رئيس التحرير
عصام كامل

محمد حسنين هيكل: أنا صحفي دون استثناءات

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

خرج الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل من الأهرام عام 1974، بعد إبعاد الرئيس السادات له بتعيينه وزيرًا للإعلام.


ظل الأستاذ بعيدا عن الكتابة الصحفية ما يقرب من 12 عاما حتى عام 1986، حين عرض عليه الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة العودة إلى كتابة مقاله "بصراحة" لكن في أخبار اليوم.

وقبل البدء في الكتابة عقد صحفيو أخبار اليوم وقياداتها لقاء صحفيا موسعا مع الأستاذ هيكل تم فيه الرد على مئات الأسئلة، وجمع الحوار وأعيد نشره في كتاب بعنوان (بصراحة عن ناصر والسادات ومبارك).

وحول اتهامه أنه كان الصحفي الأوحد لدى جمال عبد الناصر ومشاركته في صنع القرار قال:

عرفت جمال عبد الناصر.. نعم، وتشرفت بصداقته نعم.. صداقة طبيعية بين رجل تاريخي نادر وبين صحفي وكاتب عاش في عصره.. هي ظاهرة حدثت وتحدث في الدنيا كلها.

أرجو أن تتذكروا معي أين كان هذا الصحفي الأوحد ــــ كما يقال ـــ قبل عبد الناصر وقبل 1952، تذكرون وقت الثورة أني كنت أحد رؤساء التحرير في صحف أخبار اليوم وكان عمري بضع وعشرين سنة.

تذكرون أني لم أصنع سجلي الصحفي بالجلوس على المكاتب أو الوقوف على أبواب الوزارات إنما صنعته بالبحث عن المتاعب في كل ميادين القتال والحروب وبالقرب من وهج الحريق والثورات.

تذكرون اني الوحيد ــــ آسف أن أتلفظ بها ــــ الذي حصل على جائزة فاروق الأول للصحفيين الشبان ثلاث سنوات متعاقبة عن مجموعة تحقيقات عن وباء الكوليرا في مصر، ثم عن حرب فلسطين، والثالثة عن الحرب الأهلية في اليونان.

أستأذنكم أن نقفز عشرين عاما بعد الثورة وبعد عبد الناصر.. ماذا فعلت، تركت مكاني في الأهرام بعد 17 عاما رئيسا لتحريره، كنت أتقاضى خمسة آلاف جنيه في السنة، ولم يزد هذا المبلغ مليما حتى خرجت بل انتقصت منه الضرائب واستقطاعات المعاش، واعتذرت عن منصب مستشار الأمن القومي ونائب رئيس الوزراء بعد أن عرضهما السادات عليَّ.

جربت حظي في نشر الكتب فأصدرت أول كتاب (وثائق القاهرة ) بعيدا عن مصر ونشره لي اللورد هارتويل صاحب مجموعة صحف التلجراف وبيع لــ21 ناشرا في العالم.

وكان الكتاب الثاني عن حرب 1967 والثالث عن الطريق إلى رمضان، ثم أبو الهول والقوميسير، ثم كتاب الثورة الإيرانية الذي كتبته من طهران، ثم خريف الغضب وهكذا..

أريد أن أقول بتواضع وبخجل حقيقي من نفسي ومن الناس.. إنها تجربة حياة.. إنها حياة صحفي بدأ قبل عبد الناصر واستمر بعد عبد الناصر وبالتالي فترة حكم عبد الناصر لم تكن فيها استثناءات إنما كانت خط سير طبيعيا بين ما كان قبله وما جاء بعده.
الجريدة الرسمية