هل في مقدور إسرائيل التمرد على أمريكا ورفض الأنصياع لأوامرها ومطالبها والتمسك بتنفيذ ما تقرره هى.. أم أن أمريكا موافقة على ما تقوم به إسرائيل ومن بينه الغزو البرى لجنوب قطاع غزة؟
الاسرائيليون بدأوا منذ اليوم الاول لإستئناف الحرب ضد أهل غزة تنفيذ خطتهم الخاصة باستهداف جنوب القطاع الذى يتصورون أن قادة حماس يتحصنون به الأن ويوجد به العدد الأكبر من أسراها لدى حماس..
نصح بلينكن الاسرائيليين بتقليل إستهداف المدنيين خاصة في جنوب غزة عندما تبدأ إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية للحرب البرية على القطاع..
أعلنت الحكومة الاسرائيلية اليوم تمديد الهدنة للمرة الثالثة فى غضون أسبوع، بينما أعلنت حماس أن التمديد ليوم واحد فقط.. وهذا يعنى أن الاجتماع الذى عقد في الدوحة لم يتوصل لتمديد الهدنة لوقت أطول..
الامريكان مازالو يمهلون الاسرائيليين وقتا لتحقيق إنجاز عسكرى في غزة، وفي ذات الوقت فإنهم مهتمون بالافراج عن كل الأسري المدنيين، وهم لا يخفون ذلك ويجاهرون به علنا..
إسرائيل لن تحارب بعد الهدنة كما كانت تحارب بعدها.. فقد حدثت تغيرات عديدة أهمها أن حديثا بدأ يتردد في الغرب الآن عن وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب، بعد أن كان كل الحديث عن هدن إنسانية فقط..
تستثمر مصر هنا تداعيات تلك الهدنة داخل إسرائيل بعد استعادة عدد من أسراهم لدى حماس، والمتمثلة في تزايد ضغوط أهل الأسري المتبقين على الحكومة الاسرائلية لتمديد وقف إطلاق النار للإفراج عنهم في صفات أخري..
المظاهرات تشير إلى ما ينتظر إسرائيل وحكومتها في الأيام المقبلة بعد إنقضاء الهدنة المؤقتة، ويتمثل في زيادة الضغوط التى سوف تتعرض لها عالميا لدفعها لوقف حربها الوحشية ضد أهل غزة..
تمديد الهدنة لن يكون من نتائجه فقط تحرير عدد من الأسري، وإنما أيضا إدخال مزيد من المساعدات للقطاع وأهله ومن بينها الوقود الذى هم في أشد الاحتياج له لدعم تشبثهم بالأرض..
اليوم الأول لهدنة الأيام الأربعة حافل بالمشاهد المؤثرة مثل مشاهد خروج أهل غزة جماعات إلى الشوارع والأسواق بعد توقف قصف الطائرات والمدافع
مع تزايد الضغوط الشعبية داخل أمريكا وأوروبا لوقف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل منذ سبعة وأربعين يوما ضد أهالى غزة سوف تضطر الإدارة الامريكية وبعض الحكومات الاوروبية لبحث أمر وقف إطلاق النار..
إسرائيل سوف تظل تدفع أهل غزة للزحف جنوبا وتجاوز الحدود المصرية مع القطاع، فرارا من حرب الإبادة التى يتعرضون لها وبحثا عن ملاذا آمن في سيناء المصرية..
سياسيا فإن قبول الحكومة الاسرائيلية بعقد صفقة الأسري مع حماس هو إعتراف واضح بفشلها في تحريرهم عسكريا بعد إقتحام أراضي القطاع وتدمير نصف مبانيه ومنشآته، وإعتراف أيضا بإخفاقها في النيل من حماس..
وهذه ليست المرة الاولى منذ نشوب الحرب التى تأمر فيها أمريكا إسرائيل وتمتثل حكومتها للأوامر.. سبق أن أمرت أمريكا حكومة إسرائيل بالسماح بمد غزة بالمساعدات من غذاء ودواء ومستلزمات طبية وإمتثل الاسرائليين
تحت ركام الابنية المدمرة والمحطمة يخرج مسلحين يصطادون الجنود الاسرائليين ويقتلونهم.. فهم يعرفون أرضهم جيدا حتى بعد تدمير أبنيتها ومنشاَتها..