رئيس التحرير
عصام كامل

«طاهر والغيطاني وموسى» الأدب العربي مترجم بالصينية في معرض الكتاب

فيتو

ما إن تطأ قدماك معرض القاهرة الدولي للكتاب وتترك المبنى الرئيسي، تشاهد على يمينك خيمة حمراء، ترتسم عليها رموز صينية، وتجد إقبالا لا بأس به عليها، تدخل الخيمة لتشاهد الحضارة الصينية قد نُقِلت إليك من بكين عاصمة الصين إلى أرض المعارض بالقاهرة.






ورغم كونه الجناح الصيني في المعرض إلا أنك قلما تشاهد صينيين يبيعون فيه، إذ يقوم على بيع الكتب شباب مصري درس اللغة الصينية في كلية الألسن، وعشقها، بل وترجم بعض الكتب والروايات عن اللغة الصينية لينقلها للعربية، ويقومون على مساعدة مرتادي الجناح ليساعدوهم في إيجاد ما يحتاجون إليه.



وعلى رف من رفوف الكتب، تجد لافتة باللغة العربية تشد النظر، ليست لكونها مفهومة فحسب، بل لأنه مكتوب عليها "الأدب العربي مترجمًا للصينية"، تلك اللافتة التي تلاحظ قلة الكتب في الرف الخاص بها، وعند السؤال يجيب المسئول عن المكتبة أن هذه الكتب تُسحب وبشدة من الصينيين الذين يأتون لشراء الكتب من الجناح الصيني.


 


"أي كتاب بـ 150 جنيها" هذا هو الرد على السؤال عن ثمن الكتاب المترجم من العربية للغة الصينية، والذي يشهد سحبا كبيرا، وهذه الكتب هي:

رواية "الزيني بركات" للكاتب والروائي الراحل جمال الغيطاني، والتي نُشِرت عام 1974، وتدخل هذه الرواية في غمار الأدب التاريخي، إذ تتناول الخوف والقمع والاستبداد في فترة من فترات تاريخ القاهرة المملوكية.



و "واحة الغروب" لبهاء طاهر، والتي صدرت عام 2008، وحصلت على جائزة البوكر، وتحولت إلى مسلسل تليفزيوني من بطولة منة شلبي وخالد النبوي، وها هي الآن تتحول إلى الصينية؛ لتكون متاحة بلغة أكثر من مليار إنسان على الأرض.



ومن بهاء طاهر وجمال الغيطاني إلى الكاتب والروائي الذي رحل عن عالمنا حديثا "صبري موسى"، إذ تحولت روايته "فساد الأمكنة" إلى الصينية مع الأدب العربي المُختار، الذي تُرجِم عن اللغة العربية وعُرِض في جناح الصين هذا العام، والرواية صدرت للمرة الأولى عام 1965.



ومن إصدارات عام 1965 إلى إصدارات 2010، حيث دخلت رواية "بيت الديب" لعزت القمحاوي أيضا ضمن هذه القائمة، ومن الكتاب المصريين إلى الكاتبة الإماراتية الدكتورة مريم الشناصي، وروايتها "مذكرات فارسة عربية" الصادر عام 2012، وكذلك رواية أيام الإنسان السبعة لعبد الحكيم قاسم والصادرة عام 1969، بالإضافة إلى رواية أيام مع الأيام، ومختارات من أشعار المعلقات العربية، وكتاب الأدب والنقد العربي.



أما عن باقي محتويات المعرض، فقد انقسم الجمهور العربي بين الركن التعليمي لشراء الكتب التي تعلم اللغة الصينية، والركن الثقافي لشراء الروايات والكتب المترجمة للعربية عن الإنتاج الثقافي الصيني، بينما كان لطلاب اللغة الصينية ركن خاص بهم، ويحتوي على المعاجم المتخصصة والكتب الصينية الميسرة، فيما اتجه الصينيون لشراء الأدب العربي المترجم للغتهم، بالإضافة إلى الإصدارات الحديثة للكتب الصينية.

ويعد جناح الصين والتي تقوم عليه مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام من الأجنحة الأكثر رواجا في تقديم الكتب الأجنبية، حيث قدم 60 عنوانًا مترجمًا من الصينية للعربية، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين والتي تحل الجزائر ضيف شرف فيه لهذا العام، والروائي الراحل عبد الرحمن الشرقاوي شخصية المعرض.


الجريدة الرسمية