رئيس التحرير
عصام كامل

طارق أبو السعود «ملك الراديو».. رفضته الإذاعة في بداية مشواره.. و«الميكروفون حياته».. تأسيس «إف إم » شهادة نجاحه.. «9090» آخر العنقود.. واكتشاف المواهب ضمن قائم

طارق أبوالسعود
طارق أبوالسعود

ذات يومٍ حمل صوته الرخيم- دون أي شيء آخر- ومضى.. راح يخضع للاختبار بالإذاعة المصرية، فأخفق في المرة الأولى ورده أحد مسئوليها، لكنه سرعان ما عاد.. تلك كانت لحظة التعثر الأولى في حياة الإذاعى المعروف طارق أبو السعود، صاحب التجارب الإذاعية اللامعة في محطتي راديو مصر وراديو 9090.


مذيع

يستعيد أبو السعود تفاصيل تعثر البدايات: «وقتها فقط قررت أن أصبح مذيعًا»، وكأنما من رحم العثرات يُولد التحدي، لا يؤمن أبو السعود بأن هناك لحظات انكسار، فكل عثرة يتعرض لها الإنسان في حياته بها شيء من الحقيقة، ويمكن أن يكون بها بقعة ضوء أيضًا.. هذه هي فلسفته التي يحيا عليها.

بكل تأكيد كان للاختبار الأول أكبر الأثر في نفس "طارق"، فبث فيه روح التحدي ومنحه القدرة على المواجهة، ورغم أن والده كان إذاعيًا معروفًا، فإنه تركه يواجه مصيره ويحدد مستقبله بمفرده.

أثبت الفتى لوالده أنه على قدر التحدي، ومضت الأيام ولم يصبح "أبو السعود" مذيعًا فقط، بل أضحى أشهر الأصوات الإذاعية في مصر على الإطلاق، وأكثرها نفاذًا إلى الأسماع، بعد أن التحق بإذاعة البرنامج العام، ثم منها إلى إذاعة "صوت العرب"، إلى أن ذاع صوته وصيته بعد ذلك في كل ربوع مصر، كأشهر معلق صوتى للبروموهات، والفواصل الإعلانية، والوثائقيات، وغيرها.

حياة الميكروفون
كرّس "أبو السعود" حياته كاملة للميكرفون، وكان أحد الذين ساهموا في تأسيس إذاعة "نجوم إف إم" في العام 2003، ثم أسس بعدها واحدة من أنجح المحطات في تاريخ الإذاعة المصرية "راديو مصر" عام 2009، وجاء الدور على "آخر العنقود"- كما يسميه هو- "الراديو 90 90"، والذي حصد جائزة أفضل محطة إذاعية في 2017 للعام الرابع على التوالي، قبل أيام قليلة في استفتاء مجلة "دير جيست".

لا يزال "أبو السعود" يؤمن بأن المستقبل للراديو رغم الهجمة الإلكترونية الرهيبة التي أثرت سلبًا على القنوات والمحطات التليفزيونية دون استثناء، وظن البعض أن الخطر قد يطال الراديو أيضًا.

في حديثه لـ "فيتو" يؤكد أبو "السعود" أن البقاء لـ"الميكروفون" وأن "اليوتيوب" وغيره من الوسائل الحديثة لا ينافس الراديو، لكنه ينافس التليفزيون: "الراديو ليس له منافس، وهيفضل عايش، الراديو شيء بيونسك".

يرى أن ما حققه من نجاحات عبر سلسلة من التجارب أمرًا سهلًا، فقط باستخدام التكنولوجيا مع مجموعة من الأفكار والبرامج.. ببساطة وتواضع شديد يؤكد الرجل أنه لا يقوم بشيء معضل.

مكتشف المواهب

بلمسة "الجواهرجي" يرجع إليه الفضل في اكتشاف مجموعة كبيرة من الأسماء الإذاعية التي عبرت سريعًا إلى وجدان الجمهور، ففى تجربته الحالية تخرج على يديه المذيع اللامع أحمد يونس، والمذيعة المشاغبة سالي عبد السلام، ومحمد نشأت الحائز على جائزة أفضل مذيع راديو لعام 2017 في استفتاء "ديرجيست"، وغيرهم.

انتقاؤه للمذيعين قائم على عاملين اثنين، فالمذيع في نظره إما أن الله خلقه ليكون مذيعًا، فمنحه الكاريزما والصوت والإمكانات، أو شخص آخر يعرف كيف يعمل على نفسه ويطور منها، "بيعرف يشغل دماغه كويس"، لكن صفة مشتركة لابد أن تتوفر في الإثنين وهى صفة الذكاء.

فوز الراديو "90 90" بجائزة أفضل محطة إذاعية في 2017 للعام الرابع على التوالي لا يمثل لطارق أبو السعود أي شيء، سوى أنه مجرد إشارة إلى أنهم يسيرون بشكل جيد، ولابد من الحفاظ على هذا النجاح: "من السهل أن تلفت الانتباه، لكن الصعب أن تحافظ على ذلك، لازم نخلى بالنا أكتر من شغلنا".

في 2018 يدخل الراديو "90 90" بحزمة من الأفكار الجديدة، وأكثر ما يعني "أبو السعود" هو الاهتمام بشكل البرامج التي تقدمها المحطة، وتنوع أفكارها: "المكتبة الغنائية زدناها بالقديم والجديد.. وهناك أفكار جديدة ومحتوى جديد أيضًا".

في النهاية سألناه: هل يكون الراديو "90 90" آخر المحطات؟ فأجاب: "90 90 آخر العنقود سكر معقود".
الجريدة الرسمية