رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مأساة في «المقطم للتأمين».. «رضا» دخلت المستشفى لـ«الولادة» فخرجت «جثة».. تركت طفلًا وزوجًا كفيفًا دون عائل.. وزوج شقيقتها: الأطباء تركوها تنز


بعينين زائغتين وبراءة لا تدرك الواقع المرير، وقف الصغير "محمد" البالغ من العمر عامين، ينظر إلى والده الذي أصبح المسئول الوحيد عنه بعدما توفت والدته، العائل الوحيد للأسرة، نتيجة الإهمال الطبي الذي أصبح يحصد يوميا عشرات الأرواح من المصريين.


عملية ولادة
البداية كانت قصة مؤلمة رواها "أحمد الشافعي" بدموع الألم والحسرة على أسرة شقيقة زوجته "رضا علي سليمان"، البالغة من العمر 36 عاما، التي وافتها المنية يوم الجمعة الماضي، على إثر إهمال طبي بمستشفى المقطم للتأمين الصحي – بحسب تعبيراته.

ويقول الشافعي: إن المتوفاة التي كانت تعمل كموظفة في هيئة التأمين الصحي، دخلت إلى مستشفى المقطم لإجراء عملية ولادة قيصرية، إلا أنهم فوجئوا باحتجازها لمدة عشرة أيام بححج واهية، منها غياب أطباء التخدير والتخصصات المختلفة، والمفترض أن يفحصوا المريض قبل إجراء العملية لها.

نزيف حاد
ويضيف أن حالة "رضا" النفسية بدأت تسوء مع مرور الوقت، إلا أنها كانت معافاة صحيا حتى قبل الوفاة بساعات قليلة، مشيرا إلى أنه زارها في الساعة السادسة من مساء يوم الخميس، وكانت في حالة طبيعية، إلا أنه بعد مرور ساعات قليلة وتحديدا في منتصف ليل الجمعة، فوجئ باتصال هاتفي من بعض نزلاء المستشفى، الذين أكدوا أن المريضة دخلت في نوبة من النزيف الحاد، استدعت نقلها إلى غرفة الرعاية المركزة.

وتابع الشافعي: إن زوجته انتقلت إلى المستشفى لمتابعة حالة شقيقتها، فوجدت أن المستشفى قام بإزالة السرير الخاص بها لإخفاء آثار الدم الناتج عن النزيف، مشيرا إلى أنه بالانتقال لغرفة الرعاية، اكتشفوا أن الطبيب المسئل غير متواجد بالغرفة، بينما انشغلت الممرضات بعمل "تاتو" على أيديهم دون الانتباه إلى الحالات الحرجة – بحسب قوله.

أما "وائل" زوج الضحية، فقال إن وفاتها تعني تدمير الأسرة؛ لأنها كانت المسئول الأول عن رعايته وطفلهما البالغ من العمر عامين فقط، مشيرا إلى أن زوجته الراحلة قابلت أقسى أنواع الإهمال الطبي داخل مستشفى التأمين الصحي، حتى أنها لم تجد طبيبا يستطيع أن يتعامل مع حالة النزيف الحادة التي وصلت إلى مرحلة النزيف من الأنف.

جرس إنذار
وتابع: إنه في أعقاب الوفاة تم تحرير محضر بالواقعة في قسم شرطة السيدة زينب، بعدما أصدر المستشفى تصريحا بالدفن مسجل به أن المريضة توفيت بسبب القلب، دون ذكر النزيف الذي تعرضت له بعد نقل دم لها في المستشفى، مشيرا إلى أنه اكتشف أن الإجراءات القانونية تستدعي استخراج جثة زوجته وإعادة تشريحها، ما دفعه إلى التنازل عن المحضر؛ إكراما لحرمة الموت – بحسب قوله.

وتابع "وائل": إنه لا يريد أي تعويض مادي، وإنما يهدف إلى إيصال قصة زوجته للمسئولين - الذين أكدوا له أن تحقيقا في الواقعة يتم حاليا - حتى تكون "جرس إنذار"؛ لتفادي تكرار ما حدث مع أي مريضة أخرى تدخل إلى مستشفى التأمين الصحي؛ لإجراء عملية بسيطة كالولادة القيصرية لتخرج جثة هامدة.
الجريدة الرسمية