رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «ممرضة» وقعت فريسة لزوج نصاب في الشرقية.. «منى» تهرب من شبح العنوسة إلى فخ «محتال عاطفي».. فضحت أمره وطلبت الطلاق بعد أسبوع زواج.. الجاني يقتلها بـ12 طعنة.. والجيرا

فيتو

«منى صلاح الطبال».. واحدة من عشرات الفتيات اللواتي دفعن حياتهن ثمنا على يد هواة النصب أو الاحتيال العاطفي، الذين يَعتبرن هذه الطريقة الأسهل للحصول على المال، مستغلين رغبتهن في تكوين أسرة والهروب من فخ العنوسة.


حكاية منى
«كانت زهرة البلد كلها وفتاة طيبة ومتدينة والابتسامة لا تفارق وجهها أبدا».. هكذا قالت إحدى قريبات المجني عليها، التي لاقت حتفها على يد زوجها النصاب، عندما توجهنا لمنزل العائلة البسيط، المكون من طابق واحد «أرضي» حجرتين وصالة وحمام، الكائن بقرية الطاهرة التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية.

رعاية الأب المريض
وتروي السيدة- التي رفضت ذكر اسمها-، وأخفت معالم وجهها خوفا على حياتها من بطش أقارب الجاني، تفاصيل ما حدث قائلة: «بعد وفاة والدة "منى" وزواج شقيقاتها ومرض والدها الذي كان يعمل وقتئذ مزارعا، وأصبح طريح الفراش، رفضت الضحية الزواج في سن مبكر رغم تقدم كثير من الشباب لها، وذلك نظرا لضيق الحال، حتى تستطيع التفرغ للعمل وتوفير مصاريف علاجه».

التمريض
وذكرت: «وعملت في العديد من المهن المتاحة لها حتى تعلمت التمريض والتحقت كممرضة في أحد المستشفيات الخاصة»، لافتة أنها من خلال عملها استطاعت تجهيز نفسها وتوفير مبلغ مالي كبير في مكتب بريد القرية، وهنا كانت البداية والسقوط في فخ النصب والاحتيال».

حسنة السمعة
وتابعت: «المجني عليها كانت محبوبة وحسنة السمعة وخدومة جدا، وعمرها ما اتاخرت على أي مريض من أهالي قريتها، حتى لو طلبوها الفجر».

وتابعت: «عندما تعدت الضحية سن الـ35 ومع تضاؤل فرصها في الزواج وكثرة الضغوط والألسنة حولها خوفا من أن تحصل على لقب "عانس" الذي يعتبر في الأرياف بمثابة فضيحة لبعض الفتيات، وافقت على الزواج من شخص تقدم لها، وكان له تجربة سابقة ولديه "بنت" كان قد تعرف عليها أثناء ذهابه للمستشفى، بعد أن أوهمها أنه يعمل مهندسل زراعيا».

ملابس ممزقة
واستطردت «أم هاني»- كما تحب أن يلقبونها في حديثها-، والدموع تذرف من عينيها، قائلة: «والله يابني ثاني أسبوع زواجها فوجئنا أنها راجعة البلد وسط الليل ودموعها على عينيها وملابسها ممزقة، وجسمها كله كدمات، وبنقولها مين عمل فيكي كدا يا منى قالت لنا "زوجي طلع شغال نقاش ونصاب ومش مهندس زراعي وعاوزة أطلق منه.. ده عاوز ياخد شقى عمري اللي حوشته من التمريض وإلا كل يوم يضربني ويبهدلني، ويربطني في السرير للصبح بدون أكل وشرب».

وتابعت السيدة: «حسبي الله ونعم الوكيل إحنا عاوزين القصاص من المجرم اللي يوميا بيبعت رسائل تهديد لشقيقاتها وأولادهم من داخل محبسه».

دعوى طلاق
ويضيف "محمود ع"، مدرس واحد الجيران: «عقب تأكد المجني عليها من استحالة العيش مع زوجها النصاب، أقامت دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة، وعندما علم الجاني بذلك هددها أكثر من مرة لكي تتنازل، لكنها رفضت، وأصرت على موقفها».

يوم الحادثة
وتابع: «يوم الحادث توجه للمحكمة بعد استدعائه عاقدا العزم على التخلص منها، وأحضر بحوزته آلة حادة أخفاها بين طيات ملابسه، وقام بطعنها نحو 12 طعنة بمناطق متفرقة بالجسم داخل المحكمة بلا رحمة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، على مسمع ومرأى من الجميع، ولاذ بالفرار هاربا على الرغم من التواجد الأمني المشدد داخلها».

واستطرد: «والد الضحية توفي عقب الجريمة البشعة حزنا على فراق ابنته التي كانت ترعاه».

أحداث القضية
ترجع أحداث القضية عندما تلقى مدير الأمن إخطارا، يفيد مصرع ربة منزل داخل محكمة الأسرة متأثرة بجروحها الخطيرة، وتم نقلها لأحد مستشفيات الزقازيق.

وبالانتقال وسؤال شهود الواقعة وأقاربها، اتهموا زوجها «طارق. ع. ك» (45 عاما- نقاش) ومقيم بالإشارة بطعنها بآلة حادة عبارة عن "سكين " بسبب خلافات أسرية.

عقب تقنين الإجراءات القانونية وإعداد الأكمنة اللازمة، تم ضبط المتهم وتحرر محضر بالواقعة، وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبسه ثم إحالته لمحكمة الجنايات.
الجريدة الرسمية