رئيس التحرير
عصام كامل

الطواف حول «المحمل» عادة صعيدية للتقرب إلى الله

فيتو

لا يزال البعض يعتقد في التقرب إلى الله من خلال «محامل» المشايخ والأولياء، فالطقوس التي يحتفل بها أهالي بعض المناطق بأسيوط حتى اليوم، عادة لم تندثر رغم مرور مئات السنوات على ابتداعها، وبمجرد أن تشاهد إحدى حفلات المحمل حتى تعود بآلة الزمان إلى عصور مضت.


تبدأ مراسم اليوم المبارك بتجهيز المحمل على أحد الجمال التي تنتقى بعناية وتزين الهودج اسفله، ويلتف الأهالي حوله في دوائر، ويتجمعون عند نقطة انطلاق محددة ثم تبدأ المسيرة التي تجوب الشوارع ومن حوله المريدون وأمامه حملة الأعلام ورايات الصوفية التي يصاحبها دقات الطبول والدفوف.

يمر في مسيرته بالشوارع والطرقات وربما يصل لأحد مقامات المشايخ والأولياء فينتظر أمامه برهة من الوقت رمزا للاحترام والتبجيل، وكأنه يسلم عليه ويلقي نظرة ترحيب ويكمل مسيرته من بعدها، ولا بأس من تجميع عدة جمال وأحصنة يتم جلبها من محبي الشيخ لمرافقة المحمل والشد من أزره في المسيرة المباركة، كما يعتقد البعض لكن شريطة أن يكون جمل المحمل هو الأعلى.

يقول أحمد فكري مهندس مقيم بمنطقة الوليدية، التي تشهد مولد سيدي عبد الباسط وتجوب الشوارع بهودجه عدة أيام، إن "المحمل" عبارة عن حامل خشبي مربع مكسو بقماش أخضر ثمين مطرز برسومات رائعة، كل حسب كبر مقام صاحب الكرامة لدى أهالي بلدته، ويجوب شوارع المنطقة بالكامل وينطلق بجواره المئات من المريدين، خصوصا من كبار السن الذين شهدوا حياة الشيخ الكريم الذين توارثوا القصص والأساطير عن الكرامات عنها.

فيما يؤكد فريد عبد الراضي مقيم بقرية منفلوط، أن القرية كانت تشهد قديما انطلاق المحمل برفقة الحجاج حتى بلاد الحجاز في مسيرة تستغرق شهرين، موضحا أن الأهالي يحتفلون بتلك العادة حتى الآن، وينتظرون المحمل في محطات وقوفه التي يرافقها المزمار ودق الدفوف والطبل البلدي هم وذويهم وأطفالهم حتى الرضع، يحرصون على اصطحابهم في مسيرة المقام المبارك للتبرك بلمس المحمل.

ويشير «فريد» إلى أن هودج صاحب الكرامة الذي يجوب المنطقة يكون عادة له مولده الذي يقام عبر عدة ليالي، وفي الأخيرة تبدأ جولة الطواف به ويصطحبه تجهيز لبعض المأكولات من اللحوم والفطير والحلوى والحمص والفول السوداني وتوزيعها على مريدي الشيخ الذين يتمايلون ويتراقصون على التواشيح الدينية والأناشيد عن آل البيت، موضحا أن تلك العادة لا تزال تمارس في القرى، خصوصا بمنفلوط والبداري وأبو تيج والوليدية.

الجريدة الرسمية