رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تتحدث بلهجة الحرب ضد مصر.. جيش الاحتلال يروج للقيام بضربة استباقية ضد الإرهابيين في سيناء.. الصهاينة على علم بتحركات المتطرفين على أرض الفيروز.. ويؤكدون: «السيسي» يجد صعوبة في مكافحة

 أرض الفيروز
أرض الفيروز

في لهجة تصعيدية من جانب دولة الاحتلال ضد مصر، صدرت مؤخرًا تصريحات يبدو فيها تخطى للحدود من العدو الصهيونى، إذ خرج قائد قيادة فرقة «إدوم» بالمنطقة الجنوبية الإسرائيلية المحاذية للحدود المصرية المنتهية ولايته، العميد روعي الكابيتس، بتصريحات تسلط الضوء على الإرهاب في سيناء ومن ثم دعا إلى أن توجيه ضربة استباقية له واجب إسرائيلى.


ضربة استباقية
وزعم «الكابيتس» أن تهديد الإرهاب يتصاعد من سيناء بقيادة تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، والذي يهدد باستهداف مواطني إسرائيل وجنود الفرقة، وقد يحاول تنفيذ تهديداته في أي لحظة.

وجاء ذلك خلال مراسم تسليم وتسلم قيادة الفرقة في جبال إيلات، وتسلم العميد رافي ميلو قيادة الفرقة من العميد روعي الكابيتس، بحضور قائد المنطقة الجنوبية الإسرائيلية الميجر جنرال سامي تورجمان.

تغييرات ملموسة
أما العميد ميلو، فقال: «في الجانب الآخر من الحدود، وقعت تغييرات ملموسة تتطلب منا أن نكون مستعدين لأي سيناريو أو انزلاق بالوضع لكي نواصل حماية بلدات الجنوب والحفاظ على الهدوء».

ومن ناحيته، علق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلًا:« إذا حاول تنظيم ولاية سيناء استهداف مواطنينا، فعلينا أن نسبقه ونضربه بحزم وتصميم».

والتلويح من المسئولين في دولة الاحتلال بتوجيه ضربات استباقية للإرهاب في سيناء، بمثابة تلويح بالحرب، فكيف لدولة احتلال أن تطلق هذا النوع من التصريحات التي تتسم بالجرأة و«البجاحة» في آن واحد، كما لو أنها تبعث برسالة مفادها أننا يمكننا الانقضاض على سيناء في أي لحظة وشن هجمات استباقية.

تخطى المعايير
ومن جهة أخرى، تشير التصريحات إلى أن إسرائيل تستطيع أن تقضى على الإرهاب وليس جيش مصر العظيم في تخطٍ واضح لكل المعايير، رغم أن إسرائيل تدرك جيدًا أن داعش ومن على شاكلته سواء ولاية سيناء أو غيرهم لا يستهدفون إسرائيل التي تعيش بمأمن عن تلك التنظيمات.

وكيف لهم أن يستهدفوا دولة محتلة وهم صنيعتها من أجل تدمير الدول العربية، غير أن تلك التنظيمات ما هي إلا عرائس ماريونيت مفخخة يتم تصويبها على الأهداف العربية لا غير.

تحركات التنظيم
اللافت أن إسرائيل على علم بكل تحركات التنظيم كما لو أنه يبلغها بخطواته قبل تنفيذها، أو بتعبير آخر ترسم هي له الخطوات التي يسير عليها، فقبل أن تحدث الهجمات الأخيرة لتنظيم «ولاية سيناء» بالشيخ زويد بزعم احتلالها في شهر رمضان الماضى، حذر موقع «ديبكا» المعروف بقربه من الدوائر الاستخبارتية الصهيونية في تقرير له من عملية كبيرة تستهدف الجيش المصرى خلال الشهر الكريم وبالفعل قد كان، ولكن جيش مصر العظيم نجح في تصفية العناصر الإرهابية وجعل منهم عبرة لمن لا يعتبر.

وأكدت التقارير الإسرائيلية، أن تلك الهجمات كانت الأكبر منذ أن بدأ تنظيم ما يعرف بـ«ولاية سيناء» حربه ضد مصر.

مهمة صعبة
وأوضحت أن الأحداث أثبتت أن مهمة الجيش المصرى صعبة وثمنها باهظ، وأشارت إلى أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن تنظيم «داعش» الإرهابى ضم إلى صفوفه مئات العناصر المدربة والمسلحة والتي تحصل على مساعدات.

وزعمت أنه على الرغم من موافقة إسرائيل على زيادة قوات الجيش المصري في سيناء، خلافًا لما جاء في معاهدة السلام بين البلدين، وعلى الرغم من التنسيق الأمني مع إسرائيل بحسب التقارير الأجنبية التي تدّعى أن إسرائيل تساعد مصر بالمعلومات الاستخباراتية، فإن «السيسي» يجد صعوبة في مكافحة الإرهاب.

وهى المقولة التي ترددها إسرائيل دائمًا بأن مصر تجد صعوبة في مكافحة الإرهاب، لذا لا تجد غضاضة في أن تظهر نفسها بمظهر الفارس الشجاع الذي يمكنه فعل ما لم تستطع مصر القيام به لحاجة في نفس تل أبيب.

التأهب والاستعداد
ولم تمر ساعة واحدة على هجمات سيناء حتى أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى على الحدود المصرية.

وروجت التقارير الإسرائيلى إلى إمكانية احتلال الشيخ زويد لزعزعة ثقة المصريين في جيشهم، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن تنظيم «بيت المقدس» المسمى «ولاية سيناء» وزع منشورات في العريش تطالب السكان بالهرب، لأنه يستولى على المدينة.

واستطرد تقرير الصحيفة أن التنظيمات الإرهابية في سيناء تحولت إلى قوات عسكرية مدربة ومنظمة، لديها أفضل الأسلحة، وتعاملوا وفقًا لمخطط متزامن على غرار عمليات داعش في سوريا والعراق.

المسئول عن التدريب
وكشف التقرير أن إسرائيل على علم بمن يقوم بتدريب التنظيمات الإرهابية في سيناء، موضحة أنه خبير الصواريخ المضادة للدبابات في غزة، عبدالله كيشطة.

وتابع: «لم تكن هذا الاتصال العسكري الوحيد بين حماس في غزة والتنظيمات الإرهابية في سيناء، بل إن مصادر تمويلهم تصل من صندوق حماس، رغم أن الأخيرة تنفى ذلك حتى لا تثير غضب سكان غزة الذين يتضورون جوعًا، ومن ناحية أخرى حتى لا تدخل في مواجهة مع الإيرانيين أعداء داعش»، مؤكدًا أن حماس تتعامل مع «داعش» على أنها حليف في سيناء.
الجريدة الرسمية