رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. فوضى «الوحدات الصحية».. طلاب الطب: نعاني بسبب قلة الخبرة وندرة الإمكانيات.. ومسئولون: لا يوجد عدالة في توزيع الأطباء.. و30% نقص في العدد.. نحتاج دعم النقابة.. وينبغي الاهتمام بسوق

فيتو

يمر القطاع الصحي في مصر بأزمة كبيرة، شأنه شأن كل القطاعات الأخرى، فالمستشفيات الحكومية في حالة لا يرثى لها، والخاصة ترفع شعار "ادفع علشان تعدي"، وبالرغم من كفاءة الأطباء المصريين بحسب شهادات الكثيرين، إلا أن الأحوال الصحية في مصر لا تُبشِّر بخير، وتعتبر "الوحدات الصحية" أحد أهم قطاعات وزارة الصحة التي تعاني من أزمات لا حصر لها.


أزمة كبيرة
الجميع يعلم بحجم أزمات الصحة في مصر، وخاصة الوحدات الصحية، وحتى كتابة هذه الكلمات لم أكن أعلم أن المشكلة بهذه الضخامة، وعندما كنت أستقل ميكروباص، جلس بجواري رجلين، اكتشفت من حديثهما، بحكم صوتهما المرتفع، أنهما طبيبان، الأول في عامه الأخير بكلية الطب، سنة التكليف، والآخر طبيب ممارس.

شر لابد منه
سأل الطالب الطبيب: الوحدات الطبية في مصر إسعاف للمواطن أم ديكور لوزارة الصحة؟، فرد عليه الطبيب: "الوحدة الصحية شر لابد منه، قضيها بالطول والعرض".

آراء طلاب التكليف
قال الدكتور محمد جمال، نائب تخدير بمستشفى أحمد ماهر، إن سنة التكليف التي قضاها بأحد مكاتب الصحة بمدينة الحوامدية كانت بمثابة سنة ضائعة من عمره الدراسي، موضحا أنه تم إسناد إليه إدارة مكتب الصحة بأكمله إداريا وصحيا، دون توجيه من أحد، مضيفا أنه لم يكن على علم بالأمور الإدارية.

عدم الثقة
وأضاف جمال لـ"فيتو" أنه أصيب خلال هذه الفترة بحالة تخبط فكري وقلق لأنه كان لا يستطيع إعطاء قرار أو رأي طبي يثق به لأي مريض، مشيرا إلى أن مكتب الصحة الذي كان مكلفا بإدارته مختلف شيئا ما، حيث كانت تقتصر مهمته على فحص حالات الوفيات وإعطاء رأيه الطبي بوجود شبهة جنائية من عدمه، مؤكدا أن فترة التكليف ضررها كبير على المريض أكثر من الطبيب لنقص إمكانيات المكان وقلة خبرة الطبيب، مطالبا بزيادة الإمكانيات.

وأكد محمد على سعفان، طبيب ممارس عام بقصر العيني، أنه قضى سنة التكليف بوحدتين، حيث كانت المنطقة ريفية، مشيرا إلى أنه جاء ذات يوم بعض الأهالي يطلبون منه إسعاف نجلهم بعد سقوطه من الطابق الرابع، وبعد فحصه للحالة اكتشف إصابته بكسر بالجمجمة، فطلب منهم الانتقال لأقرب مستشفى لكنهم أصروا على علاجه بالوحدة الصحية، وأخذ وقتا لإقناعهم بأنه غير متخصص وعدم توفر الإمكانيات، ولفظ الطفل أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى.

نقص الأطباء
وأوضح الدكتور مجدى مرشد، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هناك نقصا بنسبة 30% في عدد الأطباء، وأن اللجنة ستتبنى هذه المشكلة خلال الفترة القادمة لحلها مع مراعاة التوزيع الجغرافى.

نقص التمريض
وأضاف مرشد، أنه طالب خلال اجتماع لجنة الصحة بزيادة أعداد التمريض في المستشفيات، موضحا أن هذا الأمر يحتاج تخطيطا جيدا، مشددا على أن وزارة الصحة بحاجة لإرسال إحصائيات للجنة بعدد الأطباء والتمريض والصيادلة المعينين بالتكليف واحتياجات المستشفيات وعدد العجز في الأطباء والتمريض.


تعاون الجميع
وأشار الدكتور سعد زغلول، مساعد وزير الصحة لشئون الطب العلاجي، إلى أن عدد المقيدين في الصحة بلغ 140 ألف طبيب، 60% منهم يعمل داخل مصر والباقي خارجها، وأن هناك نقصًا شديدًا في بعض المحافظات، فضلًا عن وجود نقص في بعض التخصصات، موضحًا أن تلك المشكلات تتطلب تعاون الجميع.

سوء توزيع
وأكد زغلول أن المحافظات الحدودية تعاني عجزًا شديدًا في الأطباء، وفي بعض التخصصات، مضيفا أن مواطني هذه المحافظات لهم الحق في الحصول على الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على تغطية وسد العجز في المناطق النائية، موضحا أن هناك سوء توزيع في الأطباء على مستوى الجمهورية، ونحن كوزارة لو حاولنا إعادة التوزيع نجد النقابة أول من يقف أمامنا، فيجب أن نتعاون فالمسئولية مشتركة بين النقابة والوزارة، موضحا أن العمل النقابي ليس معارضة ولكنه يكمل العمل داخل الوزارة.

حوافز
وأضاف أن الكادر أعطى حدا أدنى للأطباء بالإضافة إلى بدل بالمناطق النائية وبدل تخصصات نادرة، وبذلك يمكن توفير التخصصات النادرة والأطباء في المناطق الحدودية، موضحا أنه عند إعداد حركة النيابات والتكليف نقابل برفض صارخ من الأطباء للذهاب في المناطق النائية ونطالب بتعاون النقابة لسد العجز، وتوجد وحدات صحية مغلقة بسبب سوء التوزيع ولا يوجد عندنا مانع من إعطاء مجموعة من الحوافز للأطباء مقابل العمل في المناطق النائية.

تعاون النقابة
وطالب مساعد وزير الصحة، تقليل الأعداد في كليات الطب الكبيرة مثل قصر العيني وعين شمس مع زيادة عدد الأطباء في كليات الأقاليم وتكليفهم في هذه المناطق للعمل على سد العجز، والتعاون بين النقابة والوزارة للصالح العام لضمان عدالة التوزيع، والاتجاه في تعظيم دور الزمالة على الماجستير لتصبح الزمالة هي الشهادة المهنية المعتمدة، مشيرا إلى أنه تم هذا العام مضاعفة المقبولين في الزمالة.

الجامعات الخاصة
وأوضح الدكتور جمال نوارة، أمين عام الجامعات الخاصة بالمجلس الأعلي للجامعات، إن كليات الطب الخاصة يجب أن تهتم بالطلاب وسوق العمل والجودة، مضيفًا أن الجامعات الخاصة تجربتها في الطب قصيرة وبها مشكلات، نحاول علاجها مع لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلي للجامعات.

استيفاء الشروط
وأكد نوارة أن المجلس لا يوافق على فتح أي كلية، إلا بعد استيفاء الشروط والإمكانات المادية والبشرية، موضحا أنه تم عمل تنسيق للقبول بكليات الطب بالجامعات الخاصة، والحد الأدنى للتقدم العام المقبل سوف يكون 92 %، وأن هناك أمورًا تتحسن لابد حيث يشترط أن يكون 50 % من هيئة التدريس معين أو معار بشكل كامل بالكلية الجديدة.
الجريدة الرسمية