رئيس التحرير
عصام كامل

يوسف شاهين: «باب الحديد» سبب خراب بيتي

يوسف شاهين
يوسف شاهين

في مجلة الفنون عام 1980 كتب يوسف شاهين عن ذكريات فيلم "باب الحديد" يقول:


عندما بدأت أشق طريقي الصعب لأصبح مخرجا، كان من الصعب تماما أن أبدأ بأي عمل يعتمد على الفكر، أو يعبر عما أريده بالضبط، كما كانت أي محاولة للتجديد في التكنيك تقابل بالضحك والسخرية.

لهذا كنت أقبل بعض الأفلام نصف التجارية كي أوفر ما لا أستطيع به أن أنتج لحسابي عملا فنيا متكاملا أرضى عنه.

وقد نجحت بالفعل في أن أخرج فيلمي الذي أثار إعجاب المشاهدين وإعجاب النقاد عندنا وكذلك نقاد أوروبا.. وأعني به فيلم (باب الحديد) الذي عرض في يناير عام 1958.

وكان اختياري لأداء دور في الفيلم عن طريق المنتج لم أعرضها ولم أقحمها وكانت أول مرة أمثل فيها.. كنت أبحث عن ممثل يؤدي دور قناوي ورحت استعرض أسماء الممثلين وآخذ رأي المنتج الذي فاجأني باختياري لأداء الدور قائلا: لا يقوم بهذا الدور إلا المخرج الذي يخرجه.. واقتنعت بالفكرة ومثلت الدور وكان جزائي أن قدمت إلى المحاكمة لأدائي دورا تمثيليا ولم أحمل عضوية نقابة الممثلين التي تشترط العضوية للتمثيل.

الغريب أنه عندما اكتشفت الفنان محمود مرسي كوجه سينمائي وعرضت عليه القيام بدور أبو سريع وافق لكنه تراجع عندما علم أن أجره عن الدور الذي يعتبر بطولة هو 50 جنيها فقط باعتباره وجها جديدا يطل لأول مرة على الجمهور، وكان هذا أمرا ليس لي دخل فيه فقد كان تقدير المنتج جبرائيل تلحمي، لكن بعد ذلك اعترف أنه فعلا الدور كان أكثر من مناسب للفنان فريد شوقي.

لكن بعد هذا الفيلم انهالت على الكوارث، حجز على عفش بيتي وهرب مني المنتجون، واضطررت أن أعيش ثلاث سنوات اسميها السوداء في حياتي.

سلمت بعد ذلك ورفعت الراية البيضاء فأخرجت ثلاثة أفلام ليست سيئة لكنها ليست أبدا الشكل ولا الفكر الذي يعبر عني.

واليوم لا يحدث للمخرجين الشُبان هذه المعاناة فها هم يجدون تليفزيون ومؤسسة وما لا أدري من أجهزة دولة ترعاهم وتعطيهم فرصتهم الأولى وبقي عليهم أن يسيروا في الطريق الذي عبدناه لهم يجربوا ويعملوا ليل نهار.
الجريدة الرسمية