رئيس التحرير
عصام كامل

الرد الإيراني!

أصيبت إيران في كبريائها.. الضربات لم تتوقف منذ سنوات ضد عناصر الحرس الثوري داخل أراضي الشقيقة سوريا والرد المتكرر هو: سنرد في المكان والزمان المناسبين! كنا نرى ذلك عبء على سوريا الجريحة وشعبها وكانوا يرونه تفويتًا لفرصة يريدها العدو للقيام بعدوان كبير شامل لا تريده سوريا الآن.. ولا نريده طبعًا!

 
اليوم.. اختلفت الأمور.. تدمير مقر القنصلية الإيرانية في دمشق عمل خارج أصول اللعبة.. جاسوس في المفاعل النووي الإيراني أو أكثر أو حتى تجنيد مسئول مكافحة التجسس الإسرائيلي في المخابرات الايرانية للتجسس للعدو.. 

 

وهو ما كشفته قضية اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة في ديسمبر 2020، مقابل جونين سيجيف الجاسوس الاسرائيلي لإيران وهو وزير إسرائيلي سابق في القضية الشهيرة التي كشفت في يونيو 2018! أو عومري جورن العامل بمنزل وزير دفاع العدو في القضية التي أعلن عنها عام 2021!

 
تخريب في منشآت إيرانية مقابل أعمال مسلحة لأصدقاء إيران في المنطقة أو حتى ضرب مباشر لمقرات داخل كردستان العراق قيل أنها لمخابرات العدو!


كل ذلك ملامح حرب من نوع آخر اختلفت اليوم وكسرت قواعدها.. العدوان على القنصليات والسفارات حتي باقتحامها من الأفراد دون تصريح يعتبر عدوان على أراضي الدولة صاحبة القنصلية أو السفارة! 

 

نحن إذن أمام عدوان عسكري مسلح على أرض إيرانية مباشرة! الرد عليه من خلال الأصدقاء لا يفيد بل نرى أن الصمت أفضل.. وإيران سبق وقصفت مواقع أمريكية في العراق قصفا ثقيلًا وبالتالي ماذا ستفعل إيران اليوم؟!

 
الرد المباشر على أراضي داخل فلسطين المحتلة؟ أم في دولة أخرى على مقار مشابهة؟ وكيف ستخسر إيران دولة ثالثة لا تتطابق معها حالة إيران مع سوريا؟! وإن ردت مباشرة بعملية عسكرية على مدن للعدو فماذا عن رد الفعل؟!

 


المرشد الإيراني توعد.. وزير الدفاع الإيراني توعد.. وزير الخارجية الإيراني توعد.. الحرس الثوري توعد.. استنفار ورعب شامل داخل كيان العدو وهو في ذاته مكسب ومطلوب.. لكن ثم ماذا؟
سمعة إيران على المحك.. وكل الخيارات صعبة وقاسية.. والإيام وحدها التي عندها الإجابة!

الجريدة الرسمية