رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاة جمال عبد الناصر.. اتهموا «الزعيم» بالديكتاتورية ومارسوها.. خالد محيي الدين يكشف حب محمد نجيب للسلطة.. عودة عبد الحكيم عامر للجيش تظهر زيف استقالته.. واعتقالات سبتمبر تحدد موقف &

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

يقول البعض مازحًا: جميع من خرجوا من السلطة في عهده تحججوا بالديمقراطية، إلا عبد اللطيف البغدادي الذي كان واضحًا منذ البداية، فاعترض على عدم تطبيق الديكتاتورية كما ينبغي، هو رجل فعَل ما يؤمن به بالطبع، فلم يلون جلده كما فعل الآخرون.


في رثاء جمال عبد الناصر كتب نزار قباني:
وراء الجنازة صارت قريش .. فهذا هشام وهذا زياد
وهذا يريق الدموع عليك .. وخنجره تحت ثوب الحداد

ما كتبه نزار مع المزحة التي سبقتها تشير إلى أن هناك رجالًا اختلفوا مع عبد الناصر لأسباب تتعلق بالنفوذ أو ربما الصراع على السلطة، لكنهم خرجوا في النهاية ليؤكدوا أن رحيلهم كان لمطالبتهم بالديمقراطية، وهو ما أطلق عليهم البعض "أكلوا وشربوا على جثة عبد الناصر من خلال تسويق مواقفهم على إنها من أجل الوطن فقط".

محمد نجيب
في كتابه «كنت رئيسًا لمصر» أكد أول رئيس للجمهورية أن سبب الخلاف كان حول تطبيق الديمقراطية، ورفض "ناصر" أن يعود الجيش إلى ثكناته، ومن ثم كانت القطيعة التي انتهت بوضع "نجيب" تحت الإقامة الجبرية طوال حياته.

تلك الرواية الشائعة يقابلها رواية أخرى كتبها خالد محيي الدين، واحد من أول خمسة أفراد أسسوا تنظيم الضباط الأحرار وعضو مجلس قيادة الثورة في كتابه «والآن أتكلم»، والذي استطرد فيه للحديث حول الصراع بين "نجيب" و"ناصر"، وما عُرف لاحقًا بـ"أزمة مارس" 1954.

في أكثر من موقف يروي "محيي الدين" أن قضية الديمقراطية لم تكن مطروحة من جانب محمد نجيب، بل في أول اجتماعات مجلس قيادة الثورة تم طرح خيار الديمقراطية أو العودة للثكنات، والغريب أن الوحيد الذي وافق على تطبيق الديمقراطية هو جمال عبد الناصر، فيما كان محمد نجيب أول من رفضها.

موقف آخر يرويه خالد محيي الدين عن محمد نجيب في أثناء اشتعال أزمة مارس 1954، حين طالب بصلاحيات واسعة باعتباره رئيسًا للجمهورية، وهو ما قال عنه "محيي الدين" نصًّا: «كان نجيب يحب السلطة ولا علاقة له بالديمقراطية».

عبد الحكيم عامر
في استقالته المسببة الأولى عام 1962 ذكر عبد الحكيم عامر لأول مرة كلمة "الديمقراطية"، مؤكدًا إنه يريد ترك موقعه قائدًا للجيش لأن البلاد لم تكن تُدار بطريقة ديمقراطية، وهو ما فهم جمال عبد الناصر مغزاه، إذ أن صديقه سيعزف على النغمة التي استخدمها كل من اختلف مع "ناصر".

لم تتغير الطريقة التي كانت تُدار بها البلاد، بل حسب ما قيل في مذكرات الضباط الأحرار، هي الفترة التي أعقبت تلك الاستقالة، حين توغل نفوذ المشير "عامر" وأصبحت كل وزارة تحتوي على ضابط هو في النهاية من اختيار المشير، وهو ما يؤرخه البعض ببداية النكسة الحقيقية، فيما أكد البعض الآخر أن الأمر لا يتعلق بالديمقراطية، فـ"عامر" عاد وقبل بالحكم مرة أخرى.

السادات
المؤرخ الناصري عاصم الدسوقي يضيف إلى الاثنين السابقين، الرئيس الراحل أنور السادت الذي استغل الديمقراطية هو الآخر، ولكن ليس لإحراج عبد الناصر، بل لـ"محو عصره" ـ على حد قول "الدسوقي".

وبحسب رأي الدسوقي فإن الرئيس السادات لم يعارض جمال عبد الناصر في أي من قراراته طوال حياته، حتى إذا مات "ناصر" بدأ السادات في الحديث عن عصر الحريات، وأنه قد ولى عصر تسجيل المكالمات وزوار الفجر، وهي كلها مصطلحات كان يقصد بها جمال عبد الناصر، لافتًا إلى أن اعتقالات سبتمبر في نهاية عصر السادات دلالة واضحة أن الحديث عن الديمقراطية فقط كان للقضاء على مراكز القوى.
الجريدة الرسمية