رئيس التحرير
عصام كامل

«جينيفر مايكل» تستعرض تاريخ الشك في الله منذ بداية الخليقة.. «تلميذ طاليس» يطيح بفلسفة الآلهة.. «اليهود» نفروا من التدين والانعزالية.. «الجينية» تنكر معبود 


الإنسان بطبيعته يميل إلى الشك المطلق في كل شيء حوله، وقد بدأ الشك عند الإنسان في الأمور الفلسفية منذ بداية الخليقة، وكانت أكبر المسائل والمشكلات الفلسفية التي تؤرق الناس، هي وجود الله وخلق الأرض والإنسان، حتى توصل الإنسان الأول إلى أنه لابد من وجود إله مبدع قد خلق الكون، على اختلاف طبيعة وأشكال الرب الذي اتخذه الناس آنذاك، حتى نزول الديانات السماوية، لينقلب الشك عند الإنسان إلى أمور فلسفية ذات عمق أكبر داخل دينهم.


من هنا تنطلق المؤرخة والباحثة الأكاديمية والشاعرة الأمريكية "جينيفر مايكل هيكت"، في كتاب "تاريخ الشك" وتستعرض تاريخ الشك والإيمان عبر التاريخ، ولا تتعرض للأديان من قريب أو من بعيد.

ونستعرض فيما يلي ملخص ما جاء في الكتاب.

العصر الهيليني
ترى الكاتبة في الفصل الأول أن بداية تاريخ الشك يعود إلى العصر الهيلينى، وهو بضع مئات من الأعوام تقع بين هيمنتى اليونان وروما، وأن الفلاسفة قبل السقراطية بدءوا بالشك فى آلهة اليونانيين الأوليمبية، فقد كانت تلك الآلهة تعد واقعية إلى أبعد الحدود، لا تماثل إطلاقًا الأمثلة الأخلاقية أو حكايات الجن التى يصدقها البعض.

وقد فسر أنكسيمندريس "تلميذ طاليس" هذا الشك دون إشارة إلى الآلهة، مفترضًا أن العالم موجه بطريقة ما وأن الحياة تتعرض لتغيير ثابت أطلق عليه تسمية "إلهى"، هكذا أطاحت الفلسفة بالآلهة دفعة واحدة، وانطلق مسمى "الرب".

الشك عند اليهود
يتناول الفصل الثاني من الكتاب، بداية الشك عند اليهود القدامى، حيث أعجبوا بالفلسفة والثقافة اليونانية القديمة، فبدءوا بالشك فى الله ووصايا موسى، ويتألف هذا الفصل من ثلاثة أقسام "زيوس" فى المذبح وهو قصة الجانب الاجتماعى من الشك، والذي يعرض عدم رغبة الناس في التدين والانعزالية.

أما القسمان الآخران فيعالجان سفرين من أسفار الكتاب المقدس العبرى، ويعد كل منهما ذروة فى التعبير الإنسانى عن الشك وهما سفر أيوب وسفر الجامعة، فتذكر من سفر أيوب: "لماذا يحيى الأشرار ويشيخون ومع الأيام يزدادون اقتدارًا، أولادهم يكبرون أمامهم وذريتهم تتكاثر من بعدهم، بيوتهم آمنة من الفزع وعصا الله لا ترفع عليهم، ثورهم يلقح ولا يخطئ وبقرتهم تلد ولا تسقط، أطفالهم يمرحون كالغنم وأولادهم يرقصون كالغزلان".

آلهة الهندوس
وتسرد الكاتبة في الفصل الثالث تاريخ الشك فى الديانات الآسيوية كالهندوسية والجينية والبوذية، فتذكر أن تعاليم الديانة الجينية نصت على أن آلهة وآلهات وقرابين وشعائر الهندوسية غير موجودة، وينظر إلى الجينية على أنها ديانة إلحادية فقد نبذت آلهة الهندوسية ولم تستبدلها بأى قوى خارقة للطبيعة.

إمبراطورية العقل
أما الفصل الرابع فقد كرسته الباحثة لتاريخ الشك عند الرومان، حيث كان المجتمع الرومانى غير متدين بطبيعته فقد اتخذوا تأليه الإسكندر الأكبر وملوك هيلينيين، والتي أثبتت فيه الباحثة أن الأمر عند الرومان لم يكن لهم دينيًا لأنها كانت إمبراطورية العقل، فقد كانوا يطلقون اسم الإله على أي شيء يعجبهم، مثلما أطلق شيشرون على أفلاطون مسمى الإله، والأكثر عجبًا استخدام لوكريشيوس هذا المصطلح لوصف معبوده أبيقور الملحد.
الجريدة الرسمية