةً من ١٥ فبراير الجاري؛ لما تناوله أحد حلقات برنامجها من تجاوزات بحق سلطنة عمان، ستخاطب مدير القناة وأي مسئول تنفيذي عن البرنامج للتحقيق معهم، في واقعة ظهورها رغم قرار الوقف.

وأشار عضو المجلس، في تصريح لـ«فيتو» إلى أن المجلس بالفعل أحال ملف «الخياط» إلى لجنة الشكاوى، برئاسة جمال شوقي، وذلك عقب إحالة نقابة الإعلاميين، ملف المخالفات للتحقيق فيه، مؤكدًا على أنها ستقدم اللجنة إلى المجلس تقريرا بما خلصت إليه من نتائج في اجتماع المجلس الأسبوعي لاتخاذ القرار المناسب.
الجريدة الرسمية