رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف السباعي يكتب: لا تظلموا الشباب

يوسف السباعي
يوسف السباعي

في مجلة "بناء الوطن"، عام 1964، كتب الأديب يوسف السباعى- (رحل في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1978)- مقالا يرد فيه على اتهام عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين لجيل الشباب ـــــــ وقتئذ ـــــــــ بأنه لم يقدم شيئا، واصفا أعمالهم بالضحالة التي تفتقد إلى العمق، وأن الموسيقى الغربية سبقتنا بكثير حتى أنه لم يعد يستمع إلى الموسيقى الشرقية، وذلك من خلال لقائه في برنامج (نجمك المفضل) الذي أدارته المذيعة اللامعة ليلى رستم، فكتب يقول:


أنا لا أدرى هل أنا من الشباب أم لا ؟ وإذا كنت كذلك فأنا سعيد كل السعادة، وقد يكون الشيوخ هم جيل الدكتور طه حسين، وقد يكون نحن الشباب. 

وفى الحقيقة أن جيل طه حسين هو جيل شباب، فالمسألة ليست من الجمود بحيث يجعل جيل معين يظل في مرحلة معينة من السن لا يتخطاها.

وإذا تناولنا الأمر من الناحية الموضوعية لوجدنا أنه من الصعوبة بمكان أن تفرض على جيل سابق قراءة جيل لاحق.

فقراء أي جيل هم من الجيل اللاحق له لا السابق عليه، اعنى أننى أفترض أن الجيل القارئ هو جيل طلاب الجامعة والشباب الذين يمرون الآن بمرحلة النهم في القراءة، وهم الذين ممكن أن يكون فيهم نقاد المستقبل، وهم الذين يمكن أن يمنحنى تقديرهم قيمة حقيقية في الأيام المقبلة، ومن ناحيتى أفضل الشباب أكثر من الدكتور طه حسين.

وهذا لا يعنى أنى لا أحتاج إلى تقدير الجيل السابق لأننى أعتز بما اخترت منهم أكثر مما أعتز بما منحتهم.. فليس هناك إذن حرج في أن يقرأ الشيوخ للأدباء الشبان، ولكن الذي يجب أن يعرفه الشيوخ أن الأدب لم ينته عندهم أو عند أي جيل تال لهم.

وقد هاجم الدكتور طه حسين الموسيقى العربية في حديثه التليفزيونى، وقال إنه لا يستمع إليها، وأنه يستمع فقط إلى الموسيقى الغربية، أنه منذ ترك القرية المصرية وراءه لم يعد يسمع أفضل من أبو زيد الهلالى.

لكن إذا سلمنا أن الموسيقى الغربية سبقتنا بمراحل كبيرة الا انها مازالت غريبة الاستمتاع بها وهى تختلف اختلافا كبيرا عن موسيقانا التي تجرى في دمائنا وتعكس تقاليدنا وبيئاتنا وحياتنا التي نعيشها، فكيف بالله عليك نهجرها إلى موسيقى لا نعرف أصلها.
الجريدة الرسمية