رئيس التحرير
عصام كامل

انفصال «الدوبارة» يهز أركان الكنيسة الإنجيلية.. مصادر: «موريس» غاوي شهرة ويبحث عن الأضواء.. حديث الانفصال «أحلام يقظة».. وتصريحات راعيها حول «سر التناول» يشعل ا

كنيسة قصر الدوبارة
كنيسة قصر الدوبارة

أزمة تلوح في الأفق داخل أروقة الطائفة الإنجيلية في مصر، وتحديدا في أعقاب الأنباء التي تم تداولها حول انفصال كنيسة قصر الدوبارة، واستقلالها عن الكنيسة الإنجيلية، تحت رعاية القس سامح موريس راعى كنيسة الدوبارة الشهيرة بـ«كنيسة التحرير».


انفصال الدوبارة
المثير أن الأمر لم يتوقف عند حد انفصال كنيسة “الدوبارة” أو استقلالها عن الطائفة فحسب، بل وصل لقيادات داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما أثار استياء الكثيرين من فكرة إحداث شرخ في الكنيسة أو اقتطاع جزء منها، خاصة وأن الطائفة الإنجيلية بمصر ومجمعها الأعلى (سنودس النيل الإنجيلي) يعتبر الإدارة العليا للطائفة، ويعاون رئيس الطائفة الدكتور القس أندريه زكي.

الانشقاق
من ناحية أخرى، تعالت وتيرة انشقاق كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية عن الطائفة المشيخية الأم، وسط وجود صدع قائم مع القس سامح موريس راعى الكنيسة على خلفية عدة تصريحات قديمة صادرة عنه مخالفة للفكر الإنجيلى ونهجه، أبرزها اعترافه خلال أحد اجتماعاته بكنيسة الدوبارة بأن (الخبز والخمر) يتحول لجسد ودم المسيح، وهو «سر التناول» وهو إيمان الكنائس الأخرى كالأرثوذكسية والكاثوليكية والأسقفية وغيرها.

الخبز والخمر
ويفند الدكتور القس سامح موريس، في فيديو منشور على الإنترنت، أسباب استناده إلى إيمانه بتحول الخبز والخمر للجسد والدم كإيمان الكنائس الأخرى غير الإنجيلية.

وقال: ”الآباء الأوائل هم من قالوا ولست أنا.. إغناطيوس أسقف أنطاكية، وجون كلفن ومارتن لوثر المصلحون، مشيرا إلى أنه لم يعتذر عن حديثه للمجمع الإنجيلى لأنه نتاج ما درسه بكلية اللاهوت وعن الآباء”.

وأضاف موريس: «حقك تختلف معى بأن القديسين يظهرون أم لا، ولكنها حقيقة واقعية جدا، وحصلت عبر التاريخ وياما ظهرت العذراء مريم لناس، وأنا لا أملى وجهة نظري، وعليكم ألا تملوا وجهة نظركم على».

استياء القساوسة
تصريح “موريس” أثار حفيظة قساوسة ودفع القس أشرف نادي حبيب راعى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بشبرا الخيمة، ليقدم في 10 سبتمبر 2014 شكوى إلى مجمع القاهرة الإنجيلى المشيخى ضد القس سامح موريس راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، بشأن ما أثاره في عظته عن فريضة “العشاء الرباني” والذي تحول لخبز وخمر إلى جسد ودم المسيح بصورة حقيقية، الأمر الذي يُناقِض الفكر الكتابى الإنجيلى عمومًا والفكر المشيخى خاصة – على حد ما ورد في الشكوى.

بدوره، وجه المجمع الإنجيلى بالقاهرة اللوم للقس سامح موريس على تلك التصريحات، كما أبدى اعتذاره عنها، بينما خرج على شعب كنيسته ليقول اعتذاره كان لعدم تفهم اللجنة التنفيذية للسنودس(المجمع الإنجيلي) للقصد من حديثه وليس عما صدر عنه.

وتجدد الأمر بعدما ردد القس “موريس” نفس الفكر خلال أغسطس المنقضى على منبر كنيسة قصر الدوبارة، مؤكدا أن الخبز والخمر يتحول بالحقيقة للجسد والدم  –وفق العقيدة الأرثوذكسية والكاثوليكية- التي تؤمن أن الروح القدس تتدخل وتحول هذه الأشياء لأمور مقدسة.

بالتزامن مع هذا الأمر، تزايدت حدة الحديث حول أن “موريس” سينفصل عن الكنيسة الإنجيلية مؤسسا طائفة مستقلة، وأنه سينسلخ عنها ليكون مذهبا قائمًا بذاته، مستغلا شعبيته الجارفة أو الثقل والنفوذ اللذين يحظى بهما دون غيره من القساوسة، نظرًا لوضع كنيسة قصر الدوبارة بالمحفل الإنجيلى بالولايات المتحدة الأمريكية.

دستور الكنيسة
من ناحيتها، تواصلت “فيتو” مع قيادات مسئولة بالكنيسة الإنجيلية لسؤالها عن مجريات الأمور بشأن “موريس” وحقيقة مايتردد عن عزمه الانفصال ومدى إمكانية تنفيذ ذلك لتكون الإجابات مفاجئة لمروجى فكرة الانفصال أو الانسلاخ.

المصادر، في بداية حديثها، أكدت أن “موريس” طُبق عليه دستور الكنيسة الإنجيلية، ووجه إليه اللوم شفويًا أمام أعضاء مجمع الكنيسة الإنجيلية بالقاهرة، وحال تكراره الخطأ يتخذ إجراء ضده وفق الدستور بالتوبيخ أو التعنيف على الخطأ، وحال تكرار الأمر لمرة ثالثة يتم وقفه عن الخدمة لمدة معينة لحين التوبة عن الخطأ.

وأضافت المصادر: إن الأمر حال تكراره بعد التعنيف والوقف مدة محددة يمكن فصله نهائيا (شلح – تجريد من الخدمة) مع احتفاظه بلقب قس، ولكنه لن يكون خادما بأى كنيسة تابعة للإنجيلية.

تعاليم لاهوتية
المصادر – في سياق حديثها- استشهدت بحالات مثل ما حدث عام 2006 مع القس صفاء داود في أسيوط، الذي نادي بتعاليم لاهوتية مخالفة للفكر الإنجيلي، وجرد من الخدمة مع الاحتفاظ بلقب قس، وهو حاليا يخدم مع هيئة مسيحية أجنبية.

كما استندت المصادر أيضا إلى وقف القس عماد صالح، أحد أعضاء الكنيسة الإنجيلية بمجمع الدلتا، بعدما أخطأ في حق شخصيات كنسية.

البحث عن الأضواء
وقالت أيضا:”موريس غاوى شهرة ويبحث عن الأضواء وإثارته لفكرة العشاء الربانى، والتحول الحقيقى للخبز والخمر ليكونوا جسدا ودماء مغازلة للكنائس المؤمنة بهذا الأمر، وهما من تلقوها وظلوا يدعمون انتشار وترويج حديث راعى كنيسة قصر الدوبارة”.

وعن اعتزام “موريس” الاستقلال عن الكنيسة، قالت المصادر: ”مايقدرش لأنه ببساطة الكنيسة تخضع للطائفة سواء إنجيلية أو غيرها وليست لأهواء شخص بعينه، وقانونيا لا يملك الفرد أو راعى الكنيسة التصرف بأى أمر وفق أهوائه”.

وأضافت: "إن الأب دانيال حينما جرد من الخدمة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية لم يأخذ معه كنيسته أو أموالها، بينما خرج منها يخدم بكنائس إنجيلية وغيرها ليوصل رسالة المسيح من خلال مفهومه".
الجريدة الرسمية