رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات الإيرانية تحدد مستقبل المنطقة.. المنتصر يختار المرشد الأعلى على خامنئي.. الشعب يأمل في مستوى معيشة أفضل بعد الاتفاق النووي.. عداء ترامب لطهران يهدد العلاقات مع الرياض

فيتو

يستعد العالم أجمع، خاصةً دول الشرق الأوسط، لمعرفة رئيس إيران الجديد الذي ستقرر سياسته مصير المنطقة سياسيًا، واقتصاديًا، ودبلوماسيًا لعقود، نظرًا لدخول طهران في منافسة مع الرياض، لفرض نفوذها في دول عربية.


واستعرض الكاتب البريطاني "أندرو هاموند" تأثير الانتخابات الرئاسية الإيرانية على مستقبل المنطقة، من خلال سياسة المرشحين "حسن روحاني" و"إبراهيم رئيسي"، موضحًا أن الشعب الإيراني يفضل إعادة انتخاب الأول، بفضل إنجازاته وأهمها الاتفاق النووي مع القوى الخمس.

وشدد "هاموند" على أهمية الانتخابات، ليس لتحديدها مستقبل إيران فقط ولكن لأن المنتصر وحلفائه في مجلس خبراء القيادة سيكون لهم صوت قوي في اختيار المرشد الأعلى المقبل حال وفاة "على خامنئي"، 77 عامًا، خلال الفترة الرئاسية المقبلة.

الاقتصاد الإيراني

وعلى الرغم من وضع رؤية روحاني للتعاون بشكل أكبر مع الغرب تحت المجهر، إلا أن مصيره يعتمد بشكل كبير على توقعات الشعب للاقتصاد الإيراني، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن عدم شعور الإيرانيين بتحسن كبير في مستوى المعيشة، كما كانوا يأملون من إصلاحات رئيسهم بعد رفع العقوبات العالمية عنهم منذ الاتفاق النووي.

ومن أهم العقبات أمام تحسن الاقتصاد الإيراني، الدعم العسكري والمالي لسوريا وحزب الله في لبنان. ويُقدر دعم طهران لنظام دمشق وحده بمليارات الدولارات كل عام.

ولعب المرشح "إبراهيم رئيسي" على الانتقادات الموجهة لروحاني بسبب ارتفاع نسبة البطالة إلى 12.4 % العام الماضي بتوفير 6 ملايين وظيفة حال انتخابه بالتركيز على الإنتاج المحلي وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وهو أمر غير واقعي لكنه جذاب في عيون الناخبين.

الاتفاق النووي

أما مستقبل الاتفاق النووي، فهو يواجه مخاطرًا بوصول دونالد ترامب لرئاسة أمريكا خاصةً لاستيائه من التجارب الصاروخية الباليستية الأخيرة، ما دفعه لفرض عقوبات جديدة على أفراد إيرانيين وأعلن إعادة تقييم الاتفاق النووي.

وقد لا تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ولكنها ستقوضه من خلال الضغط على الدول الغربية لعدم توقيع أي اتفاقيات تجارية مع إيران أو خلق حالة من عدم اليقين حول رفع العقوبات.

ورجح الكاتب البريطاني أن يعيق عداء ترامب القوى لإيران رؤية روحاني من أجل مشاركة عالمية أكبر، وعلاقات أوثق مع الغرب، وإمكانية التعاون مع دول المنطقة وأهمهم المملكة العربية السعودية.

ومن ناحية أخرى، يفضل المحافظون في إيران تقوية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع روسيا على حساب التقرب من الغرب.
الجريدة الرسمية