رئيس التحرير
عصام كامل

محمود حافظ يكتب: الحياة بطريقة أخرى!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

“صراع الإنسان الداخلي بين ما يمتلكه فعلا وما يفتقده ويريده ليس بالضرورة أن يكون قائمًا على أشياء مادية أو عينية بل قد يكون ايضًا قائم على اشياء حسيه ومعنويه”..


هل لكم من إجابه عن التأمُلات الأتيه:

لماذا يُضيع الإنسان عُمره في البحث عن ما يفتقده، لا في الإستمتاع بما يمتلكه فعلًا ؟!..

لماذا تعتقد أن كل شئ جميل حولك هو حق مكتسب ولم يكن نعمه قد من الله عليك بها وانعم بها عليك وحُرم غيرك منها؟!..

لماذا تبلدت مشاعرك لدرجة انك افتقدت جمال الأشياء واستمتاعك بها بسبب نظرتك الضيقه وانشغالك بالجري خلف ما ينقصك تاركًا خلفك كل ما تملكه حقا ؟!ً..

ياللا غبائك..ألم تدري انك ستندم يومًا ما على كل شيء جميل كنت تملكه كان بين يديك ولا تشعر به ولم تظهر حتى امتنانك به والأن فقدته؟!..

داخل كل إنسان الكثير من المتناقضات والتي لها سبب مباشر في تكوين شخصيته،وكل نفس بشريه لها نصيب من تلك المشاعر التي تشكل قناعات ومعتقدات داخل وجدان كل إنسان، مشاعر ايجابيه وأخرى سلبيه لها علاقه بالخير والشر، القُبح والجمال، الطمع والقناعه، حُب الذات والإيثار، ولكن لكى تكون انسانًا مميزًا عليك أن تمتلك خاصية التأمل ذلك “التطبيق” الإلهى الذي منحه الله لكل ذو عقل أو لمن كان له قلب.

التفكر في ماهية الأشياء والاعتقاد الكامل بأن كل شيء لم يخلق هكذا سُدى أو اعتباطًا، ولكن لحكمة ما سوف يعلمها الإنسان فيما بعد، وهو ما يتميز به الإنسان عن باقي المخلوقات لو نجح في رحلة التفكر والتأمل هذه.

قل لي : من الذي أعطاك الحق في أن تعتقد أن كل النعم التي وهبك الله اياها هي حق مكتسب لك ؟!..، عندما تستيقظ على صوت امك بالبيت وتجد في وجودها رغد العيش وذلك الفيض من الحنان فهذا ليس حق مكتسب، فكم من الناس فقدوا ذلك الصوت العذب وحرمتهم الحياه من ما تمتلكه انت..؟!،ابوك ذلك الرجل الذي يذوق الأمرين من أجل أن يوفر لك عيشًا كريمًا دون أن يشعرك بألمه في هذه الرحله الشاقه ليس حق مكتسب فهناك من شقى وتغيرت حياته تمامًا وتنازل عن كل أحلامه لأنه لم يجد أب كأبيك يحنو عليه ويشُد من أزره !..

على سبيل المثال هل تملك الاجابه إذا قلت لك ماذنب الكفيف الذي ولد دون نعمة البصر ؟.. وماذنب الاصم أو الابكم الذي يعجز عن السمع أو الكلام؟.. هلا ذهبت إلى دور العلاج وشاهدت اطفالًا وشيوخًا لا يستطيعون التنفس أو اصيبوا بمرض عضال؟.. تُري أي ذنب اقترفوه ما الذي جنته ايديهم، وما الذي فعلته انت لتنال كل هذه النعم التي حُرم منها غيرك وظننتها انت بكل غرور حق مكتسب ومن العجيب انك لا تشعر بها ولا تمتن لها؟!.

اعود فأقول لك تأمل جيدًا فيما تمتلكه بين يديك اظهر تبجيلك له وامتنانك به ولا تنشغل في التفكير بما تفتقده، ولا تضيع اليوم في انتظار الغد وما يحمله، دع الغد للغد هو وحده الكفيل بالاجابه على كل الأسئلة التي لا اجابه لها الآن..

فقط امض في طريقك..

“عش حياتك واستمتع”.
الجريدة الرسمية