رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف السباعي يطالب بمجتمع قائم على الرضا

فيتو

في حوار أجرته المذيعة ملك إسماعيل من خلال برنامج "دائرة الضوء" مع الأديب يوسف السباعى عام 1976 حول السلوك والأخلاق وأثرهما في بناء المجتمع قال فيه:


زمان حينما كنت أحضر الشهادة التي تضم الدرجات الشهرية في المدرسة كانت هناك درجة للحساب وأخرى للعربى ودرجة في نهاية الشهادة لحسن السير والسلوك.. في هذا الوقت لم أكن أعرف يعنى إيه سلوك، لكن بعد العمر والتجارب وجدت أن السلوك حاجة تختلف عن الأخلاق، فالأخلاق جزء من التربية البشرية للبنى آدم وهى قابلة للتغيير بمؤثرات العشرة والمحاكاة والتعليم والقوانين، وهذه الأخلاق تتغير مع مرور الوقت.

ولكن التركيبة البشرية هي التي ينبع منها السلوك، وهذا السلوك هو أسلوب التصرف إزاء ما يواجهنا في الحياة، ويختلف هذا السلوك حسب الثقافة والتعليم والتركيبة البشرية نفسها.. وأعتقد أننا محتاجون في هذه المرحلة إلى فلوس من أجل البناء وحتى تكون هناك عدالة اجتماعية فيها رخاء هنا لابد من الجهد والعمل لزيادة الإنتاج.. لكن لن يدفعنا إلى الرقى وزيادة الإنتاج إلا بحسن السير والسلوك، أي بالسلوك المنضبط الذي يخضع للقواعد والنظم التي اتفق عليها المجتمع.

فهناك اتفاقات مجتمعية ومش أي واحد يرمح زى ماهو عاوز، لازم فيه ضوابط وهذه الضوابط مرجعها إما قواعد متوارثة كالعادات والعرف مثلا أو مستحدثة بالقانون، وسواء هذا أو ذاك هو حصيلة اتفاق مجموعة الناس التي تعيش فيه.

إحنا إلى حد ما نحتاج إلى إعادة النظر في القوانين وأن تعيد وزارة العدل ومجلس الشعب صياغتها، لكن الذي يحدث أن هناك عقوبات مثلا للمخالفات في الأراضي مثلا لكننا نجد بعض الأعضاء يطالب في البرلمان بإسقاط المخالفات فتسقط الحكومة المخالفات رضاء للبرلمان وهنا تسقط القيمة للقواعد العقابية الموجودة لتنظيم المجتمع، وينتهي الأمر في النهاية إلى مجتمع فيه قانون لكنه يفتقد السيادة.

"فمثلا زمان كان اللى يركن سيارته في الممنوع يحملها الونش ويضطر يدفع 5 جنيه غرامة، اليوم ممكن واحد يلغي المخالفة"، نريد مجتمعا سلوكيا يتعلم أبناؤه حسن السير والسلوك بالثقافة يقوم على الرضا، والرضا هنا أي طيب الخاطر وليس بالإكراه.
الجريدة الرسمية