رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو خالد.. شفتني وأنا مؤمن ؟


كالأسد الجسور احتل موقعه في الصفوف الأمامية... يحمل في يديه سلاحه الفتاك... والذخيرة التي تنوء بها كفه المحاربة..اتخذ موضع الهجوم... أصدر تعليماته للفريق الإعلامي المصاحب بأن يبتعد خطوات قليلة حتى لا يصاب بأذى ما أن تحتدم المعركة... كانت أوامره الأخيرة للمصور: "أول ما تلاقيني أخدت وضع الهجوم وبان تحت بطاطي تصور على طول.... خلي بالك من شعر الباط عشان بيعمل شغل... ها.... مستعد ؟؟؟ هوبااااااا.... وجون وجون وجوووون... واديله ادي... اديله ادي. وفين يوجعك يا إبليس يا وحش... حصوة في عينك يا خاين يا مجرم... بكرهك بكرهك بكرهك...".


نعم، كانت هذه هي التفاصيل التي حملتها صورة الداعية المؤمن عمرو خالد الذي أصر أن ينشرها على جمهوره على الفيس بوك وهو يرمي الجمرات على إبليس أثناء مناسك الحج.. يحاربه وجهًا لوجه بلا مواربة ولا شفقة... ما أن يئن إبليس من الحصوة الأولى حتى يلاحقه بالثانية بلا رحمة... لم يتسجب لتوسلات الشيطان وهو يستجديه "حرام عليك يا قاسي".. فيجيبه بالثالثة.

ستجوب تلك الصورة كل أركان الفيس بوك لتظهر للعالم بطاط الداعية عمرو خالد وهو يصارع الشيطان وينتصر عليه.. سيقدم القدوة والمثل لحجيج الرحمن ليتعلموا منه كيف يكون الحاج الجسور في مناسكه لا يخشى بطش الشيطان ولا يهرب من ساحة رمي الجمرات من البلكونة.. بينما إبليس يتلقى الحصوة تلو الحصوة ذليلًا مهزومًا... وإن فاتتك الصورة ابحث عنها على شبكة الإنترنت لتأخذ العظة والعبرة ولتتعلم حين يرزقك الله زيارة بيته الحرام كيفية الكشف تحت بطاطك..وكيف ترسم ملامح الحزم والشدة في البلكونة وأنت بتحدف إبليس الغلبان بالحصى.

ربما يقول البعض وماله هو حر.. نعم هو حر يتصور بيرمي الجمرات.. يتصور بيتوضا.. أو ناكش شعر بطاطه هو حر. ولكن أنا كأحد العاملين بالإعلام أرى أن هذا التصوير غير محايد... والأمر حتى يكون فيه معامل المصداقية كان يجب أن تكون هناك كاميرا على الجانب الآخر لتوضح إبليس وهو يتبادل مع عم الداعية رمي الجمرات... كما أنه من حق الشيطان أيضًا الكشف عن تحت بطاطه هو الآخر.

الداعية أبو جاكتة الذي يحج بيت الله الحرام في أسمى طقوس العبادة بين الإنسان وربه لم يجد في نفسه غضاضة في أن يكلف فريقه الإعلامي بالتقاط تلك الصورة المعبرة.. ولم يستحِ من نشرها على الناس لبيان ملامح التقوى... هي موضة الإيمان الجديدة التي ستسود في الأيام المقبلة... والتي يروج لها كثيرًا كما سبق أن شاهدنا في انتخابات البرلمان والرئاسة.. المرشح وهو بيتوضا والمرشح وهو بيتمضمض... مع التأكيد على سلامة الأسنان من التسويس عشان هو شاطر وبيغسل سنانه قبل ما يترشح... على أية حال هو أمر ليس بالجديد على عم الداعية.

فقد سبق له أن ملأت تصاويره الإنترنت وهو مغمن عليه... ومرة وهو في الإنعاش مبتسمًا ابتسامة ملائكية.. ولم يبقَ على اكتمال الألبوم سوى صورته وهو داخل الجنة والملايكة بترش الملح عليه من شر النفاثات في العقد... وبتصور معاه سيلفي...... ارحمنا ياعم... وخد إيمانك واقعد في حته ناشفة.
الجريدة الرسمية
عاجل