رئيس التحرير
عصام كامل

الانتحار ظاهرة تجتاح الوطن العربي.. ألفا حالة انتحار يوميا في الدول العربية مقابل 3 آلاف في أوربا.. مصر والمغرب وتونس على قائمة الدول العربية الأكثر انتشارًا للظاهرة

فيتو

يبدو أن الانتحار أصبح في الآونة الأخيرة الوسيلة الوحيدة للقضاء على المشاكل التي تواجه الكثيرين، بعدما أصبح الملاذ الوحيد أمام فئة يئست من مواجهة أزمات ومشاكل الحياة، فبالأمس فوجئ العاملون بالرعاية الطبية بالدور السادس بماسبيرو بمحاولة انتحار سيد عبد الهادي، العامل بالخدمات المعاونة بقطاع التليفزيون، بقطع شرايين يديه، ولم يتم الإعلان حتى هذه اللحظة عن السبب.


الغموض
وتأكيدا لذلك تشير بعض الدراسات التي أجريت على حالات الانتحار في الوطن العربي، إلى أن أغلبها تحاط بالغموض ولا تلاحقها الإحصائيات بشكل دقيق، لكن من المعروف أن ظاهرة الانتحار تحولت إلى ظاهرة ملفتة تنمو وسط كثرة الأزمات والضغوط، أبرزها الضغوط والأزمات الاقتصادية والمجتمعية.

العالم العربي يسجل أعلي نسبة
وتجدر الإشارة إلى أن العالم العربي يسجل نسبة انتحار أقل مقارنة مع الدول الكبرى في العالم، وهو ما توضحه الأرقام، حيث يسجل ألفي حالة انتحار تتم يوميًا في مجموع الدول العربية مقابل 3 آلاف حالة انتحار بأوربا، على الرغم من أن المعدلات العربية في نسب الانتحار تشهد ارتفاعا سريعا وتضاعفيا، حيث وصلت نسبة المنتحرين العرب إلى 4 في كل 100 ألف حالة في العقد الأخير.

وتأتي مصر والمغرب وتونس والجزائر على قائمة الدول العربية التي تنتشر فيها حوادث انتحار، بينما تتواجد لبنان وسوريا والخليج أسفل القائمة، ففي الأردن تقدر حالات الانتحار مؤخرًا بـ70 حالة، و400 محاولة في العام، وهو ارتفاع شديد مقارنة بإحصائية 2012 والتي وقع فيها 57 حالة انتحار، ويتميز الأردن بظاهرة انتحار الأطفال حيث ينفذون 18% من حالات الانتحار في المملكة.

300 محاولة انتحار في مصر سنويا
أما في مصر فهنالك 3000 محاولة انتحار سنويا لمن هم أقل من 40 عاما، بينما وصل معدل الانتحار في اليمن إلى 251 حالة في عام 2013، وارتفع المعدل إلى وقوع حالة انتحار يوميا في بعض الأشهر.

كما تشير الإحصائيات إلى أن هناك 3 ملايين مغربي يريدون الموت، وذلك لانتشار حالات الاكتئاب والبطالة، أما في تونس سجلت عدد محاولات الانتحار سنويًا يقدر بواحد في الألف أي نحو 10 آلاف تونسي يحاولون الانتحار سنويًا.

وعن إحصائيات الجزائر لعام 2012، تؤكد أنه تواجد 1108 حالات انتحار أغلبها لشباب ومراهقين خاصة من الإناث، كما يحاول 3 أشخاص جزائريون الانتحار يوميًا.

أما عن ظاهرة الانتحار التي بدأت تظهر لدى اللاجئين السوريين، فتذكر دراسة دولية قدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن نحو 41% من الشباب السوري في لبنان قد سبق وفكروا بالانتحار، ضمنهم 17% تملكتهم الفكرة لفترة طويلة.

رسالة خاصة
وتشير الدراسات إلى أن بعض حالات الانتحار في البلاد العربية، باتت تمثل رسالة خاصة أو صرخة ألم، وأشهر الأمثلة على ذلك البوعزيزي مفجر ثورة تونس، رموز "أسبوع الانتحار" في مصر، والذي تلا الثورة التونسية وسبق الثورة المصرية وغيرها، حيث شهد التاريخ العربي حالات انتحار متعددة في فترات غياب العدالة الاجتماعية والضائقات الاقتصادية، مثل فترات الكساد العالمي التي أثرت سلبًا على الوطن العربي وخصوصًا في الطبقات الفقيرة.


عاشر سبب الموت
وتعد انتشار ظاهرة الانتحار عاشر سبب من أسباب الموت عامة، وثالثها بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و44 عامًا، ويُذكر أن كل حادثة انتحار ناجحة يقابلها 20 محاولة انتحار فاشلة أو أكثر.

وتشير بعض البحوث إلى أن أعراض المصاب بإرادة الانتحار دائما ما تكون سريعة في بضعة أيام تتميز باضطراب في النوم واكتئاب مؤد للسوداوية، واضطرابات في الشهية مع الميل للعزلة وغيرها، وكثيرًا ما يكون ذلك مترافقا مع ظروف حياتية طارئة.

يذكر أن ظاهرة الانتحار منتشرة في جميع أنحاء العالم، ويوجد أكثر من مليون شخص يحاولون الانتحار سنويًا في كل دول العالم، بما يعادل حالة انتحار واحدة كل 30 ثانية.
الجريدة الرسمية