رئيس التحرير
عصام كامل

«الحساسية الغذائية» قنبلة موقوتة تهدد صحة الأطفال.. 12 نوعا من الأطعمة الأكثر شيوعا.. استشاري باطني: العامل الوراثي له دور كبير.. الشعور بالحكة واحتقان الأنف أبرز الأعراض.. ويجب استشارة الطب

فيتو

تعتبر الحساسية الغذائية إحدى أكثر المشكلات الصحية التي تواجه الأطفال خاصة في سنوات العمر الأولى، وتظهر أعراضها في صورة بقع حمراء أو حكة شديدة في الجلد بعد تناول أنواع محددة من الأطعمة مثل الحليب أو البيض أو الشيكولاتة، وقد تكون لأسباب وراثية أو مناعية، أو لأسباب عارضة مفاجئة، الأمر الذي يحتاج إلى استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات لتحديد الأسباب وتفادي المضاعفات المحتملة.


أسباب الحساسية
يقول الدكتور على يوسف، استشارى أمراض الباطنة والحميات، إن هناك نوعين أساسيين من الحساسية التي يمكن أن تصيب الأطفال بسبب تناول الغذاء، أولهما الحساسية المناعية وهى مرضية تنجم عن وجود خلل ما في الجسم يؤدى إلى رفض نوع معين من الطعام بسبب عجز الجسم عن هضم أحد مكونات الغذاء الرئيسية.

وفي هذه الحالة تفرز خلايا الطفل المصاب بالحساسية أجسامًا مضادة لبعض الأطعمة تتسبب في حدوث أعراض الحساسية، فمثلًا يؤدى نقص إنزيم اللاكتوز الذي يهضم بروتين الحليب في جسم الطفل إلى الحساسية من الحليب البقري ومشتقاته، وتعتبر هذه الحالة من الحساسية الأكثر شيوعًا والأصعب والأخطر.

وأضاف يوسف أن النوع الثاني هو "الحساسية الغذائية"، ويرجع ذلك إلى ما يسمى "الحساسية العارضة" وهى غير مرضية وتكون أعراضها سطحية تظهر على جلد الطفل في صورة حكة أو احمرار نتيجة اعتياد الطفل على تناول نوع معين من الطعام باستمرار مثل الموز ما يؤدى إلى حدوث الحساسية، ولا يعتبر هذا النوع من الحساسية خطيرا بل هو عارض وعلاجه مؤقت وسهل، إذ يكفى أن يتفادى الطفل تناول الطعام الذي يسبب له الحساسية.

العامل الوراثي

ويؤكد الدكتور محمد سمير، استشاري طب الأطفال والحساسية، أن للعامل الوراثي دورًا في إصابة الأطفال بالحساسية، فإذا كان الوالدان مصابين بالحساسية فهناك احتمال بنسبة 60% أن يصاب كل طفل من أطفالهما بنوع من الأمراض التحسسية مثل الربو وحمى القش والأكزيما والتهاب الأنف والأعراض الجلدية، وإذا كان أحد الوالدين فقط مصابًا بالحساسية فإن النسبة تنخفض إلى 30%، وليس بالضرورة أن تظهر على الطفل الأعراض المرضية ذاتها التي يعانيها أحد والديه، إلا أنه قد يتحسس من نوع الطعام ذاته الذي يتحسس منه والداه.

استشارة الطبيب
ونصحت الدكتورة رضوى طاهر، إخصائي الطب الوقائي، بضرورة استشارة الطبيب، فورا حال تعرض الطفل للحساسية الغذائية والتي تظهر أعراضها غالبا في صورة طفح جلدي مزمن أو أكزيما تظهر عادة على الوجه أو الكوعين أو الركبتين، أو حدوث تورم في الشفتين أو اللسان أو الفم مع الشعور بالحكة أو ملاحظة احتقان أنف الطفل ومواجهته لصعوبة في التنفس، لتفادي مضاعفات المرض وعلاجه مبكرا.

12 طعاما تسبب الحساسية

وتشير إلى أن الأطعمة التي تسبب الحساسية غالبا وبنسبة 90% هي: «الحليب البقري، البيض، القمح ومنتجاته، المكسرات خاصة مشتقات الفول السودانى والصويا، الأسماك، القشريات البحرية، الشوفان، الشيكولاتة، الفراولة، الموز، الطماطم، الحمضيات»، وقد لا تظهر على الطفل أي أعراض حساسية فور تناوله نوعًا معينًا من الطعام لأول مرة، لأن جسمه يحتاج إلى التعرف على الطعام قبل أن يرفضه وقد تظهر الأعراض لاحقا بعد إتمامه العام الثالث من عمره.

التشخيص والعلاج
ويوضح الدكتور محمد نجاح، استشارى أمراض الحساسية، أن مهمة الطبيب المتخصص في علاج هذه الحالة هي كشف الأسباب جملة وتفصيلا، إذ أنه قد يتحسس الطفل أحيانا من نوع معين من الطعام أو عدة أنواع، فيبدأ الطبيب مرحلة التشخيص بعملية استجواب موسعة للأهل وخاصة الأم، ثم يحين دور الاختبارات الجلدية وفحص الدم وعينات من المخاط الأنفي للطفل المريض لتحديد الأسباب بدقة، ويكون العلاج الأنسب عموما هو تفادي الأطعمة المسببة للحساسية، مع وصف أدوية تساعد في تهدئة الأعراض والتخلص منها.
الجريدة الرسمية