رئيس التحرير
عصام كامل

طقوس الزواج في قبائل البدو بجنوب سيناء.. تبدأ بتقديم والد العريس غصن زيتون إلى ولي العروس بحضور شيخ القبيلة.. جلسات غداء وقهوة وعزف على السمسمية خلال الحفل.. و«قومي المرأة» يحذر من الزواج ال

فيتو

تسبب الزواج العرفي أو القصلة، المنتشر بين قبائل البدو بجنوب سيناء، في مشكلات للأبناء والأزواج لعدم قدرتهم على استخراج الأوراق الرسمية لهم، وحصولهم على حقوقهم كمواطنين مصريين.


وقال أحمد الجازي، من قبيلة الترابين: "أهالينا زمان كانوا يعيشون بالفطرة وكان الزواج يتم بوجود والد العروس ووالد العريس وكبار المشايخ وأبناء العمومة لحضور الزواج العرفي أو "القصلة" والذي كان يتزوج بها البدو منذ زمن بعيد".

الزواج العرفي
وأضاف: "الزواج بالقصلة يكون بالاتفاق بين الطرفين وأخذ رأي العروسين في إتمام الزواج ويجلس والد العريس ليقدم غصن زيتون أخضر إلى والد العروسة وهو تقليد متبع في الزواج القبلي ويكون هناك شروط متفق عليها بين الطرفين ترتبط بها الألسنة ويشهد عليها الحضور".

وتابع الجازي: "في الماضي كان يقوم العريس بتجهيز غرفة من الخشب وبها أشياء بسيطة جدًا، تتفق مع الطبيعة البدوية والعيش داخل الوديان الجبلية وبجوارها مكان صغير يطلق عليه الحمام".

وقال: "أما عن العرس فيستعد العريس بتجهيز مكان يطلق عليه بيت الشعر المكون من صوف المواشي المغزول على شكل خيمة، ويتجمع فيها الضيوف لحضور العرس وكل منهم يأتي بالحمايل وهي عبارة عن الماعز، ويجمع العريس في هذا اليوم من 20 إلى 30 رأس ماشية، بخلاف ما يقوم هو بذبحه".

طقوس الزواج
وأضاف: "يتناول الضيوف الغداء والعشاء في اليوم الأول وفي اليوم الثاني الغداء، ويضم بيت الشعر أيضًا البكرج وهو عبارة عن إبريق القهوة وتصب في فناجين ليس لها يد، وبجوارها إبريق الشاي، وليلة الحناء داخل بيت الشعر تبدأ بالسمسمية التي اشتهر بها البدو في إقامة الأفراح، وزف العروس على جمل من مكان إقامتها وحتى بيت زوجها".

وتابع: "الأمر عند العروس يختلف في ليلة الحناء حيث تتجمع سيدات القبيلة من وقت الظهيرة وتجهّز الحناء وداخل الخيمة تطلق الأغاني البدوية الجميلة وتقوم إحدى أقارب العروس بصب القهوة والشاي بالحبق، وغداء السيدات بالخيمة يبدأ من وقت الظهيرة ويكون عبارة عن صواني الكبسة، وفي الليل تقوم الفتيات بوضع الحنة في أيديهن مع العروس".

وقال موسى فراج، من قبيلة المزينة: "عيوب هذا الزواج بدأت تظهر في الوقت الحالي، بعدما بدأنا نبحث عن شقق ووظائف والتي تستلزم وجود أوارق رسمية مثل بطاقة الرقم القومي والبطاقة التموينية، لذا لجأنا إلى توثيق الزواج على يد مأذون لاستخراج قسيمة زواج".

وقالت جمعية سليمان، من قبيلة المزينة، رئيس مجلس إدارة مركز شباب الوادي: "الزواج بالقصلة يعني أن يحضر أهل العريس والعروس وشيخ القبيلة ويتم الاتفاق على تزويج العروسين وتتم قراءة الفاتحة بين الطرفين ويقوم العريس بتقديم بن أخضر، أو غصن شجرة أخضر، إلى والد العروسة ويتم الإشهار على هذا الأساس".

وتذكر جمعية أن ليلة الحنة عند العريس تقام في بيت الشعر ولا يحضرها إلا الرجال، وليلة الزفاف يقوم العريس بتطغية رأس العروس بالشال الخاص بها.

وتابعت: "أما ليلة العروس تقوم الأسرة بتسوية فولة على حسب القدرة المالية والفولة (أرز على عدس أو فول على أرز) وتقدم للضيوف ويهادى الأهالي بالحمايل (خراف – ماعز) أو نقود، وترد هذه الحمايل في المناسبات بين الأهالي".

توثيق الزواج
وأوضحت جمعية: "حاليًا يتم توثيق حالات الزواج العرفي "القصلة" لمن قاموا بالزواج بهذه الطريقة لحفظ حقوقهم مع الدولة سواء كان رجلاً أو امرأة، وتوثيق الزواج يساعد الرجل والمرأة على استخراج بطاقة الرقم القومي والبطاقة التموينية ومساعدة الزوجة أو الأرملة أو المطلقة في الحصول على معاش أو وحدة سكنية".

قالت ليلى درويش، من أهالي قرية الوادي: "إن قبائل البدو يفضلون الزواج المبكر وزواجهم يتم عن طريق القصلة وهي أن يتفق العريس وولي أمر العروسة على الزواج، ويتم في سن مبكر يكون فيه العريس 18 سنة والعروس 16 سنة، ويحتمل أن تكون أصغر من هذا السن".

وأضاف منيفي موسى، من سكان قرية الوادي: "إن الزواج القبلي لم يكن يسبب مشكلات لنا، ولكن مع الحصول على قطع أراض طلب منا إثبات جنسية، الأمر الذي جعلنا نسعى إلى توثيق حالات الزواج العرفي، ويتم التوثيق من خلال المحافظة والمجلس القومي للمرأة وبعض الجمعيات الأهلية وهذه الجمعيات تتحمل جميع النفقات".

وقالت أميمة إبراهيم، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء، إن الفرع وثّق أكثر من (1000) حالة زواج قبلي بداية من مدينة رأس سدر حتى مدينة طابا بجميع الوديان والتجمعات البدوية ويتم معرفة الحالات التي تم تزويجها من خلال المتطوعين والمنتمين لبعض الجمعيات الأهلية".

وأشارت أميمة إلى أن المحافظة مع بعض المؤسسات تقوم بتحمل نفقات الزواج على يد مأذون.
الجريدة الرسمية