مجدي العمروسي يكتب: حقيقة فيلم «أبي فوق الشجرة»
في مجلة الكواكب عام عام 1969 وبعد عرض الفيلم العربى أبى فوق الشجرة، كتب مجدى العمروسى مدير شركة صوت الفن مقالا قال فيه:
منذ عام 1947.. وأنا ما زلت طالبا بكلية الحقوق كنت قارئا منتظما لما يكتبه الأديب إحسان عبد القدوس، ثم جاءت مقالات إحسان عن الأسلحة الفاسدة وما دار من مؤامرات في حرب 48 والجهاد الذي كان قائما على أرض فلسطين ضد قيام دولة إسرائيل مما جعل هذه المقالات تلهب مشاعر الملايين.
منذ ذلك الوقت وأنا أحتفظ بكل كلمة يكتبها إحسان وأصبح من أمانى عمرى أن أقابله وأتعرف به، وقد واتتنى هذه الفرصة عن طريق عبد الحليم حافظ الذي اصطحبنى بعد أن عرف أمنيتى ومحبتى لإحسان إلى مبنى دار روز اليوسف القديم.
دخلنا غرفة إحسان وحكى له حليم مدى حبى له وإعجابى بكل كلمة يكتبها، وتعرفت في تلك الزيارة على صلاح جاهين وجمال كامل وفتحى غانم وبهجت عثمان وكل الرسامين والكتاب في روزا اليوسف.
كانت دنيا جديدة على بهرتنى وجعلتنى أحرص على أن أرافق حليم في كل زياراته لإحسان.
بعد ذلك أنشأنا صوت الفن وأصبحت مديرا لها، وبدأ تعاملى الرسمى مع إحسان عبد القدوس بشأن شراء قصصه لصوت الفن، وكان إحسان أول إنسان يكتب اسمى في مجلة روز اليوسف أو غيرها وقد لقبنى بـ صديقى مجدى العمروسى مما كان مبعث سعادة غامرة لى.
كان أول اتصال لى به بخصوص الكتب والروايات اسم رواية كان قد كتبها وكنا ننتج فيلما يليق له اسم هذه الرواية، وأردنا أن نعرض على الأستاذ إحسان أن نشترى هذا الاسم لنضعه للفيلم الذي صورناه وكان الاسم "منتهى الحب".
ذهبت إلى بيت الأستاذ ودخلت مكتبه الذي يؤلف فيه رواياته، ولم تنجح مفاوضاتى ولا فض إحسان بيع الاسم بحجة أن القصة التي سماها منتهى الحب سوف تنتج فيلما سينمائيا وأنه باعها فعلا.
بعد ذلك أعجب عبد الحليم حافظ بقصة أبي فوق الشجرة تأليف إحسان أيضا وطلبها عبد الحليم منه ووافق إحسان، ومنعا للإحراج طلب عبد الحليم من الأستاذ محمد عبد الوهاب أن يتفاوض مع إحسان بالنسبة لقيمة شراء القصة.
رفض عبد الوهاب وقال لحليم كلمه أنت لأنه صديقك وأنت أقرب إليه منى، فقال حليم ممكن كلامى يسبب له حرجا، فقال عبد الوهاب: خلاص اللى يشترى القصة صوت الفن، وصوت الفن لها مدير اسمه مجدى العمروسى، يبقى هوه اللى يكلم إحسان واللى يعوزه إحسان ياخده ما دام القصة عاجباك.
فيلم أبى فوق الشجرة عرض في فبراير 1969 عن قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو سعد الدين وهبة وبطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفى وإخراج حسين كمال.
